نشهد هذه الايام نهاية الغزوة البربرية على السودان ، هكذا تقول كل المعطيات الواردة من ارض المعارك سواء في الخرطوم ، او في مدني وجنوب الجزيرة وحتى ولايات غرب السودان . منذ بداية هذه الحرب قلنا الرهان على المليشيات رهان خاسر . ثم تأكد هذا الرهان الكاذب يوم ان ظهرت مليشيات الجنجويد على حقيقتها منتهكة كل الاعراف والقوانين السماوية والارضية . من البداية وضحت نية الهالك حميدتي في اول ظهور له وهو يتوعد قائد الجيش البرهان ويستهدفه شخصيا في فيديو مباشر ، وما قاله في هذا الفيديو يوضح بجلاء الهدف الاصيل لقائد التمرد والذي يتلخص في سعيه لحكم البلد . وكل ما تلاه من شعارات ما هي الا محاولات من القحاته لتجميله فشعارات مثل القضاء على الكيزان ومحاربة دولة 56 ما هي الا طمث للحقيقة . فحارب الدعم السريع عشر شهور كاملة ولم نره يوما اسر كوزا اوقتله ، بل رأينا افراد مليشته يسأولون الابرياء هل انت كوز ؟ هل انت من الامن ؟ هل انت من الجيش ؟ فهم لا يعرفون من يقاتلون ! ولا يعرفون ما هي دولة 56 ، وأين توجد ؟ أما الديمقراطية والمدنية فهي أبعد من أفكارهم بسنين ضوئية عديدة . انتهجت مليشيات آل دقلو نهجا نهايته معروفة لكل من يطالع التاريخ ، هولاكو التتري الذي جاب قارة آسيا قتلا ونهبا واغتصابا ، انتهى به الأمر إلى هزيمة نكراء على حدود مصر ؟ ونابليون الذي دوخ العالم مات منفيا ، وكذلك هتلر ، وموسليني الايطالي . لم يكتب التاريخ أن قاتلا وناهبا ومغتصبا أقام دولة العدالة ، الكل يفهم هذا إلا القحاتة ، الذين فيما يبدو راسبين في التاريخ لأنهم يقرأونه بالمقلوب . الآن وفي غضون أيام قليلة سيشهد السودان أكبر هزيمة لقوى الشر والعدوان ، ووعد مستحق من صاحب الجلالة أنه سينصر المظلوم . فلا يمكن تجاهل دعوات من هجروا من ديارهم بغير سبب ! ولا يمكن أن تذهب دعوات من نهب ماله من سيارات وأثاثات ادراج الرياح ، ولا يمكن أن يرد الله تلك الدعوات خائبة من أجل الشيوخ والأطفال والعجزة والمرضي وتلك الأرواح الطاهرة التي أزهقها هؤلاء من غير رحمة ولا شفقة . وإن تعجب تعجب لمن لايزال يؤمل ويرجو أن ينتصر هذا المتمرد على الجيش ويستلم الحكم ليسلمه له على طبق من ذهب . هؤلاء الذين فروا وانتشروا في بقاع الارض مرة باسم قحت ومرة باسم تقدم من المستحيل أن ترى منهم مثل هذا الغباء السياسي الذي ليس له مثيل ، قلب الصفحات وأعد قراءة التاريخ ! هل تتوقعون عودة للحكم إذا انتصر حمديتي ؟ هل من سرق ونهب وقتل ، قادر على أن يتنازل لكم بكل طيبة خاطر لتقيموا دولتكم ؟ بقيادة الكفاءة ( حمدوك ) ؟ هل أنتم في كامل وعيكم ؟ أم تتمنون على الله الأماني ؟ لا أعرف أى جماعة سياسية تعمل من أجل الوطن والمواطن أن ترهن إرادتها لمليشيا مثل هذه وتعتقد أنها تسير في الطريق الصحيح . الدعم السريع لأي عاقل لا مكان له مستقبلا وقد فقد ثقة الناس تماما . ولاتزال طائفة من الناس على ضلالهم ولن يستبينوا النصح إلا ضحى الغد فإن يكن صدر هذا اليوم ولى .....فإن غدا لناظره قريب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة