المهدي من مدينة الترك إلى البقعة:وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 06:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2024, 08:20 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المهدي من مدينة الترك إلى البقعة:وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم كتبه عبد الله علي إبراهيم

    07:20 PM January, 22 2024

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    انتهى الإسلاميون كما انتهى معارضو الإنقاذ في زمانهم وأنصار الدعم السريع ليومنا إلى اجترار المهدية وفتحها الخرطوم في 1885 للإدلاء برأي عن ممارسته السياسية مقاسة على الواقعة التاريخية. وهذا مستغرب من إسلاميين كانت المهدية في يوم من الأيام باعث إلهام لهم في نصرة الدين وتحكيمه في المعاش. ومما يستغرب لهم في معارضتهم تعديات "الدعم السريع" في غزو الخرطوم، إعادتهم إنتاج ما أشاعته كتابات أوروبية باكرة مثل "السيف والنار" لأدولف سلاطين باشا، حاكم دارفور تحت الحكم التركي، وقعيد المهدية حتى هرب من الأسر، عن المهدية. وهي كتب لمؤرخين إنجليز رأي مهني سيئ فيها، فكتب أخيراً المؤرخ الإنجليزي فيرغس نيكول عنها قوله إنها مؤلفات فيها تلوين الحقائق بدرجة عالية... امتلأت صفحاتها بازدراء متعمد لكل ما وقف من أجله المهدي". وقال عنها إنها مما يمكن أن يقال إن مؤلفها الحقيقي هو الميجور إف آر ونجت، رئيس استخبارات الجيش المصري، وحاكم السودان العام لاحقاً، وصدرت بإشرافه المباشر. وكان يريد بها تهيئة الجمهور البريطاني ليرضى عن حكومته متى قررت "استعادة" السودان، كما كان يقال، وليروا في تلك الاستعادة نبلاً حضارياً أبيضاً يستنقذ السودانيين من حكم مستبد شرقي.
    ومن حسن الطالع أنه لم يعش في وسطنا من شهد فتح الخرطوم شاباً حدثاً فحسب، بل توافر أيضاً على كتابة شاهد عيان عنه، وذلك هو الأنصاري بابكر بدري الذي قاتل في صفوف المهدية في حملتها على مصر، وسلم بعد هزيمة المهدية في معركة كرري (1898)، وعاش ليبني صرحاً تعليمياً من مرحلة الأساس إلى أن صار جامعة غراء للبنات، هي "جامعة الأحفاد" بمدينة أم درمان.
    وقف المهدي قبل بيعة الأنصار له بفتح الخرطوم ليقول لهم "إذا فتح الله عليكم، غردون (الحاكم العام الإنجليزي الذي عينه الأتراك لمحاربة تجارة الرقيق) لا تقتلوه، والشيخ حسين المجدي لا تقتلوه، والفقيه الأمين الضريري لا تقتلوه". ونسي بابكر العالم الرابع. وزاد المهدي، "ومن رمى سلاحه لا تقتلوه ومن قفل عليه بيته لا تقتلوه"، فاعترضه أنصاري قائلاً إنهم بالفعل يتركون من رمى سلاحه، ولكنه يعود ويأخذه ويقتلهم به. فرد المهدي قائلاً اقتلوا من تجدونه في خط النار. وقرأ "فلم يكن ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي خلت في عباده"، ثم وقف وقال لهم أن يبايعوه على "زهد الدنيا واختيار الآخرة". وقال بدري إنه لم يعقل معناها حتى شعت في نفسه وهو يقاتل لأجل الإسلام زهادة في الدنيا واختياراً للآخرة.

    وجرى بعد الفتح احتلال لمنازل عليه القوم في الخرطوم. فقال بدري إنهم وقفوا عند منزل تاجر اسمه أبو السعود. ورأوا عند باب مفتوح ابنته العانس تمشط شعرها. فخافت وأغلقت نفسها دونهم. فقالوا "اخرجي نحن ولاد بلد نحفظك لا نؤذيك، عليك أمان الله ورسوله والمهدي". وما زالوا بها حتى خرجت. فأخذوها إلى بيت محمد باشا حسين الذي صار مأوى للأمير مكين ولد النور. وتزوجت أخيراً بمحمد صالح، جد الإشراف، أي أهل المهدي. وجاءت لزواج بابكر بدري نفسه ولقيته وشكرته بعد أن حكت ما تم بينهما. ثم جاء الأمر من المهدي بحجز المنازل يوم الفتح. وحكى بدري عن ذهب ومال وجدوه في أحد البيوت فربطوه في بشكير وحملوه إلى بيت المال. وأضاف "ولم يخطر ببال أحدنا أنه يحمل مالاً فيه الغناء لمدة الحياة لو اختلسه". واستعجب كيف أنه على شبابه، 23 سنة، أخذ تعليمات المهدي مأخذ الجد "ولكن رجانا لما عند الله صرفنا عنها".
    وكان بدري حاضراً زيارة المهدي يتفقد الخرطوم مباشرة بعد فتحها. وجاء على حصان أسود حتى وصل بيت المال الذي اختاروا له بيت المفتي شاكر الذي جادل المهدي مع غيره من العلماء، مثل من عفا عنهم في دعواه المهدية وكذبه، فصعد المهدي السلم وبدري في معيته، بل "كنت ملتصقاً بصفحته. فأول ما فتح الغرفة المحفوظ فيها الذهب من حلي وجنيهات وسبائك أكواماً. فلما فتحت الغرفة وتوهج الذهب التفت المهدي عنه بسرعة البرق وصد عنه راجعاً. فوقفت وتفكرت بالذهب وذكرت بيت البوصيري:

    فراودته الجبال الشم من ذهب. وقلت لنفسي والله هو الشمم".

    ولقيت المهدي امرأة تبكي لأن أطفالها في الزريبة. فسأل المهدي أحمد سليمان أمين بيت المال عن الزريبة. فقال هي موضع حجزنا فيه نساء الخرطوم اللاتي لم نجد لهن معارف. فمشى نحو الزريبة وسمعوا ضجة تصدر منها. فأمر أحمد "يا أحمد، كل هذه الحريمات يوزعن قبل غروب الشمس فمن عرفها أحد، أو عرفت هي أحداً، تسلم إليه. والشباب، ممن لم يعرفن، ولا يعرفن أحداً، زوجوهن". ومضى من هناك إلى منزل أحمد سليمان. ففطروا زلابيا (لقيمات القاضي). ووقف خطيباً في صلاة الجمعة قائلاً: يا أصحاب المهدي أحمد سليمان (أمين بيت المال) شغل الإشراف بالمال قولاً: نعوذ بالله من حالهم ثلاث مرات". والإشراف طروق وكأن على رؤوسهم الطير وهم عشيرته الأقربون. وقال بدري هذا هو القول الفصل الذي ليس بالهزل". وزار المهدي قبر والدته القريب من محطة السكة الحديد بالخرطوم.
    وقصراً للحديث لم يبقَ المهدي طويلاً في الخرطوم، "مدينة الترك". فهجرها تندب خرائبها سوءتها. وانتقل منها إلى أم درمان على ضفة النيل الأبيض الغربية وكانت ثكنة عسكرية قديمة في البلقع ليجعلها حاضرة دولته. وبدأ من الصفر ليبني المدينة المسلمة الصحيحة. وأم الناس في أول صلاة جمعة بأم درمان وقرأ "وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين". وانحنى بعدها. وقال بدري إنه ظنه سيموت. ولكن لما رفع رأسه فإذا لحيته كلها تقطر دمعاً. ولما وصل إلى آية "أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه". كررها ثلاث مرات.
    وامتثل المهدي لفقه المدن القرآني لم يحد، فقرأ من القرآن في آخر خطبه قبل أن يلحق بالرفيق الأعلى قوله تعالى: "وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال. وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال".
    ود المرء لو جاء الإسلاميون إلى فتح المهدي للخرطوم لغير مضرب المثل بغزو "حميدتي" لها. فهذا درك. وهو مجيء بمثابة تعزية بالتاريخ لن يبلغوا به علماً بأنفسهم ولا بـ"حميدتي". فلو جاءوا إلى فتح الخرطوم بفقه الإسلام وتقوى المهدي لترقرق الدمع منهم وضرج اللحى. كان غزو "حميدتي" للخرطوم دعوة إلى وقفة للإسلاميين مع النفس اللوامة وهم يرون قرية، الخرطوم، بطروا معيشتها لـ30 عاماً لتقع بعدها في براثن الهرج. فالمدن التي تختصم مع الثقافة تسفيها السافيات.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de