ماذا ننتظر من إنسان أتى من كهوف الظلام؟ سوى أن يقول ما قاله وهو يدافع عن الكيزان الخنازير ونظامهم الفاسد الذي دمر السودان منذ عام ١٩٨٩م وحتى الآن. ماذا في جعبتك يا أرزقي كي تقدمه للشعب السوداني الذي تسببتم في الكارثة التي ألمت به؟ دعك من الأكاذيب والإعاداءات الفارغة الوطن غارق في نفق الحرب التي أشعلتم نيرانها بهدف قطع الطريق أمام توقيع الإتفاق الإطاري الذي كان سيضع السودان في المسار الصحيح لتجاوز كل الأخطاء بما فيها أخطائكم وجرائمكم التي إرتكبوهما بحق الشعب السوداني المغلوب على أمره. أيها الأزرقي الذي يلقب نفسه بالصادق الرزيقي. أنت كاذب أرزقي لذلك تدافع بلا خجل أو تأنيب ضمير عن أولياء نعمتك الذين اقاموا صرح دولة الظلم التي كان يسرح ويمرح فيها الفاسدين بقيادة الطاغية الضلالي عمر البشير الذي أدمن الرقيص على جماجم وأشلاء السودانيين والسودانيات طوال ثلاث عقود مظلمة. يا كاذب يا أرزقي مهما بذلت من أكاذيب وترهات لن توقف عجلة الزمن ولن تغير مسار التغيير الجذري الذي يقاتل يستبسل في سبيله الأشاوس كي يضعوا حداً للعبث التي ظلت تمارسه نخب دولة ٥٦. لذا، يجب أن تفهم يا كاذب يا أرزقي، أن النخب التي أوصلت السودان إلى ما وصل إليه هي نخب فاسدة وجاهلة وأنت واحد منهم. السودان في حاجة لهندسة سياسية جديدة لتضع مداميك بناء دولة جديدة من الأساس حتى الرأس. دولة تعبر عن إرادة شعبها بكافة أطيافه ومكوناته الإجتماعية والسياسية والثقافية، دولة قائمة على عقد إجتماعي متفق عليه من جميع المواطنين والمواطنات.
السودان تأخر كثيراً وبوابة تقدمه تحتم التخلص من صناع الفشل والخراب والدمار على رأسهم البرهان ومن خلفه الكيزان القتلة الأشرار. ومن ثم أشراك كل ضحايا دولة الظلم لبناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تعبر عن تطلعات مواطنيها وتكفل حقوقهم بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية أو الاجتماعية. وتحميهم من الظلم والتمييز والفساد، وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، وفرص العمل العادلة، والمشاركة في صنع القرارات السياسية، لتعميق المشتركات الوطنية بتشجيع ثقافة الحوار و السلام والتداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة لترسيخ قيم مجتمع الدولة المتشبع بثقافة التسامح والتعايش السلمي بين مختلف المجتمعات والثقافات، ايضا من من الضروري جداً أن تكون هناك جهود مشتركة من الحكومة والمواطنين لتحقيق هذا الهدف، مما يتطلب تحسين النظام القانوني والمؤسسات الحكومية، وتعزيز الوعي بحقوق المواطن وواجباته في إطار دولة القانون والمؤسسات المنتخبة من قبل الشعب إنتخاباً حراً حتى تأتي حكومة تنفذ ما طرحته من برامج سياسية خلال الإنتخابات مصحوبة بقيم الشفافية والنزاهة والتصميم على مكافحة الفساد. هذه هي المقومات الأساسية التي تمكن السودان من النهوض ونفض غبار السنين المُرة والتخلص من سمومكم وأمراضكم، يا كاذب يا أرزقي. أنا على الصعيد الشخصي، أشعر بالغضب والأسى والحزن تجاه الإستبداد الأرعن والإقصاء الممنهج والظلم المستمر الذي ظل يمارس ضد الشرفاء والأحرار الذين يناضلون من أجل وطن حر ديمقراطي، وأشعر بأسى مضاعف تجاه أبناء وبنات الهامش، الذين يتم إستغلالهم بأسم الدين والوطن وأخيراً جاءت الكوميديا السوداء وتم الزج بهم في حرب هي ضد مصالحهم تحت لافتة "الجيش" التي أعد فصولها أشخاص لا يفكرون سوى في مصالحهم الضيقة، ومع ذلك تجد بعض المثقفين الإنتهازيين الذين يسميهم البعض ب "الفلنقيات" يدافعون عن صناع الخراب والدمار! لذلك أنظر إليك يا أرزقي وأخرين إنتهازيين بعين الشفقة والرثاء. وأتمنى من كل قلبي أن يتغير واقعنا وينعم الجميع بالحرية والعدالة والكرامة حتى يرفع الصادق الرزيقي وأمثاله من الإنتهازيين رؤوسهم نحو الشمس، في وطن أقعدته الإنقلابات العسكرية والحروب العبثية!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست