البطولة ؛ من أجل و أرقى و أنبل المعاني الإنسانية , و كلما كان حجم التحدي كبيراً ، كان البطل عظيماً ، فأعظم الأبطال من كانت تضحياتهم لشعوبهم ، و منهم الناشط الحقوقي الروسي أليكسي نافالني ، هذا البطل الذي توفي في يوم الجمعة ١٦/٢/٢٠٢٤ في سجون سيبيريا في الشمال الروسي .. بعد تخرجه من جامعة الصداقة في العام ١٩٩٨ في مجال القانون ، كانت الحياة أمامه مفتوحة ، و الشباب في قمة الألق ، و لكن الوضع الحقوقي في روسيا كان يبعث على القلق ؛ فترك الشاب حياة الدعة و الراحة و أصر على أن يكون صوت المواطن الروسي المطالب بحقوقه القانونية و الدستورية ؛ و عبر مدونته على موقع "لايف جورنال" أراد أن يبين للمواطن الروسي عوار النظام السياسي في روسيا ، و أنه نظام أقرب للملكي من النظام الجمهوري المدعى ، فقام بتنظيم مظاهرات واسعة النطاق لمعالجة قضايا الفساد المالي في القطاع الحكومي في البلاد ، كما كان يكتب مقالات بانتظام في العديد من المنشورات الروسية ، وهو الزعيم غير الرسمي لحزب التحالف الشعبي ، وهو حزب لم يتم تسجيله رسميا بعد . و منذ تلك الفترة من العام ٢٠١١ ، صار الناشط الحقوقي تحت مجهر نظام بوتين ، و في العام ٢٠١٣ تم تلفيق تهمة له بالتخطيط لسرقة ١٦ مليون روبل من شركة أخشاب مملوكة للدولة أثناء عمله مستشاراً لحاكم منطقة كيروف عام ٢٠٠٩ ، و طالب ممثلو الإدعاء توقيع عقوبة السجن لمدة ست سنوات لهذه التهمة ، و نجحت الحكومة الروسية في تمرير أجندة سجن الناشط منذ العام ٢٠١٣ إلى تاريخ وفاته في الجمعة الماضية ، في العام ٢٠٢٠ أصيب بفقدان الوعي في سجنه ، مما أسفر عن نقله للعلاج في ألمانيا ، و كان بإمكان الناشط ، إستغلال فرصة التواجد بألمانيا لبيع قضيته النضالية ، كما يفعل بعض أشباه الأبطال ، و لكنه أكد برجوعه لروسيا بعد تعافيه أنه بطل حقيقي ، أراد تخليد إسمه في التأريخ السياسي في روسيا بأحرف من نور من باب النضال الحقوقي ، و هل يوجد أفضل ممن يدافع عن الحقوق الأساسية لمواطنيه ؟ و لذا قال فيه المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس عندما بلغه نبأ وفاته : " دفع ثمن شجاعته" ، و قد صدق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة