كيف يوقف المدنيون الحرب؟ كتبه د. احمد عثمان عمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2024, 11:22 AM

د.أحمد عثمان عمر
<aد.أحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف يوقف المدنيون الحرب؟ كتبه د. احمد عثمان عمر

    10:22 AM February, 09 2024

    سودانيز اون لاين
    د.أحمد عثمان عمر-الدوحة-قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر





    (١)
    يشكك الكثيرون في قدرة المدنيين على ايقاف الحرب ، انطلاقا من حقائق لاخلاف حولها مثل أن الحرب يخوضها مسلحون ، وأن الواقع يقول بأن الصراع تحول إلى صراع ساخن عسكري لا مدني، وأن المواطن العادي يبحث عن حماية لنفسه من الطرفين المتحاربين لكن بالأخص من مليشيا الجنجويد المجرمة ، وأن المدنيين في حالة شتات ونزوح وانقسام وبالتالي هم غير قادرين على القيام بعمل منظم وفعال.
    وبالطبع ان عدم الاختلاف على الوقائع أعلاه ، لا يمنع من عدم التوافق على النتيجة التي يتوصل لها هؤلاء المؤكدة على المدنيين لن يستطيعوا ايقاف الحرب لأنهم لا يحملون السلاح في مواجهة السلاح ليفرضوا ارادتهم ويوقفوا الحرب. وهم في ذلك يتعاملون مع الحرب على انها الفعل العسكري فقط، بمعزل عن شروط استمرارها وحاجتها للوقود، وبمعزل عن ضرورة تحولها إلى سلطة ترسمل نتائجها وتحيل قواها إلى سلطة سياسية عبر الانتصار الكامل او التسوية بين الطرفين المتحاربين. وبالنظر بشكل كلي وصحيح للحرب ، يتضح ان المدنيين اكثر من قادرين على ايقاف الحرب بالنشاط المدني السلمي !! فهم قادرين على عزل الطرفين المتحاربين وعدم الانخراط في حربهما من جهة والعمل ضدها مدنيا، وكذلك على منع طرفيها من التحول إلى سلطة شرعية توطئة لاسقاط السلطة الناشئة عن الحرب التي هي حتما هدف الطرفين المتحاربين.
    (٢)
    فالمدنيون يستطيعون وقف الحرب وإلزام طرفيها بإيقافها، عبر اتخاذ ما يلي من إجراءات:
    أ. رفض الحرب علنا ورفض شرعنتها او الانخراط فيها، وبالتالي حرمانها من اي بعد شعبي داعم لاستمرارها.
    ب. رفض التعبئة والتجييش والانخراط في صفوف اي من الطرفين، برفض تعبئة وأكاذيب المليشيا واستنفار الجيش المختطف او مقاومته الشعبية المزعومة، وحرمان الحرب من وقودها البشري ودعمها السياسي المجتمعي.
    ج. التصدي لدعاية الحرب وفضحها ومنعها من التغلغل وسط الجماهير ، ومحاصرة مزاعم الجنجويد حول دعم الديمقراطية والتحول الديمقراطي، مع فضح مزاعم المقاومة الشعبية المعلنة من قيادة الجيش المختطف والتفرقة بينها وبين حق الدفاع الشرعي عن النفس.
    د. الرفض البات للانخراط في العمل العسكري او في دعمه ودعم استمراره بأي صورة من الصور.
    هـ. رفض التعاون مع سلطة الأمر الواقع غير الشرعية الناتجة عن انقلاب اكتوبر ٢٠٢١م تحت كل الظروف، مع رفض التعاون مع مليشيا الجنجويد ومنعها من التحول إلى سلطة امر واقع كذلك. اي حجب الشرعية عن الطرفين والاستمرار في هذا الحجب وتوفير مقوماته.
    و. توفير مقومات الصمود للجماهير خارج اطار التعاون مع الطرفين المتحاربين ومن خلال التعامل فقط معهما كسلطة امر واقع، وذلك عبر تكوين مؤسسات الصمود بداخل وخارج البلاد حتى تتمكن الجماهير من اعادة تنظيم نفسها.
    ز. بناء جبهة الجماهير القاعدية وتكوين سلطتها السرية التي تعمل كسلطة شرعية بديلة تكرس واقع جديد ما بعد الحرب قوامه طرد الطرفين من المعادلة السياسية، وقيادة الجماهير لاسقاط اي سلطة امر واقع تنتج عن الانتصار الكامل في الحرب او التسوية بين الطرفين المتحاربين.
    ح. القيام بفعل سياسي فاعل داخل وخارج البلاد، يلزم المجتمع الدولي بالضغط من اجل ايقاف الحرب ومنع رسملة ننائجها سياسيا ، ورفض الاعتراف بأي سلطة تنتج عن الانتصار أو التسوية، مع الاعتراف بسلطة الجبهة القاعدية كبديل جماهيري مدني للطرفين المتحاربين.
    ط. تجهيز تكتيكات واليات العمل المجرية لاستخدام العصيان المدني والإضراب السياسي العام، لا سقاط اي سلطة امر واقع قادمة تنتج عن انتصار او تسوية. وهنا لا بد من التنويه إلى ان هذه الادوات مازالت صالحة لاسقاط الحكومات، لا لوقف الحرب ، إلا في حال انها رمت إلى اسقاط سلطة الأمر الواقع الراهنة وفرض ارادتها كسلطة بديلة على الطرف الاخر للحرب، وتعقيدات مثل هذا الافتراض كثيرة.
    (٣)
    لذلك على من يقول بأن الجماهير عاجزةً عن ايقاف الحرب لأنها لا تملك السلاح، ان يراجع حقيقة الحرب وطبيعتها، وانها نشاط اجتماعي سياسي، يشكل امتدادا للصراع السياسي المدني في حال وجود انسداد سياسي. وبهذه النظرة الواسعة التي تأخذ في اعتبارها ان الصراع العسكري ليس نشاطا معزولا عن المجتمع وحراك الجماهير، بل هو نشاط متجذر تحكمه آليات الصراع الاجتماعي وتؤثر فيه القوى الجماهيرية كثيرا. فعزل الطرفين المتحاربين مثلا، يمنعهما من تجديد قواتهما وسد النقص الناتج عن الخسائر وتجفيف المخزون البشري الذي يشكل حاضنة للعمل العسكري. وبالتالي يحرمهما من الوقود البشري اللازم لاستمرار الحرب. وبناء مقومات الصمود يمؤسسات سرية وواجهات علنية بالتعاون مع المجتمع الدولي، يساعد الجماهير على عزل الطرفين المتحاربين ويمنعهما من التحكم في ارادة الجماهير كما يمنعهما من التحول لسلطة مشرعنة جماهيريا عبر الإكراه وتحت تهديد السلاح. وفضح الدعاية المصاحبة للعمل العسكري، يمنع الطرفين المتحاربين من تكوين حواضن شعبية ضرورية لدعم سلطة الأمر الواقع اثناء وبعد الحرب. وبناء سلطة مدنية سرية موازية لسلطات الأمر الواقع يعني توفير بديل للحرب وقواها بشكل عملي يمنع رسملة نتائج الحرب وتحويلها إلى انتصار سياسي. وكل ذلك يؤكد ان عملية ايقاف الحرب ليست عملا عسكرياً ، بل هي مشروع سياسي ينتج تكتيكاته والياته وخطه السياسي ، الذي يقود إلى عزل الحرب اجتماعيا ، وعدم قبول نتائجها سياسيا ، مع الإصرار على محاسبة طرفيها عند انتهائها، بمستوى يضع ضغوطا هائلة على طرفيها ويجعل فاتورتها باهظة بالنسبة اليهما. بهذا المنظور الذي يفهم الحرب على اساس انها فعل سياسي اجتماعي لا عمل عسكري مجرد ، تعرف الجماهير مدى قوتها وقدرتها على التأثير في الحرب وطرفيها والتحكم في نتائجها من حيث المآل والتحول إلى سلطة سياسية بإمكانها الاستقرار والاستمرار.
    ومفاد ما تقدم هو ان النظرة العدمية التي تقول بأن الحرب لا يمكن ان توقف إلا بعمل عسكري خاطئة تماماً ، وحصيلتها هي الوصول إلى نتيجة ان الجماهير عاجزة امام الطرفين المتحاربين، كما يؤسس للاستسلام للحرب المفروضة ونتائجها السياسية ، والانخراط في احد معسكريها بدواعي الواقعية وتحت شعار اخف الضررين او بتسويق عدل المليشيا المجرمة الوهمي، او الانخراط في معسكر التبعية العمياء للمجتمع الدولي والدول الاستعمارية ، بإعتباره المخرج الوحيد لأن المجتمع الدولي يستطيع فرض ايقاف الحرب بقوة السلاح.
    ولسنا في حاجة للقول بأن هذا الشكل من أشكال الوعي، قائم على عدم ثقة في قدرة الجماهير على الفعل، واحتقار لكل نضالات شعبنا وتجاربه الثرة مع فعله الثوري الذي فرض ارادة الشعب مرارا وتكرارا، وهو وعي زائف وخطير يرفضه حتما ثوار ثورة ديسمبر المجيدة بالفعل على الارض لا بالكلام.
    وقوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!
    ٩/٢/٢٠٢٤























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de