لا احد يشك ان التطورات اللاحقة منذ عام 1999 بان هناك رغبة واضحة في تكوين دولة خالصة لشعوب النيل اذا كان في امكانهم ضم اقليم الشرق . وعددنا المؤشرات في وقتها وبعد عقدين من الزمان تم طرح المشروع وعملوا علي الترويج له بواسطة شخصيات مجهولة عبر الوسائط الاعلامية بعد تغير الاسم من مثلث حمدي الي دولة البحر والنهر لان ذلك المثلث لا يشمل الشاطئ علي البحر الاحمر .وظنها بعض اهل السودان انهم مجرد سفهاء القوم ولكن تبين للجميع ان ذلك المجهود كان تحضيرا للخطوة اللاحقة ولكن الاحداث دفعت الي التعجيل الي اعلان هذه الدولة ،بعد ان تاكدوا ، من المحال ان يتعايشوا مع اهل الغرب في دولة واحدة الا وهم خارج السلطة ولما كانت الديموقراطية لا محال منها ايقنوا تماما مهما حاربوا انهم سوف يفقدون السلطة لكونهم اقلية امام جموع اهل الغرب بكثرتهم. والسبب الثاني تراخت قبضتهم الامنية بتمرد شعوب السوداء وتلي تمرد عرب الغرب وان لم يحدث التنسيق بينهما حتي الان ولكن حتما المتبقي مسالة الوقت، عندها توؤل اليهم السلطة في البلاد وللابد.ولذلك قرروا الهروب بدولتهم بتقديم عرض سخي لعرب الغرب دولة خالصة لابناء الجنيد مقابل التخلي من باقي اقاليم السودان . وقالها عبدالفتاح البرهان عندما طلب من قادة الدعم السريع الخروج من اقليم الجزيرة وسط البلاد والخرطوم ووقته يمكن احداث التفاهم في امر الحرب . تلك كانت اشارة لامر مجهول توقف الناس حولها وتسألوا لماذا لم يطلب البرهان انسحاب الدعم السريع من مدن الاخري التي بيد الدعم السريع في الغرب ؟ وذلك كان قياسا للنبط ودرجات الانتقاد ليأتي ياسر العطا موقاي الجلابة يعلن مدويا كل الذي يقال سرا في دوائرهم عندما يريدون الاعلان .فياسر العطا هو نفسه اتهم الدول بالاسم في الضلوع بشكل مباشر في الحرب الدائرة في السودان وهو ما درج ان يلمح البرهان من دون الاشارة العلنية . ويعلنها داوية ياسر العطا. فان هذه التصريحات العلنية من قادة الجيش التي تستهدف وحدة البلاد بالمرة الثانية بعد فصل الجنوب يتطلب من الشعب السوداني ان ياخذوا ماخذ الجد لان الفلول لا يريدون دفع استحقاقات الديموقراطية التي يتخوفون منها . بالقطع بان هناك في حاجة الي ترتيبات جديدة في اطراف الحرب بالرغم من اننا لا نعلم رد فعل حلفاء ياسر العطا الذين يفترض ان يكونوا جزء من دولة العطاوة . الا ان الذي يريد تقسيم السودان يقوم ذلك بنفسه ويحارب لكرامته لوحده .الا ان الاخبار التي ترد من ميادين القتال بان بعض اطراف الحرب بجانب ياسر العطا رفضوا الاستمرار في هذا التحالف وذلك امرا متوقعا لان ياسر العطا لم ينتظر حتي الترتيبات الضرورية في اعتقاد منه ان العرض للدعم كان سخيًا ولا احد من شعوب النيل يعترض علي دولة الاحلام.ولكنه لم يلتفت لحلفائه الذين معه في خندق واحد خارج هذه الدولة. بيد ان الشئ المؤكد ان هولاء الجنرالات كل خطواتهم منذ ان ظهروا علي السطح لا توكد الا امرا واحدا هو غبائهم وبلادتهم. فشلوا في ادارة الحرب وفشلوا نقل البلاد الي الديموقراطية وفشلوا حتي حماية مقراتهم وبيوت امهاتهم وفشلوا حتي الترتيبات المناسبة لايجاد دولتين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة