تعجبت فى فرحة الكثيرين اليوم وتهليلهم بإنتصار الجيش لإستلامه الإذاعة السودانية بعد أحد عشر شهرا من حرب مفتعلة دارت بين الجيش السوداني المخطوف والدعم السريع الذى جاء من رحم نفس الجيش كما قالوا هم عنه كذلك !! ومازالت مستمرة واغلب الجولات فيها كانت لصالح الإبن ضد والدته . توقفت قليلا فى الشعب الضائع حقه فى كل الصولات والجولات للدبابير التى عهدناها تُحارب فى نفس الشعب الذى ظل يهلل ويفرح لها بنفسفرحته اليوم !! وما يُذهلنى حقا ليس فرحتهم اليوم جميعا ، ولكن فرحة الكثيرين الذين كانوا يقفون ماديا بأجسادهم , بلسانهم ، أموالهم فعليا فى ساحة القيادة العامة عندما هبً نفس الشعب لإقتلاع حقه من حُكم العسكر وتحديدا العسكر الحالى الذى أصبح مؤدلجا تحت إمرة حزب مُحدد سمى نفسه (المؤتمر الوطنى) وهو كان نتيجة لإنشقاق الحركة الإسلامية التى درجت لحُكم السودان فى إنقلاب على حكومة شرعية مدنية مُنتخبة وبعد أن إختلفوا فى ما بينهم إنشقوا الى حزبين هما ما ذكرته سابقا والثانى ( المؤتمر الشعبى) وقد اسموا أنفسهم فى سابق الزمان بإسم (الكيزان) بمعنى نحن كشعب وله مطالب وحقوق مهضومة.. لم نُطلق عليهم هذه التسمية بل وجدناها وتعودنا على ذكرها عندما نًريد الحديث عنهم ، فنحنُ ليس لنا اى جُهد فى كل هذه الحقائق التى اذكرها ويذكرها الجميع كل ما تم ذكره هنا من مسميات من إنتاجهم ملك حر . نعود لشعبنا السوداني الذى حير العالم فى كُل شئ!! فنحن شعب تعود على التعامل مع الأشياء بالفطرة ، السمع ، الإنطباع ، يحب ما يسمع عنه إن جاءه من حبيب حتى الثُمالة ، ويكره بنفس الطريقة ، لا يُعطى نفسه الفرصة ليوطن نفسه عن ما يؤذيه ليعتزله او ينفعه و نذهب مهرولين بشدة لنخبط فى (الحيطة) حتى نسقط أرضا وندخل فى غيبوبة ثم نفيق منها ونتعلق بأول جملة او خبر نسمعه ونعُود الى الهرولة والجرى مرة أخرى وبأقصى سرعتنا ويحدث ما حدث سابقا . تقديرى وتحليلى لفرحة الإذاعة بيد الجيش المنتزع من الحركة الإسلامية ّ! جعلتنى افكر الى أننا شعب تعود على القيد !! نعم القيد الواحد ده ، وهو السوار الذى يلتف حول معصم المجرمين الذين يقتادهم العسكرى او الضابط الى (الحراسة) ليسجنه ،، ووجدت فى فرحتهم بخبر الإذاعة أننا تعودنا على سماع خبر الإنقلاب العسكرى من الضابط الذى يأتى ليذيع علينا أنه إستردوا الوطن ملكهم ،، وتم تحريره من ايدي المدنيين الاغراب وإقتدناكم مرة أخرى الى سجن القوات المُسلحة وطبقنا عليكم كل الديكتاتورية المختلفة فى العالم ، فديكتاتوريتنا غير !!! لم تُنفذها من حيث الظُلم والعذاب للشعب غير هذا الجيش الذى ظل يقتُل فى شعب السودان قرابة السبع وستُون عاما تقريبا منذ استقلاله ، بإستثناء منها فقط المدنية والديمقراطية او الحكم نتيجة إنتخابات وديمقراطية تقريبا أذكرها بالترتيب ، من 1956 الى 1958 جاء إنقلاب عسكرى بقيادة الفريق إبراهيم عبود ، 1964 ثم جاءت ثورة إكتوبر ضد عبود وعقبتها الديمقراطية الثانية الى 1969 ثم جاء إنقلاب المشير جعفر نميرى فى 25 مايو ، بعد ذلك 1985 كانت الإنتفاضة الشعبية ضد جعفر محمد نميرى واعقبتها فترة إنتقالية برئاسة المشير عبدالرحمن سوار الدهب لمدة عام وتمت الإنتخابات الديمقراطية الثالثة برئاسة السيد / الصادق المهدى رئيس وزراء من 1986 الى 1989 إنقلب عليه الإسلاميين بقيادة المخلوع عمر البشير والى يومنا هذا ونحن والبلد تحت سطوتهم الدكتاتورية المُستبدة على الوطن والشعب ومع ذلك يفرح ويُهلل معظم الشعب الذى جلس فى القيادة العامة وتم قتله بفض الإعتصام أمام وفى ساحة القيادة العامة واليوم يفرحون لنفس المجموعة بأنها إستردت الإذاعة من إبنها بعد الحرب بينهما !!! اطلب من العاقل وإستطاع ان يفهم شيئا ليشرح لنا ، فهذه الإذاعة رمزيتها الوحيدة عند الجيش أنه يذيع عبرها سيطرته على الحُكم ولاول مرة فى تاريخ البيانات الإنقلابية يتم السيطرة على الإذاعة دون بيان لماذا يا ترى ؟؟؟ من يستطيع الإجابة على ذلك سيعرف موقفه من الحقيقة ومن محبته بل إدمانه للقيد عن طريق العقل اللا واعى وستًحل مشكلته مع وطنيته وسيعرف تماما من هو مع الوطن ووطني ومن هو الذى يعيش فى ضلال مبين .. دمتم يا شعب السودان الحُر ودام نضالنا الى حياة كريمة ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.منى الفاضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست