تواصل معي بعض الاصدقاء اخص منهم السياسيين في هذا التوضيح، و الجميع لسان حالهم
" هجومك علي قادة الجيش يخدم خط الكيزان"
انا و الحمد لله خطي واضحاً كالشمس في رابعة النهار، لم، و لن يتغيّر قبل الثورة، و بعدها، و قبل الحرب، و بعدها، رغم دعمي للجيش من اول ساعة في الحرب اعلنت بشكل واضح ضرورة ان يتم تغيير قيادة الجيش لأنها جزء من المشكلة، فلا يمكن ان تكون جزء من حلها بأيّ صورة..
و ظللت اقول " يمكن التغيير تحت غبار المعركة"
تناسوا اصدقائي الاعزاء ان العبد لله اول من رفض الوثيقة الدستورية في نفس يوم صدورها..
كتبت عن ذلك كثيراً.. اول بند قرأته في الوثيقة هو اصلاح المؤسسة العسكرية، و الامنية، و هذا المجال الذي افهمه، و اعرفه..
رفضتها لأنها اعطت ما يسمى بالمكون العسكري المتمثل في البرهان، و حميدتي، و بقية الجنرالات مخلفات المخلوع الحق الحصري في إصلاح المؤسسة العسكرية، و الامنية دون غيرهم..
تناسوا اصدقائي نصائحنا منذ اول ساعة لسقوط المخلوع بأن المدخل الصحيح للتغيير هو إصلاح المؤسسة العسكرية، و الامنية قبل الحديث عن ايّ مسار آخر، سياسة او سلطة..
كنت واضحاً في الوصف، و لسان حالي.. الجنرالات مخلفات اللص الماجن المخلوع ح يلبسونا في الحيطة..
للأسف لبسونا، و لبسو ميتينا ذاتهم الحيطة، و اوردونا اسوأ منازل الجحيم..
كنا نمتلك ادوات التغيير، و الإصلاح دون ان ندفع ثمناً باهظاً، لأن الشارع ظل متحداً، و متماسكاً خلف مطالب الثورة، و يستطيع الضغط علي ايّ قوة فوق الارض ان تلبي تطلعاته، و تتبنى خياراته بالتي هي احسن، او بالتي هي اكعب و اخشن..
للأسف بددنا هذا التلاحم، و تماسك الشارع بايدينا..و بإرادتنا لأن اعداء الثورة راهنوا علي قتل الوقت الذهبي من عمر، و عنفوان الثورة الذي جعلهم يهربون، و يتخطفهم الخوف، و الهلع..
في زيارة الاخ خالد سلك الي ولاية ميشغان مدينة فلنت خرجت من دوام عمل لعشر ساعات، و سقت لمدة اربع ساعات لأحضر ندوة ليطمئن قلبي بعد نجاح الثورة..
أتيحت لي فرصة للمداخلة.. فسألت سؤالاً مباشراً عن خطة الحرية و التغيير لإصلاح المؤسسة العسكرية، و الامنية كمدخل رئيسي لنجاح الإنتقال؟
تحدث الاخ خالد حديث العارف الواثق، بأن الوضع تحت السيطرة، و لديهم خطة متكاملة لإصلاح الجيش، و قطاع الامن..
ذهبنا لأبعد من ذلك، حيث استخدمنا العلاقات الخاصة ليلتقي ممثلين عننا كضباط خارج الخدمة يهمنا الإنتقال، و اصلاح الجيش، و المؤسسة الامنية برئيس الوزراء السيد حمدوك في مقر إقامته في واشنطن ..
سهرنا ليالي مع قادة اجلاء لإعداد ورقة تحوى الخطوط العريضة لعملية الإصلاح، و تم تسليمها للسيد حمدوك..
قُدنا حرباً ضروساً في قضية المفصولين تعسفياً كمدخل لبدء عملية الإصلاح، و فضحنا التزوير، و التضليل الذي مارسه البرهان، و كل قيادة الجيش الحاليين في هذا الملف، كاحد ملفات العدالة الإنتقالية، و الاصلاح.
عدت الي السودان بعد غياب لاكثر من عقدين، فتم اعتقالي بعد ثلاثة اسابيع من وصولي، و منعت من السفر، و ظللت بين الاقسام، و المحاكم لمدة عاماً كاملاً.
لم، و لن اسمع اصدقائي علي الإطلاق، بل طلب عدد منهم ان اخفض من هجومي علي قادة الجيش بحجة انهم اصبحوا شركاء في العملية السياسية، و السلطة..و ذهب البعض حيث وصفوني بالشطط، و الغلواء..
بحمد الله بمجهود ذاتي متواضع استطعت ان ارفع درجة وعي جزء من الرأي العام بقضايا الجيش، و الامن، و الفساد، و ضرورة الإصلاح، و السبيل لذلك… و كلي رضاً عن هذا لأني اعمل بإرادتي، بلا ايّ مؤثرات، او تدخل من احد..
مصيبتنا في السياسي السودانى ، تحكمه محددات لا ينفك عنها ابداً.. الأيديولوجيا، او القبيلة، و الاثنية، او الجهة، او الطائفة..او الشلة..
يعني لو لم تكن تخضع لواحدة من هذه المحددات فكل ما تقوله عبارة عن " فسوة مدنقر" او كما قال المرحوم الحي المجرم حميدتي..
لذلك اجدني ساعة كوز، و ساعة قحاتي، و ساعة دعامي، و ساعة بلبوسي، و ساعة خائن، و ساعة عميل، و ساعة مرتزق..
اما عند نفسي، و هذا ما اثق به وطني غيور احب هذا الوطن، و جيشه، و شعبه بجنون حد السكر، و ذهاب العقل..
هاكم دي..
انا لا يعنيني موقفك السياسي، و غير ملزم ان اتبنى ايّ خط في ايّ مرحلة، او ايّ ظرف..
" يعني ما شايل عبارة دا ما وقتو"
انا مع الجيش كمؤسسة، و ضد قيادته التي اثبتت الايام انها لا تمثل إرادته، او ارادة الشعب..
يعني وجود جيش وطني مهني بعقيدة محترمه يمكنه علاج كل معضلات البلاد الامنية، و الإختلالات دون ان يفقد المواطن حياته، او ممتلكاته، او يخرج من بيته، او مدينته، او قريته، و يفقد استقراره..
خطي ان يذهب ايّ قائد شارك في صناعة هذا الوضع الشاذ، حتى نستطيع ان نبني كتلة صلبة داخل الجيش من ضباط مهنيين، و طنيين..
" يعني ايّ ضابط وقف خانعاً ذليلاً امام الجنجويدي حميدتي الذي صنعته آلة النظام البائد لقتل الشعب السوداني لا اثق به، و لا اعترف بشرعيته..ان كان مع الكيزان، او ضدهم..
هاكم دي..
انا مع فكرة قائد وطني لهذا الجيش حتي لو كان ملازماً لطالما يعمل وفقاً لإرادة الشعب، و يحترم تطلعاته..و يصون كرامته، و يحفظ امنه، و يعمل علي حمايته..
هذه الحرب كشفت القناع عن هيلمانة الدبابير، و الكتوف المشحونة، و الممتلئة بالحق، و بالباطل..
الحرب التي قذفت بكل العلامات، و النياشين، و الرتب، و الالقاب الي براميل النفايات..عندما عجزت القوات المسلحة ان تحمي الشعب حيث الموت، و السرقة، و الاغتصاب، و إمتهان الكرامة، و اهدارها، و التشريد بالنزوح، و اللجوء.
الحرب التي سنتعافى بعدها من كل امراضنا النفسية، و الإختلالات المتوارثة..
اخيراً..
قبل ان تهطرق بما لا تفهم.. راجع التاريخ، و المواقف..
من غير السليم ان اترك خطي، و اجافي قناعاتي لمجرد ان خط زيد او عبيد ترادف مع خطي..
هذا ما لزم توضيحة.. ان اصبت بتوفيق من الله، و ان اخطأت فهوى النفس، و الشيطان..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة