وفي انعكاس للغنى الثقافي والروح الجماعية، تتلاقى تقاليد الدرنة العمانية وخم الرماد السوداني في هذه الأيام التي تسبق شهر رمضان، مما يخلق نسيجًا من أوجه التشابه والتجارب المشتركة. كما نشرت في مقالتي السابقة بتاريخ 1 مارس 2023 في سودانيزاولاين، تتجلى كلتا الطقوس عندما تجتمع العائلات معًا للشروع في رحلة الاستعداد والترقب والأهمية الروحية.
ففي السودان، يبشر قدوم شهر شعبان بموجة من النشاط داخل الأسر، حيث تتجمع العائلات للمشاركة في العادات القديمة التي تمهد الطريق لشهر رمضان. ومن الأمور المركزية في هذا التقليد إعداد الأطعمة والمشروبات التقليدية، مثل حلومر وأبريه، والتي تحمل أهمية ثقافية عميقة والتي يتم الاستمتاع بها أثناء الإفطارات الرمضانية الجماعية و كذلك (الرقاق) وجبة السحور التي تقدم قبل الفجر. ومن خلال تلك الأطعمة والمشروبات اللذيذة، لا تغذي الأسر السودانية أجسادها فحسب، بل تعمل أيضًا على إثراء تراثها وتقوية الروابط العائلية.
وبالمثل، في عمان، تتميز الأيام التي تسبق شهر رمضان بصدى درانه، وهو ملتقى جماعي يجسد جوهر الاستعداد والترقب للشهر الكريم. مثل نظيراتها السودانية، تتحد الأسر العمانية للمشاركة في أنشطة مختلفة تهدف إلى ضمان تجربة رمضانية متناغمة وغنية روحيا. وبينما يجتمعون للتحضير (ألعرسية) للشهر الكريم، تتخلل روح الوحدة والتبجيل كل جانب من جوانب استعداداتهم.
في حين أن تفاصيل الطقوس قد تختلف بين عمان والسودان، إلا أن الروح الأساسية تظل كما هي: احترام التقاليد، وتعزيز الروابط العائلية، والاستعداد الروحي لرمضان. سواء كان ذلك من خلال إعداد الأطباق التقليدية أو المشاركة في الطقوس المجتمعية، فإن كل من الأسر العمانية والسودانية تتمسك بهذه القيم بإخلاص لا يتزعزع.
في جوهرها، تعتبر تقاليد الدرنة العمانية وخم الرماد السودانية بمثابة تذكير مؤثر بالموضوعات العالمية التي توحدنا جميعًا خلال شهر رمضان. على الرغم من المسافات الجغرافية والفروق الثقافية الدقيقة، فإن روح الاستعداد والترقب للشهر الكريم تتجاوز الحدود، مما يعزز الشعور بالقرابة والتضامن بين المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وبينما نتطلع إلى شهر رمضان القادم، دعونا نستمد الإلهام من نسيج التقاليد الغني الذي يحدد مشهدنا الثقافي المتنوع. وسواء في عمان أو السودان أو خارجهما، فلتكن طقوس الإعداد بمثابة مصدر للوحدة والتأمل والاكتفاء الروحي للجميع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.حسن علي أدروب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست