منذ أن وعينا الدنيا، أو قل من أن رحل الانجليز من بلادنا ومنحونا الاستقلال المجاني، ونحن نردد تلك المقولة الساذجة عن استهداف السودان في شعبه واراضيه وخيراته الوفيرة..حتي ترسخت فينا تلك (القيم) والتشويه المعرفي في التعامل مع الآخرين علي المستوي الإقليمي والدولي ومتجاهلين واقعنا المحلي وكشف المسكوت عنه. وفي واقع الحال..إن أهله السودان ذاتهم ،هم من يستهدفون بلادهم.. ويعشقون جلادهم ،وكل ما ذهب جلاد، طوعا او كرها..بحثوا عن جلاد آخر يعشق السلطة ويسومهم سؤ العذاب وتدمير البلاد وبرضا ومباركة فئة منا وليس استهدافا خارجيا مستطاب...وأقرأوا التأريخ منذ أن غادرنا آخر جندي بريطاني محترم بعد أن أصبحنا عبئا علي الحكومة البريطانية وخزينة الدولة ودافع الضريبة البريطاني. فصل الجنوب...كان استهدافا من اهل الشمال..وعندما كانوا ينادون بالحكم الفيدرالي..كنا نتهمهم بالعمالة..وأنهم ضحية التنصير المسيحي والأستهداف الخارجي..فأبدنا وقتلنا ما قتلنا من أبناء الوطن ثم عدنا وطبقنا الحكم الفيدرالي لكل ولايات السودان..فالتفكير العقلاني واتخاذ القرار المناسب عندنا، يأتي دائما متأخرا..حتي جاءنا من لا يرحم وفصل الجنوب..فأين الاستهداف الخارجي؟ حتي الحرب العبثية الحالية،هي صنيعة أهلها.. حرب جنرالات وصراعات ومصالح حزبية سياسيةداخلبة بالدرجة الأولي..فأين الاستهداف الخارجي وقد رفضنا كل المبادرات الإقليمية والدولية لوقف نزيف الحرب؟ فكل الدول والمنظمات الدولية، في اعتقدنا، تستهدف السودان ،حتي أصبح السودان من ( الدول المنسية) في خارطة الاهتمامات الدولية خوفا من ( كذبة الاستهداف) التي نجيد صناعتها بامتياز. في واقع الحال،(نحن) من يستدف (نحن)...نحن يستهدف وطنه وبني جنسيه ونمارس العنصرية داخل العنصريه.. بعد توقف الحرب العبثية، نحتاج الي وقفة صدق مع النفس ،واعادة هيكلة للشخصية السودانية..وغرس قيم انسانية جديدة تحترم الآخر وتعي ماذا يعني الوطن وماذا تعني الوطنية..فنحن لا زلنا نعيش في بلادنا وكأننا ( تجار شنطة) ...عابرون !! د.فراج الشيخ الفزاري
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة