جماعات وحركات اسلامية ساهم بعضها في التحرر من الاستعمار نشطت قبل عدة عقود في تقديم الاسلام كمنهج "حضاري" قادر علي حل كل مشكلات المجتمع ويصلح للتطبيق في كل العالم
وفي السودان اشتهر باسم "المشروع الحضاري" وهو ليس مرتبطا بجماعة سياسية معينة كما يتبادر للناس لكن في الحقيقة .. المشروع .. من حيث المضمون كان مرتبطا بما سمي: "الصحوة الاسلامية" لأن المصطلح يشمل حركات وجماعات اسلامية عديدة فقد كان هؤلاء يسعون الي تقديم الاسلام في صورة حضارية راقية حتي يحل محل المناهج الأخري
القتال بين المسلمين آخر ما كنا نتوقعه في ظل المشروع الحضاري والصحوة الاسلامية فالتحضر والاحتراب شيئان متضادان قبل بداية الصحوة الاسلامية ومشروعها الحضاري كان التوتر في العالم العربي منحصر فقط في الاشتباكات المتكررة بين الفلسطينيين والاسرائيليين اما الآن فدول اسلامية عديدة تعاني من الاحتراب الداخلي وهي صراعات عدمية يدور فيها اقتتال عنيف يريد كل طرف فيها "ابادة" الطرف الآخر نهائيا
الاقتتال بين المسلمين لا اصل له ولا فصل ولا طريق له ولا وجود له اساسا فالاحاديث ذكرت لنا ان زوال الدنيا اهون عند الله من قتل نفس مؤمنة القرآن واضح وكذلك السنة لا قتال بين مسلمين اللهم الا قتال طائفة باغية كما ذكر القرآن والطائفة مجموعة صغيرة لكن لا يمكن لمجموعات كبيرة ان تتقاتل فيما بينها ويدعي كل منهم انه يقاتل طائفة باغية!! هذا لا يمكن ابدا لذلك ما يحدث الآن في كثير من بلاد المسلمين أمر غريب جدا لقد تحول المشروع الحضاري الي جاهلية جهلاء وتحولت الصحوة الي سبات عميق
في كل الدول الاسلامية التي بدأت فيها صراعات بين مكونات داخلية لم تتوقف هذه الصراعات وقد استمرت في بعض الدول اكثر من عشر سنوات ولازالت مستمرة حتي الآن الصراعات الداخلية ارجعت الدول الي ما قبل الحقبة الاستعمارية قارن بين حال هذه الدول بين الوقت الراهن وما قبل الصحوة: العراق الصومال سوريا ليبيا اليمن السودان
لا يمكن ان نذكر الآن كلمة "صحوة" اسلامية او "مشروع حضاري" اسلامي هذا انتهي كله الآن. الآن السير عكس اتجاه الحضارة في اتجاه الجهل والجاهلية في اتجاه الظلم والظلام وهو مجانبة لحالة اليقظة إنه تثاؤب متكرر تمهيدا للاستغراق في نوم عميق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الصادق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست