كان الهدف من انسحاب جيش خالد بن الوليد في مؤتة هو تحاشي الوقوع في قبضة العدو فقد كان الجيش الرومي يتفوق عليهم في العدد بعشرات الأضعاف ولذلك انقذ خالد جيشه من فناء وابادة جماعية.
والذي فعله خالد بن الوليد في غزوة مؤتة يعدّ من أنجح الخطط العسكرية في التاريخ، وقد استخدم فيه تكتيك محكم بحيث لا يشعر العدو بتركهم لارض المعركة.
عندما دخل الجيش المنسحب الي المدينة جعل الناس يحثون عليهم التراب ويقولون یا فرار، فيقول رسول الله ص : (ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار) فخالد بن الوليد ومن معه من المسلمين انسحبوا من ملاقاة العدو تخلصاً من الأذى والضرر.
وانسحاب خالد يدل على أن دفع البلاء امر مطلوب اذا امكن المسلم دفعه، وان تسليم المسلم نفسه للأذى والضرر حيث يمكنه الخلاص ليس بالأمر الممدوح بل ولا المشروع. فالله تعالي يقول: (ولا تلقوا بايديكم الي التهلكة)، وقد غلظ الاسلام جزاء قاتل الإنسان عمدا بغير حق قال سبحانه وتعالى :ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما 93 النساء ويقول عليه الصلاة والسلام :لزوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم يسفك بغير حق ويقول عليه الصلاة والسلام :لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من قتل المسلم ويقول عليه الصلاة والسلام: من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله وقال عليه الصلاة والسلام :الإنسان بنيان الله ملعون من هدم بنيانه.
يستدل كثير من الناس بغزوة بدر في عدم ضرورة التكافؤ بين القوي المتحاربة، لكن الواضح جدا ان معركة بدر استثنائية نسبة لمشاركة الملائكة الذين لم يشاركوا في غير بدر كما قال بعض الفقهاء، وهذه المشاركة ليست من باب المبالغة في السرد التأريخي وانما هي الحقيقة لأن هذا قرآن. ومشاركة الملائكة هي التي قلبت موازين القوي، لأنهم كانوا بالآلاف، والمسلمون ال ٣١٣ كانوا في حالة ضعف لأنهم كانوا شبه محاصرين وهم اصلا كانوا قد خرجوا لمواجهة القافلة التجارية لكي يستردوا بعض مما اخذ منهم، فالاصح ان نقول ان الملائكة هم الذين انتصروا في بدر. يقول أبو داوود أحد الأنصار: ذهبت إلى أحد الكفار لأقتله وعندما هممت بضرب رأسه وجد رأسه طار قبل أن اضربه فأخبرت النبي ص فقال: إنما قتله ملك ، ويقول أحد الصحابة أيضا سمعت صوتا من السماء يقول أقبل حيزوم..أقبل حيزوم فنظرت إلى الكافر الذي أمامي فإذا شق وجهه، فسألت النبي ص فقال إنه ملك . ويقول النبي ص للصحابة: هل تريدون أن تعرفوا قتلاكم من قتلى الملائكة ، انظروا إلى أثار الضرب على الرقاب والوجوه والاصابع وحول الضربة آثار حرق لأن الملائكة كانت تقاتل بسيوف من نار. وهذا ثابت في القرءان الكريم في سورة الأنفال. قال تعالى" إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الصادق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست