السودان منذ إستقلاله في بداية يناير ١٩٥٦م وحتى الآن ٢٠٢٤م، ظل يدور في حلقة ملىء بالأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تفاقمت بشكل كبير وخطير بعد إنقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي في عام ١٩٨٩م. الذي أدى إلى إنفصال الجنوب وتأجيج الحروب والصراعات وتعميق الأزمة الوطنية التي إنعكست سلباً على حياة ملايين السودانيين والسودانيات للدرجة وصلت فيها الأزمة مرحلة إنسداد الأفق السياسي وإنفجار الشارع السوداني الأمر الذي أدى إلى إزاحة الطاغية الضلالي عمر البشير وحاشيته الفاسدة التي سرعان ما عادت مرة أخرى إلى الحكم عبر إنقلاب البرهان على حكومة الثورة في ٢٠٢١/١٠/٢٥م ومن ثم شن حرب ظالمة في ٢٠٢٣/٤/١٥م ضد قوات الدعم السريع التي أعلنت إنحيازها لخيار التغيير الذي حدث عام في ٢٠١٩/٤/١١م. كل هذه الوقائع وما سبقها من حروب وأزمات تجعلنا نصل إلى حقيقة موضوعية تقول: أن لا حل يمكن أن يخرج السودان من أزماته المتفاقمة سوى حل سياسي واحد هو تأسيس سودان جديد. قائم على ركائز دولة مدنية ديمقراطية فدرالية لها دستور يعزز شراكة جميع أبناء وبنات الشعب السوداني ويعمق الشعور بالإنتماء الوطني ويجسد الحقوق والواجبات المتساوية لجميع المواطنين والمواطنات. دستور يصون الحريات العامة ويحقق العدالة الإجتماعية التي تمكن جميع مكونات الشعب السوداني من صنع القرارات السياسية والإقتصادية والمشاركة والتمثيل في كل هياكل مؤسسات الدولة الإتحادية والإقليمية والمحلية. لذلك الحكمة والعقل والحس الوطني كلها عوامل وألسنة تقول: وقف الحرب هو المدخل الصحيح لتخفيف معاناة الشعب السوداني التي وصلت مرحلة خطيرة إنعكست على نفسيات السودانيين والسودانيات في الداخل والمهاجر. الشعب السوداني مغلوب على أمره سواء كان في داخل السودان أو خارجه ولا شيء يرفع عنه هذا الظلم والأجحاف سوى الإقلاع عن عقلية الدمار والخراب التي تسوق لإستمرار الحرب. السودان تأخر كثيراً وليس هناك هامش للمناورة الحل الوحيد هو وقف الحرب اليوم قبل الغد ومن ثم وضع حجر أساس لدولة سودانية جديدة تعبر عن إرادة شعبها وتحقق تطلعاته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية حتى يتعافى السودان ويتمتع شعبه بخيرات بلاده التي حرمها منها الحرامية واللصوص تجار الحروب والأزمات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة