عندما نتأمل ونتفكر ونقرأ وندرس النص القرآني في مسألة الصيام، نجد أن الله تعالي يقول: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فيقف القارئ المتدبر للقرآن عند كلمة التقوى فالتقوى هي زاد الصيام وهي العنوان الذى يريد الله للإنسان أن يعيشه فى حياته، ليكون الإنسان التقي إجتماعيا وسياسيا وعسكريا وفي جميع مجالات الحياة، لأن لكل شيء تقواه، فللسياسة تقواها وللحرب تقواها ولحالة السلم تقواها، ولكل مجالات الحياة في الإقتصاد والإجتماع لكل منها تقوى، لأن التقوى تعني أن يجدك الله حيث أمرك ويفقدك الله حيث نهاك. فما دام أن في كل شيء تشريعا ولكل شيء أمرا ونهيا، فإن التقوى تكون حيث يكون الأمر الإلهي، والتقوى تكون حيث يكون النهي الإلهي وهكذا من صام واستطاع أن يحصل على التقوى فقد حصل على عمق الصوم في شخصيته، أما من صام ولم يحصل على التقوى، فإنه ينطبق عليه الحديث الشريف: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) ولهذا فإن علينا أن نراقب أنفسنا عندما نصوم، أن نعرف أنفسنا في كل يوم: هل إستطعنا أن نتقرب إلى الله أكثر أم أننا إبتعدنا عن الله أكثر؟ هل إستطعنا أن يكون إلتزامنا بما أحل الله وبما حرمه أكثر أم هو أقل من ذلك؟ فلنفحص أنفسنا يوميا حتى نعرف هل أننا نتحرك في خط التقوى، أم أننا في الخط المضاد نتقلب؟ ولنراقب أنفسنا في علاقتنا مع أنفسنا، هل نحجم أنفسنا عن الحرام لنمنعها أم أننا نتركها؟ ولنراقب أنفسنا يوميا حتى نرى أننا نتحرك في خط تصاعدي نحو الله أو أننا نتحرك في خط تنازلي إلى الشيطان؟ ومسألة التقوي هذه كم نحن في امس الحاجه لها وتفقدها وبلادنا تعيش في حالة حرب وقتل وسفك للدماء وسرقة ونهب واغتصاب وتشريد وترويع للامنين فهل رافقتنا في معية الصيام التقوى في كل مناحي حياتنا سلما وحربا وفي حالة الرخاء والشدة وفي كافة شؤون حياتنا وعباداتنا وتعاملاتنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة