لم تكن قناة طيبة إلا قناة يعبُرها جِهَازُ التَّحَكُّمِ عَنْ بُعْد (الرموت كونترول) سراعاً إلى القنوات التلفزيونية الأخرى، لكن بعد أن شنّ القحاطة والجنجويد الحرب على الشعب والجيش السوداني، في يوم ١٥ أبريل، صارت بعض برامج القناة برامجاً للفرجة على خيبات ميليشيا الجنجويد المندحرة، بالإضافة إلى الإستمتاع بانتصارات الشعب والجيش السوداني في صد العدوان الجنجويدي الغادر..
* و ظهر حسن اسماعيل، الملقب بحسن طرحة، في عدد من برامج القناة (طالع فوق الكَفر) يرغي ويهرِّج، وانفعالاته تعبِّر عن حقد دفين لثورة ديسمبر المجيدة، وتكشف عن تطلعاته المضْمَرة للعودة إلى كرسي وزير الاعلام في حكومة كامنة فيٍ تلافيف أوهامه السلطوية..
* لقد جعل من ذلك البرنامج حائط مبكاه و بيت مناحة ينفث فيه سكومه ويخفف من غلواء مأساة سلطة زالت..
* كان حسن اسماعيل صحفياً أرزقياً يتعاطى مع القول بعيداً عن الفعل، ويشطح شطحات فيها من التحدي ما هو أكبر من قدراته عملياً.. وفي إحدى تحدياته أقسم قسماً فوق طاقته (مشروطاً) بأداة الشرط (إذا) لم يتم ما أقسم عليه فسوف يلبس (طرحة) أي سوف يقتدي بالنساء.. وبقيت أداة الشرط معلقةً في الهواء.. لكن متابعي ما ينشر ألبسوه (الطرحة)، التي صارت ملازمة لاسمه (حسن طرحة)..
* من يتابع اللقاءات التي تجريها ( قناة طيبة) مع حسن طرحة، هذه الإيام، يلمس ما يكمن في دواخله من حنين جارف إلى ماضي السلطة والصولجان وتمنيات بالعودة بالبلاد إلى العهد البائد حيث كان يتولى منصب وزير البيئة في بداية استوزاره.. و عند اشتعال ثورة ديسمبر المجيدة وتضييق الخناق على نظام البشير، أقال البشير وزير الإعلام محمد بلال (الإمعة) وأتى ب(الإضينة) حسن طرحة وزيراً للإعلام، و وزارة الإعلام وزارة سيادية، كما تعلمون.. وتلك السيادة هي التي يتلبسها حسن طرحة حتى اليوم..
* لم يترك حسن طرحة أحداً في حكومة الأمر الواقع الحالية إلا و (خرْبَشَه).. و كاد أن يقول تصريحاً ما قاله حميدتي تلميحا ًمن أن البرهان (مارابط قاشو زي النميري!)، وذلك حين وصف البشير بأنه كان يضبط تحركات ميليشيا الجنجويد.. ومن ضمن تلميعه لماضي قدرات البشير، ذكر أن البشير صار، بعد عشر سنوات من الإنقاذ، أوسع فهماً في السياسة من حسن الترابي، وأنه ارتقى إلى درجة رجل دولة..
* أحس مقدم البرنامج بأن حسن طرحة كان يقدح في سياسة وقدرات البرهان، فقال ما معناه أن البرهان لم يقضِ في السلطة سوى أقل من خمس سنوات!!
* ويتحدث حسن طرحة من داخل بدلة وكرافتة الوزارة السيادية السابقة مشيراً إلى القحاتة بمفردة "الأولاد ديل".. و إلى الشباب المجتمعين في كمبالا ب" العيال ديل".. ويستصغر كينونة د.حمدوك ،" هو حمدوك شنو؟ حمدوك ذااتو شنو ؟"، والحقيقة الثابتة هي أن حسن طرحة لا يزال في تلافيف أوهامه السلطوية مرتدياً بدلة وكرافتة وزارة الإعلام السيادية.. * و الحقيقة الثابتة أيضاً أن استحقاقه لصقة (الإضينة) واتته من سياق حديثه، في البرنامج، عن رئيسَي الوزراء السابقين معتز موسى و محمد طاهر إيلا، وذلك حين ذكر أن وزراء نظام الإنقاذ، وهو واحد منهم، كانوا يلتزمون الخشوع والرهبة كالتلاميذ بمجرد دخول معتز او إيلا لمجلس الوزراء..
* كان شديد الهجوم على الوزراء المكلفين، وبالأخص على وزارة الإعلام الحالية.. * يقول المثل العربي (أراد أن يقيِّدني فربطتُه).. وهكذا أراد حسن طرحة أن يتَّفِِه ويزدري الوزراء المكلفين حالياً لكنه تَفَّه وازْدرى نفسَه بل و ازدرى جميع وزراء العهد البائد.!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة