إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجال السياسة الدولية يتسم بالتميز و التفرد ، تلك الصفات التي مكنته من جعل دولة الإمارات العربية المتحدة رقما صعبا في الأسرة الدولية ، فكان نموذج للحاكم الذي يجمع ، و لا يفرق ، بل يوجد في كنانته حل العقد المستعصية ، فاستحق عن جدارة لقب حكيم العرب ، على المستوى الشخصي ، كان يذكرني بحاتم الطائي ، في كرمه و شهامته.. دارت الايام ، و إستكمل حكيم العرب ما قدر له من عمر ، و آل الأمر لسمو الأمير خليفة ، فسار في سياسته على منوال أبيه ، فقاربه ، و إن لم يحصله ، و أيضا إستكمل سمو الأمير خليفة ما قدر له من عمر ، و آل الأمر لسمو الأمير محمد بن زايد ، و له عام و نيف منذ إستلامه حتى الآن ، و الملاحظ أن دائرة العداء لسياساته الخارجية إتسعت إلى حد ملفت ، و خاصة على مستوى الدول الصديقة و الشقيقة ، و هذا جرس إنذار حقيقي يدعو إلى الوقوف و الإنتباه ، فالله سبحانه و تعالى ، هو وحده لا شريك له المتفرد بالكمال ، أما غيره ممن يقعون في دائرة مخلوقاته من الملوك أو الرعايا ، يتشاركون في فضيلة الصواب و رذيلة الخطأ ، فهو حال المخلوق الطبيعي ، أخطأ عمر بن الخطاب و أصابت إمرأة من رعاياه !! قمة الأدب في إستدراك الخطى نحو الحقيقة التي هي نور الحياة الدنيا .. نعم ، نعلم أن السياسة محكومة بالمتغيرات الإقليمية و الدولية ، فدولة المجر ، التي يحكمها حاليا حزب الإتحاد المدني المجري (فيدس) ، وهو حزب يميني محافظ ، إنضمت المجر للناتو في العام ١٩٩٩ ، و للإتحاد الأوروبي في العام ٢٠٠٤ ، و مع ذلك تجد المجر اليوم بعد تعافي روسيا إقتصاديا ،تميل شرقا في هواها السياسي ، و تعارض بصمت أي سياسة عقوبات من قبل الاتحاد الاوروبي تجاه روسيا و تهدد بالفيتو ، لكن إتساع دائرة العداء من قبل الأشقاء مدعاة لمراجعة سياستك الخارجية أيها الأمير الكريم ، يهمنا في أمة الإسلام سمعة كل قطر من أقطاره ، فلا نسمع إلا الخير من بلد زايد الخير و السلام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة