أين سيكون السودان الآن لم ينفذ الكيزان إنقلابهم المشؤوم في عام ١٩٨٩م ضد النظام الديمقراطي الوليد بعد ١٦ سنة من حكم جعفر نميري الدكتاتوري؟ لكم أن تتخيلوا لو ترك البرهان مسيرة التحول المدني الديمقراطي تمضي إلى نهاياتها كما جاء في الوثيقة الدستورية التي قسمت رئاسة مجلس السيادة بين المدنيين والعسكريين خلال الفترة الإنتقالية؟ لكم أن تتخيلوا كيف سيكون حال السودان لو لم ينفذ البرهان إنقلاب ٢٠٢١/١٠/٢٥ ضد حكومة الثورة بقيادة د. عبدالله حمدوك؟ لكم أن تتخيلوا لو لم يشعل الكيزان الحرب ضد قوات الدعم السريع؟ لكم ان تتخيلوا لو تم توقيع الإتفاق الإطاري وعادت لجنة محاربة الفساد وإزالة التمكين لمزاولة عملها وإستعادت كل المال العام الذي تم سرقته خلال سنوات نظام الإنقاذ الدكتاتوري؟
لكم أن تتخيلوا لو إعترف الكيزان بأخطائهم التي إرتكبوها ضد الوطن المنكوب على رأسها فصل الجنوب وتحلوا بالحكمة والعقلانية ونكران الذات وسمحوا للحرية أن تنشر عطرها في ربوع الوطن، هل كنا سندخل دائرة العنف المظلمة والحزن الصّاخبَ؟ حتماً لو لم يحدث إنقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي في عام ١٩٨٩م وإنقلاب البرهان على الحكومة الإنتقالية في عام ٢٠٢١م لمر موكب الوطن إلى بر الأمان بسلام. لذلك لابد من هزيمة منطق الغدر والخيانة والإقصاء الذي ظلت تمارسه القوى الطفيلية الظلامية التي حرمت الشعب السوداني لعقود طويلة من حقوقه الأساسية في الحرية والعدالة الإجتماعية والسلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة