|
في عشق الوطن والذكريات والحنين
|
07:49 PM February, 03 2024 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
َ
في بعض الاحيان نكتب بدواخلنا ويغيب العقل عنا من شدة التعلق بالوطن وعشق التراب في هذه السانحة اترك لدواخلي العَنان لكي تكتب عن الوطن الذي أعشقه هو السودان, نعم السودان دولة شاسعة الأطراف في الواقع مما يمكن إظهاره, السودان هوالمكان الكبير في نفوس كل أهله يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، مما يعني أنه لا يزال ينمو. على وجه الخصوص، من المهم جدًا لنا أن ندرك أن متوسط الاعمارهنا، كما يقولون في الإحصائيات، هو 19 عامًا, لذا فإن الكثير من البلدين في أفريقيا لديها في الواقع عدد كبير من السكان الأصغر سنًا. ولوضع هذا في سياقه، يبلغ متوسط العمر في ألمانيا 49 عاما، وهو ما يمثل نوعا من تمثيل ألمانيا لأوروبا، وهو ما يعني أن أوروبا تتقدم في السن، عننا ويبلغ متوسط العمر 19 عاما، وهي مجرد فجوة تستحق أن أشير لها في الصين، يبلغ متوسط العمر حوالي 39 عامًا, ويبلغ متوسط العمر في الولايات المتحدة 38، 39 عامً , لذا، سواء قارنته بأوروبا أو الولايات المتحدة أو الصين، فإن السودان أصغر بـ 20 عامًا في الأقل من بقية العالم وهذه مفخرة لي ولنا كل أهل بر السودان
وهنا أقول أن جميع القضايا التي يواجهها في العالم، هي قضايانا مثل الأمن ومعدل السكان والطاقة الخضراء والبيئة، والحلول تمر عبر القارة الأم أفريقيا, و لا يمكن للعالم أن يتجاهل بلدي الصغير العامر بالصمغ ونتوقع إيجاد حلول للتحديات التي نواجهها اليوم ليس هذا من قبيل الحلم والأمنيات ولكنه يقين كوكبة من الشباب والشابات يعملون من أجل غدا أفضل ويعد السودان أيضًا مساحة واسعة مفتوحة جدًا للزراعة والأعمال التجارية ومفتوحة لجميع أنواع الفرص، وأحدها الاتصالات الهاتفية، حيث يتمتع الآن بمعدل مرتفع من انتشار الهواتف المحمولة بالرغْم الفقر والمسغبة و إحدى هذه الفرص هي مساحة الوسائط بأكملها، مساحة المعلومات الرقمية. نحن نتحدث عن تيك توك و نحن نتحدث عن Spotify للموسيقى و الفيسبوك وجميع هذه المنصات الرقمية الناشئة والناشئة الأخرى التي سيستخدمها الشباب. ويستخدمنها للتعبئة السياسية. يستخدمونها للتعبئة الثقافية, وهم إلى ذلك يستخدمونها في ريادة الأعمال. لذلك نحن نعلم أن السودان كان في الطليعة الدول وهكذا كما إن أفريقيا تمر بمرحلة انتقالية كاملة، وهي ديناميكية دائمًا، وتتحرك دائمًا للأمام، وتواجه الكثير من التحديات نحن نعيش أيضًا في عصر المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة و إذًا، كيف يمكننا التعايش مع كل التفاهة بالعالم و هنا، على سبيل المثال، أن نتعامل مع السودان بطريقة لا تجعل ذلك القطر دائمًا هو رجل أفريقيا المريض ؟ كما تعلمون، أنا أتذكر الهجاء الذي كتبه الراحل الكينى بينيافانجا وايناينا بعنوان (كيف تكتب عن أفريقيا) حيث تقرأ مقالات ومقالات عن أفريقيا كتبها أشخاص تعرف أنهم أناس طيبون، ولديهم نوايا حسنة، ولكنهم ما زالوا يعودون دائمًا إلى تلك القارة المظلمة نموذج والوطن المهمل الممزق و في النهاية، يتعلق الأمر بالمسؤولين الفاسدين، والأطفال العراة، والذين يعانون من سوء التغذية، وما إلى ذلك. كيف يمكننا تحقيق هذا التوازن العادل بحيث أنه عندما تقرأ أفريقيا ما نكتبه عن الأوطان التي بها، وعندما يستمعون إلى برامج مثل وغيره من البرامج العالمية، فإنهم يتعاطفون بالفعل مع البرنامَج ولا يتساءلون عمن يتحدثون؟ هل يتحدثون عنا؟ نحن نرى هذا في أه الإعلانات، إعلانات اليونيسيف. يسخر تر يفور نوح من بعض تلك الإعلانات حيث يتم تصوير الأطفال الفقراء دائمًا بلا قميص، وبطن منتفخة، والذباب يخرج من أفواههم وما إلى ذلك , يَجِبُ ألاّ يكون الفقر تجريدًا من إنسانيته , سوف اقولكم بالرغم من أني عالق بأحدي الدول بعد أندلع الاقتتال في العاصمة الخرطوم , الااني لا زالت أعشق وطني وكتبت الكثير في عشق مدنيتي الأوطان _ مُهْدُ الأرواحِ ومَوئِلُها، وَمَنْبَعُ الذكرياتِ والحنينِ مَكانٌ يَضُمُّ بينَ ثناياهِ أجملَ الأيامِ وأسعدَ اللحظاتِ.
أَرضٌ تُنْبِتُ في أرواحِنا عِزَّةً وكبرياءً، وتُعَلِّمُنا معنى الانتماءِ والوفاءِ.
هُوِيَّةٌ تُرافِقُنا أينما ذهبنا، ونَفْسٌ تَتَوقُ إليهِ في كلِّ حينٍ.
لُحْنٌ عَذْبٌ يَعْزِفُ على أوتارِ القلوبِ، ويُحْيِي مشاعرَ الفرحِ والحنينِ.
صورٌ مُتَحَرِّكَةٌ تَسْتَقِرُّ في ذاكرتِنا، وتُعِيدُ إلينا أَحَدَاثَ الماضي بكلِّ تفاصيلِها.
مَسْرَحٌ لِلْحُبِّ والفرحِ والألمِ، يَتَجَلَّى فيهِ سِرُّ الحياةِ بكلِّ ما فيهِ من تناقضاتٍ.
مُعلِّمٌ نَتَعَلَّمُ منْهُ دروسَ الحياةِ، ونَسْتَقِي منْهُ العِبَرَ والعِظاتِ.
مُشَاعِرٌ جَيَّاشَةٌ تُغْمِرُ القلوبَ، وتُحْيِي مشاعرَ الشوقِ واللَّوعةِ إلى الماضي.
رغبةٌ عارمةٌ في العودةِ إلى زمنٍ جميلٍ ولَّى، وإعادةِ عيشِ اللحظاتِ السعيدةِ التي لا تُنسى.
أن الحنين الي الاوطان هو مُحَرِّكٌ للإبداعِ والابتكارِ، ويُسْهِمُ في تَشكِيلِ هُوِيَّةِ الإنسانِ وثقافتِهِ , ودَافِعٌ للبحثِ عنِ الذاتِ وفهمِها، واكتشافِ معنى الحياةِ والوجودِ
إنَّ عشقَ الأوطانِ والذكرياتِ والحنينَ مِنْ أَجْمَلِ المشاعرِ الإنسانيَّةِ التي تُثْرِي حياتَنا وتُضْفِي عليها معنىً وجمالًا.
يجبُ علينا أنْ نُحَافِظَ على هذهِ المشاعرِ ونُغَذِّيها، فهيَ تُشَكِّلُ جزءًا هامًا منْ هُوِيَتِنا وثقافتِنا.
تَذَكَّرُوا دائمًا أنَّ الأوطانَ هيَ مُهْدُ الأرواحِ ومَوئِلُها، وأنَّ الذكرياتَ هيَ كنزٌ لا يُقَدَّرُ بثمنٍ، وأنَّ الحنينَ هوَ دَافِعٌ للإبداعِ والابتكارِ.
وهنا أشدو والدموع تملا عيوني وبصوت قوي من علي البعد أنادي ضفاف النيل
على ضفاف النيل، حيثُ الأمواجُ تُزْفِرُ وحيثُ النسماتُ عَذْبٌ، والنسيمُ يُعَطِّرُ
أَمْشِي بخُطُواتٍ وَئِيدَةٍ، وَأَسْتَنشِقُ هَواءَهُ وَأَتَأَمَّلُ نَهْرَهُ، وَأَسْتَمِعُ لِلْمَاءِ الْمُتَدَفِّقِ
أَحِسُّ بِحُبٍّ جَمَّ لِوَطَنِي، وَإِيمَانٍ بِهِ وَأَعْلَمُ أَنَّهُ مَسْقَنِي، وَأَنَّهُ لَنْ يُخَيِّبَ ظَنِّي
هُوَ الْمَلاذُ الْأَمْنُ، وَالْمَأْوَى الْهَنِيءُ وَالْمَكَانُ الَّذِي أَشْعُرُ فِيهِ بِالسَّعَادَةِ
أَحِبُّ رَمَالَهُ الذَّهَبِيَّةَ، وَشَمْسَهُ الْمُشْرِقَةَ وَقَمَرَهُ الْمُنِيرَ، وَنُجُومَهُ الْمُتَأَلِّقَةَ
أَحِبُّ أَشْجَارَهُ الْخَضْرَاءَ، وَأَزهَارَهُ الْمُتَنَوِّعَةَ وَطَيُورَهُ الْمُغَرِّدَةَ، وَحَيَوَانَاتِهِ الْمُتَنَوِّعَةَ
أَحِبُّ أَهْلَهُ الطَّيِّبِينَ، وَكَرَمَ الضِّيافةِ وَأَحِسُّ بِالْفَخْرِ بِهِمْ، وَبِمَا قَدَّمُوهُ لِوَطَنِهِمْ
أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَحْفَظَ وطني، وَأَنْ يُدِيمَ عَلَيْهِ النِّعْمَةَ وَأَنْ يَرْزُقَهُ الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ وَالاسْتِقْرَارَ
وَطني، أَنْتَ حُبِّي وَعِشْقِي، وَأَنْتَ فِي قَلْبِي دَائِمًا
ونهاية القول ممكن الاعتقاد إن الحنين للأوطان هو شعور إنساني طبيعي ينبع من الارتباط بالأصل والتاريخ والثقافة , ولكن هذا الشعور يَجِبُ ألاّ يمنعنا من التكيف مع البيئة الجديدة والاستفادة من الفرص المتاحة أنا ضدي هذا القول لم استطع التأقلم مع البيئة الجديد فالوطن ليس مجرد مكان جغرافي، بل هو حالة روحية ونفسية تتجسد في الانتماء والمشاركة والمسؤولية والاغتراب واللجوء هما تحديان كبيران يواجهان الكثير من الناس في عالمنا المعاصر، ولكنهما يمكنان أن يتحولان إلى فرصة للتعلم والتطور والتضامن , فالإنسان هو مخلوق اجتماعي ومتكيف، ويمتلك قدرة عالية على التغلب على المصاعب والظروف الصعبة , والأمل هو العنصر الأساسي الذي يحفزنا على الاستمرار في الحياة والبحث عن السعادة والسلام وصناعة السلام في الوطن ما نصبو اليه , وَطني، أَنْتَ حُبِّي وَعِشْقِي، وَأَنْتَ فِي قَلبِي دَائِمًا.
(عدل بواسطة زهير ابو الزهراء on 02-03-2024, 08:57 PM)
|
|
 
|
|
|
|