* حين قرأتُ ما نُقل عن وكالة رويترز، بتاريخ 26 مارس 2024، عن أن واشنطن تتطلع لإستئناف محادثات السلام السودانية في 18 أبريل، حسب ما ذكره المبعوث الأميركي الخاص للسودان، و أن "" واشنطن أوضحت صراحة، أن المحادثات بين الأطراف المتحاربة، ينبغي أن تكون شاملة، وأن تضم الإمارات ومصر والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) والاتحاد الأفريقي""، حين قرأتُ ذلك، قفز إلى ذهني شيئٌ عن الحكومة وشيئٌ من شعر عمر بن أبي ربيعة:- "" لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد""!
* و تراني أستعير من عمر بن أبي ربيعة فأقول للمسئولين عنا، وعن السودان كله، مسئولية (حقيقية) كأمرٍ واقع:- إستبدي يا حكومة، إستبدي مرةً واحدةً، وارفضي أي مشروع عودة إلى (منبر جدة) قبل تنفيذ بنود اتفاق المنبر الموقَّع عليه في يوم ١١ مايو ٢٠٢٠، والقاضي بإجلاء ميليشيا الجنجويد من بيوت المواطنين والمرافق العامة، كشرط أساسي للعودة إلى ذلك المنبر..
* وأقول للحكومة، كذلك، ارفضي رفضاً، حازماً جازماً، حضور دولة الإمارات العربية المتحدة إجتماعات ذلك المنبر بأي صفة.. فالإمارات دولة لا تمثل مصدراً يساعد على استقرار السودان بأي شكل من الأشكال، إلا إذا كان إستقراراً يأتي بعد هيمنتها على قرار السودان عبر عملائها ميليشيا الجنجويد وقحت/تقدم..
* وقد نصح المبعوث الأمريكي الخاص عِليةً الإماراتيين أن مصالحهم التي تدفعهم لتأجيج الحرب في السودان لن تؤتي أُكُلها إلا باستقرار السودان..
* والإماراتيون معروفون كحلفاء لأمريكا ولإسرائيل، كما تعلمون.. ونصيحة المبعوث الأمريكي نصيحة حبٍِ لمصلحة الإمارات وليست نصيحة حبٍ لمصلحة السودان.. وتذكرنا تلك النصيحة بنصائح كثيرة صدرت من أمريكا لإسرائيل، وآخرها عدم دخول منطقة رفح للقضاء على مقاومة حماس بشكل عشوائي، بل و قررت إرسال وفد أمريكي إلى إسرائيل للتفاوض حول كيفية الإجهاز على مقاومة حماس في رفح دون اللجوء إلى العشوائية التي تمارسها في عموم غزة حالياً..
* و على نفس النَسَق يريد الأمريكي، حليف الإمارات، إجراء بعض التعديلات، أو إدخال بعض البنود على البنود الموقَُع عليها في يوم ١١ مايو ٢٠٢٣.. ونحن، غالبية الشعب السوداني، نطالب الحكومة بعدم قبول أي طرح يطرح عليها، أثناء التمهيدات الجارية للعودة إلى المنبر، أو أي طرح آخر يتعلق بإدخال بنود جديدة على البنود المذكورة، و عليها أن تتمسك بحزم بما هو موقَّع عليه سابقاً..
* ألا ليت الحكومة تستبدُ مرةً واحدةً،ً إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد! وأدناه درسٌ من أحرار حكومة الأمر الواقع في دولة النيجروهي حكومة حديثة عهد بالحكم:-
"" في بيان تُلي عبر التلفزيون الوطني، خلال خطاب بثه التلفزيون النيجيري في 16 آذار/مارس 2024، ندد العقيد أمادو عبر الرحمن، المتحدث باسم الحكومة النايجرية، إن حكومة النيجر، آخذة طموحات الشعب ومصالحه في الاعتبار، تقرر بكل مسؤولية أن تلغي بمفعول فوري الاتفاق المتعلق بوضع الطاقم العسكري للولايات المتحدة والموظفين المدنيين في وزارة الدفاع الأمريكية على أراضي النيجر....
وأشار عبد الرحمن إلى أن الوجود العسكري الأمريكي غير قانوني و"ينتهك كل القواعد الدستورية والديمقراطية... وهذا الاتفاق "مُجحف" "فرضته أحاديا" الولايات المتحدة عبر "مذكرة شفوية بسيطة" في 6 تموز/يوليو 2012.... وتأتي هذه الخطوة بُعيد مغادرة وفد أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولي في.. "".
* وتقول الجزيرة نت" جاء إعلان حكومة النيجر بعد أيام قليلة فقط من زيارة وفد أميركي ضم قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، الجنرال مايكل لانغلي، ومولي في، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، حيث تم انتقاد "تصرفات المجلس العسكري وافتقاره إلى الشفافية بشأن من سيشارك في منظومة الحكم".!!
* وأكثر ما أثار غصب حكومة النيجر أن الوفد الأمريكي لم يخطرهم بالحضور إلا قبل ساعات من حضور الوفد..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست