|
قبل أن تحل الذكرى الأولى للحرب اللعينة،، الأولى إخمادها وكل عام وأمهاتنا بخير كتبه د. عثمان الوجيه
|
10:24 AM March, 21 2024 سودانيز اون لاين عثمان الوجيه-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
عيد الأم: نبع الحنان والحب.. في يوم الأم، يزخر القلب بمشاعر الود والعرفان لتلك الكائنة الاستثنائية التي وهبتنا الحياة، وضحت بكل غالٍ ونفيس لأجلنا، هي الأم، رمز الحنان والعطاء، ينبوع الحب الذي لا ينضب، وبوصلة الحياة التي ترشدنا نحو الخير والنجاح، في هذا اليوم، أتوجه بأسمى آيات التهنئة والتبريك لكل أم في العالم، وخاصةً أمي الغالية، تلك التي حملتني في أحشائها تسعة أشهر، وسهرت على راحتى ليل نهار، وربّتني على حب الخير والفضيلة،، أماه: أهديك قصيدة الجمبلاطي (الحفظتيني ليها بالمفراكة) ذقتُ الحياة على يديكِ، وطالما فاضتْ بمنهلِ النعيمِ يداكِ يسري حنانكِ في دمائي مثلما تسري النضارةُ في الخميلِ الزاكي هيهات توجد في الحياةِ سعادةٌ إلا إذا جادتْ بها كفاكِ تتهللين إذا ابتسمتُ، وإن بكتْ عيناى فجرتِ الأسى عيناكِ ما أنتِ إلا نبعُ حبٍ ترتوي منهُ النفوسُ فلا تجلُ سواكِ مهما غنمتُ من الحياةِ فلن أرى شيئًا يضارعُ في الحياةِ رضاكِ أماهِ أفراحُ الوجودِ تجمّعتْ ليكون عيدُ الكونِ من معناكِ فتقبّلي حبّ القلوبِ هديةً، فلطالما أهديتها نعمَاكِ أنتِ الحياةُ جمالُها وبهاؤها، لولاكِ لم ننعمْ بها لولاكِ أدعو الله تعالى أن يمنّ على أمي بالصحة والعافية، وأن يحفظها من كل سوء، وأن يمتعها بدوام الصحة والسعادة، وفي عيد الأم، نُجددُ العهدَ على أن نكونَ أبناءً بارّين، نُقرّ أعينَ أمهاتنا ونُسعدُ قلوبهنّ، ونُقدّرُ تضحياتهنّ العظيمة، كل عامٍ وأمهاتُ العالمِ بألف خيرٍ وصحةٍ وسعادة، هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- في الخامسة من عمري، كنت طالبًا في الصف الثاني الاساسي، وفي منتصف العام الدراسي، جاء تؤام أمي وشقيقها الوحيد من المملكة العربية السعودية إلى السودان لإتمام مراسم زفافها في مدينة الأبيض، مسقط رأسهما، تركت أمي إخوتي وأنا مع والدي رحمه الله في مدينة أبو زبد، مسقط رأسي، بعد يومين من سفرها، كتبت لها خطابًا أخبرتها فيه عن أحوال المنزل، قرأت أمي الخطاب على الحاضرين، على الرغم من أخطائه الإملائية والنحوية، وقالت لهم: "ابني هذا سيكون صحفيًا"، بعد أكثر من عقدين، اتصل بي شقيقي الأكبر في الخرطوم ليخبرني بقراره مغادرة "بلاد النيلين' والتوجه إلى "أرض الحرمين" كنت مشغولًا جدًا في ذلك الوقت، وكنت ضد هجرة الشباب، اتفقت معه على أن نلتقي في مطار الخرطوم الدولي، حيث فوجئت بوجود خالي معه، الذي علمت لاحقًا أنه وصل لقضاء إجازته وسط أهله، وعندما عرف أنني مشغول، طلب عدم إبلاغي بوصوله، فأزعجني موقف (في المطار)، فأخرجت هاتفي للتصوير، تذكر خالي خطابي لأمي يوم زفافه، وقال لي مازحًا: "عشان تعرف دعوة الأمهات مستجابة" وواصل حديثه: "يعني أمك لو كان اتمنت أنك تكون رئيس قاطعته بقولي: أكيد رئيس تحرير" .... تنويه مهم لقارئ الحصيف: في المقالات الثلاثة السابقة، كان العنوان "قبل أن تحل الذكرى الأولى للحرب اللعينة،، الأولى اخمادها وليس .... الخ" سيظل هذا عنوان مقالاتي "بإذن الله" حتى الخامس عشر من أبريل، يوم ذكرى اندلاع الحرب في السودان، لانني قررت "بأمر الله" أن يكون المقال عن الشأن السوداني، مع الخروج أحيانًا إلى الشؤون الخارجية #اوقفوا_الحرب #StopThe_War وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا!!". خروج:- يُعد التعليم ركيزة أساسية لبناء أي مجتمع متقدم، وله دور محوري في تنمية قدرات الأفراد وخلق فرص أفضل للمستقبل، إلا أن أفغانستان تعيش اليوم واقعًا مُرًا، حيث تمنع حركة طالبان الفتيات من التعليم بعد المرحلة الابتدائية للسنة الثالثة على التوالي، تاركةً إياهن ضحايا جهلٍ يهدد مستقبلهن ومستقبل بلادهن، مع بدء العام الدراسي الجديد في أفغانستان، تفتقد المدارس الثانوية أصوات الفتيات المرحات، تاركين مكانها لصمتٍ ثقيل يُخفي وراءه أحلامًا مُؤجلة وطموحاتٍ مُقيدة، ففي ظل حكم طالبان، تُحرم الفتيات من حقهن الأساسي في التعليم، بينما يُسمح للأولاد بمواصلة دراستهم دون أي قيود (لأن المجتمع ذكوري قح وليس من ثقافة ديننا الحنيف)، حيث يُشكل حرمان الفتيات من التعليم تهديدًا خطيرًا على المجتمع الأفغاني بأكمله، فغيابهن عن العملية التعليمية سيُؤدي إلى تفاقم الأمية، وزيادة معدلات الفقر، وعرقلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما سيُؤثر سلبًا على الصحة العامة، حيث أن النساء المتعلمات هنّ أكثر حرصًا على تعليم وصحة أطفالهن وعائلاتهن، فلا يقتصر تأثير حرمان الفتيات من التعليم على النساء فقط، بل ينعكس سلبًا على المجتمع بأكمله، بما في ذلك الرجال، فكما قال الشاعر: "وإذا النساء نشأت في أمية رضع الرجال جهالة وخمولا"، فالنساء هنّ الأمهات والمعلمات، وعندما يفتقُدن التعليم، يُصبحن غير قادرات على تربية جيلٍ مُثقفٍ وواعٍ، فغيابهن عن التعليم سيُؤدي إلى نشوء جيلٍ من الرجال يفتقر إلى المعرفة والمهارات اللازمة للنهوض بالمجتمع، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه المأساة، فمسؤولية دعم تعليم الفتيات في أفغانستان تقع على عاتق المجتمع الدولي بأكمله، ويجب على المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية والجمعيات النسوية الضغط على حركة طالبان لرفع الحظر عن تعليم الفتيات، وتقديم الدعم اللازم لضمان حقهن في التعليم، لإن حرمان الفتيات من التعليم في أفغانستان جريمةٌ إنسانيةٌ لا يمكن السكوت عنها، ويجب علينا جميعًا أن نُناضل من أجل حق الفتيات في التعليم، ونُؤمن لهن مستقبلًا أفضل، فتعليمهن هو مفتاح تقدم أفغانستان ونهضتها.. ولن ازيد،، والسلام ختام. د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر بكالوريوس، ماجستير ودكتوراه:- لغة إنجليزية / جامعة أفريقيا العالمية [email protected] - X, Linkedin, Bluesky, Mastodon, Fasebook, Instagram, Ttreads, Reddit, Tumblr, Pinterest, Piceart, Flickr, Snapchat, Tiktok, Youtube, Bodcast, Skype, line, Viper, T.me :- @drosmanelwajeeh
|
|
 
|
|
|
|