علي المستوى الشخصي لم اقرأ عن مخرجات لهذه الورشة حتي تاريخ اليوم..
فقط قرأت بوست للأخ المالكابي عضو تنسيقية تقدم و ممثل للقوات المسلحة كخبير حسب خلفيته العسكرية.
حقيقة اصبت بخيبة امل مما جاء في هذا البوست، لخصته جملة شرحت رؤية تقدم للإصلاح الامني، و العسكري.
جاء في متن البوست :-
"السؤال كان حول السيناريو المتوقع انو تؤول ليو الاحداث في الحرب وبناء عليو نشوف نفسنا نحن كقوى مدنية موجودين وين ومدى تأثيرنا علي المشهد ونخت عليو تصور للاصلاح او البناء ويكون تصور منطقي وموضوعي وقابل للتنفيذ "
حسب ما فهمت انهم دخلوا هذه الورشة و هم منقسمين الي فريقين..
* فريق يري ان الامر يتطلب الاصلاح * فريق يري انشاء جيش جديد و مؤسسة امنية جديدة بشكل كامل..
دخل عليهم الخبراء الاجانب حسب ما كتب بالسؤال الذي اوردته بين الاقواس..
ما طرحه الاجانب هو بالواضح عليكم بإنتظار نهاية الحرب، و ما تؤول اليه الاحداث..
بمعنى حسب ما فهمت ان المنتصر هو من يؤسس عليه الجيش، او بمعني ان الجيش سيخضع الي توازن القوى، لأن اسوأ الفروض في الحروب تنتهي بإتفاقيات حسب توازن القوى، إن لم يكن هناك منتصراً بشكلاً كاسحاً ليفرض إرادته..
الخطورة لا تكمن في ان ننتظر ما تؤول إليه الحرب لنركب علي موجتها، بل المصيبة لا تمتلك تقدم رؤية واضحة و صريحة للإصلاح الامني و العسكري بشكل وطني يمكن ان يحمل تطلعات الشعب السوداني، و يخدم اهداف ثورته..
تساؤل الخبراء الاجانب هو يحمل رؤيا تتماهى مع الامر الواقع، و هذا مبدأ تعمل عليه المصالح الدولية، و تقاطعاتها..
بمعنى .. تبنى العلاقات حسب من علي الارض بمبدأ الامر الواقع..
انا بدون لف ولا دوران لا ارى ايّ دور للدعم السريع في الحياة العسكرية، او السياسية في السودان، فهل إن إنتصر في الحرب سنرفع له الرايات البيضاء ليكون الجيش الذي نبني عليه المؤسسة العسكرية، و الامنية؟
في ذات الإتجاه ارى من السهولة إصلاح الجيش و المؤسسة الامنية، كان بالإمكان ان ننجز هذا بعد نجاح الثورة في إسقاط رأس النظام البائد، و لكن للأسف إعلاء المصالح السياسية علي اهداف الثورة، و مبادئها كانت السمة الغالبة علي مشهد قوى الثورة..
يمكن بسهولة التعامل مع ايّ قوة نظامية، و حلها بغض النظر عن الآثار المترتبة من فراغ، كافراد و مؤسسة يذهبون حال سبيلهم بلا ضوضاء..
لنا تجربة في حل جهاز الامن بعد ابريل 1985، و تكرر المشهد بحل هيئة العمليات بعد نجاح ثورة ديسمبر..
بنفس ذات التجارب يمكن حل الجيش بجرة قلم، و سيذهب افراده حال سبيلهم بلا ضوضاء!
هل يعلم الناس ان ما ذهبنا اليه من خراب و دمار كان بسبب مسألة دمج الدعم السريع، و الخلاف حول ذلك؟
اذكركم بحوار لحميدتي ايام المخلوع حين اجاب علي سؤال بخصوص الدمج..
قالها بكل وضوح انه لا توجد فكرة الدمج، و ضرب مثل بان كل دول العالم لها حرس رآسي، و بهذا اعتبر نفسه حرساً رئاسياً يحمي السلطة، و اظنه كيّف نفسه علي هذا، و كان راضياً بهذا الدور ليكون حارساً للسلطة، و حامياً لها.
إنقلب الامر بعد الثورة و تغيّرت فكرة الرجل، و طموحه من حارس الي حاكم، عندما مُنح دوراً سياسياً حين غفلة من الجميع بما فيهم قوى الثورة بقصد او بدون قصد، فالمحصلة كانت كارثة علي السودان، و شعبه..و المصيبة بعض السذج صدقوا بأنه اصبح ثورياً بين ليلة، و ضحاها ليحمل لنا الحرية، و الديمقراطية، و التغيير..
إرادة الله كشفت هذا الزيف، و افعال هذه المليشيا كشفت عن وجهها القبيح، و منهجها القذر..
اعتقد تفكير تقدم كقوة وطنية بان ترى و تنتظر ما تؤول له نهاية الحرب يمثل خللاً لا يمكن تصوره في الواقع الذي ننتظره ان يكون امراً واقعاً لنسلم به كقاعدة لبناء الجيش، و المؤسسة الامنية..
السؤال..
هل ستأتي الرياح بما تحب و تشتهي سفن تقدم؟
تقدم تحمل ذات جينات المثقف، و السياسي السوداني في التعامل مع الرأي العام بطريقة صمٌ، بكم.. لا احد يخرج و يقول للناس ما يدور، و ما يجب ان يكون..
يعني عندهم الشعب هو المتفرج، الذي تُفرض عليه الحلول، بالامر الواقع..
كسرة..
لم يحدثنا الاخ المالكابي عضو تقدم عن إنقسامهم في تقدم بين الإصلاح، و التأسيس لجيش جديد هل تم حسم الامر لأن الورشة ختمت اعمالها، و الاكيد لخصت امرها بتوصيات..
فنريد معرفة رؤية تقدم الصريحة و الواضحة.. بين ثلاث لا رابع لهم..
الإصلاح، ام الحل و تأسيس جيش جديد، ام الإنتظار علي جانب الحلبة لتهنئة المنتصر و الذهاب معه لتأسيس الجيش الوطني الجديد!
اخيراً..
ذكرني هذا التساؤل حديث للاستاذة حنان حسن عضو الحرية، و التغيير، حيث قالت : " لو مات مليون سوداني و تدمر كل السودان في النهاية ح نتفق"
هل سنتفق مع المنتصر، و نتقاسم معه ما تبقى بعد موت المليون، و دمار السودان؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة