قبل سنوات طالب العبد لله بحمل الس@لاح في جبهة شعبية عريضة..
ساعتها اغلب المتابعين لما اكتب عارضوا هذه الخطوة، و رأى البعض انها دعوة للحرب الاهلية، و نشر الفوضى..
كان المبرر واضحاً، و ظللت اردده صباحاً، و مساء بالعبارة " كل حملة الس@لاح هم ضد الشعب، و إرادته"
جيش علي دعم سريع، علي حركات..
كنت ارى وقوع المواجهة، و الحرب مسألة وقت فقط، و ساعتها سيكون الطرف الاضعف فيها هو الشعب، و المجتمع بصفة عامة.
وقع ما كنا نخشاه، و بدأ الناس في البحث عن الس@لاح لحماية انفسهم، و عروضهم، و اموالهم..
هناك فرق كبير في التوقيت، للبحث عن الس@لاح..
تتقاطع الاجندة في حال الضرورة القصوى، عندما وقعت الحرب، كيف رأينا السعي وراء التسييس، و الهيمنة، و تمرير الاجندة، و الخطابات السياسية..
اما حمل الس@لاح في الفسحة من الامر سيكون رادعاً، و يحفظ توازن القوى لصالح الشعب لأنه الكتلة الاكبر..
في حالتنا التي عشناها قبل الحرب لم يكن لدينا ايّ خيار لتجاوز حمل الس@لاح في جبهة شعبية عريضة..
للأسف غياب الدولة اربك المشهد بشكل مضاعف.
ليس بالضرورة ان نحمل الس@لاح تحت قيادة الدولة في حالتنا السودانية، لأن الدولة نفسها تصنع المليشيات، و تعمل علي تعقيدات المشهد لإضعاف الجميع..
المقاومة الشعبية هي عملية دفاعية، و ليست هجومية..
بمعنى.. تبدأ بحماية بيتك، ثم شارعك، ثم الحارة، ثم الحي، او القرية، و المدينة..
هاكم دي..
كتبت في هذا الامر من قبل..
لقد عملت في الجيش السوداني، و ضمن القانون يُمنح الضابط المتقاعد تصديق لقطعتين س@لاح.
قناعة المشرع ان الضابط المتقاعد يجيد التعامل مع الس@لاح بشكل احترافي، و مسؤولية، و لا يمكن ان يسيئ التعامل في هذا الجانب..
لم يسجل التاريخ منذ تأسيس الجيش ان ضابطاً متقاعداً واحداً اساء التعامل مع الس@لاح..
تقاعدت في مارس 1999 و تقدمت لأحصل علي التصديق المستحق فتم رفض الطلب من الامن العام وقتها بعبارة " لا نوافق" و كتبت سابقاً بشيئ من التفصيل..
غادرت السودان، و عدت في نوفمبر 2020 بعد اكثر من عقدين من الزمان..
بعد ان تجولت في شوارع الخرطوم، و المدن، و القرى شعرت بعدم الامان بشكل حقيقي، لذلك قررت التقدم للتصديق المستحق ظناً مني ان الظرف قد تغيّر بعد الثورة، و اختلف الحال..
تصدق يا مؤمن من رفض طلبي و عدم الموافقة بالتصديق هو جهاز الاستخبارات؟
اتحدى ايّ ضابط متقاعد تقدم لهذا التصديق، و تم رفض طلبه!!!
الخلاصة..
هذه الدولة تريدنا كالقطعان تعمل فينا آلة الخوف، و الارهاب..
كان بإمكاني الانضمام لأيّ حركة مسلحة، و احمل من الس@لاح ما اريد من الراجم@ات، الي المد@افع الثقيلة.
ايضاً كان بإمكاني تكوين حركة مس@لحة جديدة لنج، و الكل يعرف كيف يمكن ذلك، ساعتها ستحترمتي الدولة، و تضع لي الف حساب..و سأدخل القصر من اوسع الابواب..
قادر تتخيل لو ايّ زول يمتلك قطعة س@لاح في بيته؟
كسرة..
لا تزال تنتظركم حروب قادمة لأن ذات المشهد العبثي يفرض نفسه بملامح ذات الدولة بمنهجها المعطوب، و سلوكها الشاذ..
اخيرا..
تس@لحوا بعيداً عن الاجندة الايدلوجية، او الحزبية، او المكاسب السياسية، و القبلية لتحموا انفسكم، و اموالكم، و عروضكم..
اكرر.. كل حملة السلاح هم ضد إرادة الشعب، و مصالحه..
حالة إغتصاب فتاة واحدة تحدث لعجز الدولة، و حملة الس@لاح في حمايتها جديرة بان تسقط شرعيتها، و تمنح الجميع شرعية حمل الس@لاح في عين اتخن تخين..
اعتقد من السهولة ضبط حمل الس@لاح في جبهة شعبية عريضة، و لدينا عشرات الآلاف من ابناء الشعب السوداني من الضباط، و ضباط الصف، و الجنود المتقاعدين من الجيش، و كل الاجهزة الامنية الاخرى..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة