قبل ما يزيد على أسبوع من تأريخ هذا اليوم، قُتل في مدينة الدلنج/اقليم جبال النوبة، المدعو سليمان محمد أزرق الجقير من أبناء قبيلة الحوازمة. والمقتول الجقير.. رجل استخبارات عسكرية، له سجل أسود مليء بالعنصرية والممارسات الخارجة عن القانون والإنسانية، ليس انحيازاً فقط ضد النوبة لأهله من الحوازمة، بل خروجاً عن القانون وتجرداً من الإنسانية، فهو من أقدم عناصر إستخبارات الجيش في المنطقة وقام من قبل بتصفية العشرات على أساس عرقي وبتهم ملفقة تتراوح مابين اتهام بالإنتماء للحركة الشعبية وغيرها من الإتهامات، وكان الجقير ومعه مجموعة أخرى من زملاءه يصادرون أموال ومقتنيات المواطنين الأبرياء من النوبه، خاصة العائدين من ولايات البلاد المختلفة إلى الجبال الغربية وريفي سلارا والعابرين بالدلنج إلى بعض مناطق الجبال وجنوب كردفان، وقائمة ضحاياه وممارساته طويلة جداً. وبالرغم ان الرجل، كان عنصريا وحاقدا يتربص بأبناء النوبة، إلا ان مقتله جاء، ليس لأنه حوازمي حقير، بل تم شنقه في ميدان عام أمام العامة ومن ثم تعليقه على عمود كهربائي، لعمالته وتخابره مع ميليشيا الجنجويد الإرهابية التي تقاتل الشعوب السودانية دون مرعاة لأي قوانين -دنيوية كانت أو سماوية. وبما ان مقتل الجقير الحقير، حادث عادي وقد أخذ هو قبل مقتله، أنفساً كثيرة، إلا ان فلول الدعم السريع وجنجويدهم، عّدوا الحادث عملاً عنصرياً. ففي تصريح لموقع التغيير الإلكتروني، قال الأب الروحي للجنجويد اللواء/ السيد برمة حاقد، ان ما حدث للجقير الحقير في الدلنج، يعتبر صراعا وتعبئة عنصرية اثنية. وحمل رئيس حزب الأمة القومي المكلف، قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان والدعم السريع محمدان حمدان دقلو «حميدتي»، مسؤولية نتائج ما وصفه بالتعبئة العنصرية وتحشيد أبناء الشعب ضد بعضهم البعض. واعتبر برمة ما حدث في الدلنج بولاية جنوب كردفان بداية تفكيك السودان، وأشار إلى أنها نتيجة حرب البرهان وحميدتي والتحشيد الإثني. وأدان في تصريحات لـ«التغيير»، الصراعات الإثنية والقبلية، وشدد على أن حزبه سيقاوم محاولات تمزيق السودان بكل ما أوتي من قوة. وأضاف: رغم تاريخ الحروب الذي تجاوز الـ50 عاماً في السودان إلا أن حادثة الصلب التي حدثت في الدلنج شئ يحدث لأول مرة ومؤشر خطير “مس اللحم الحي. وناشد رئيس حزب الأمة المكلف جميع قواعد حزبه من كل قبائل السودان في “غربه وشرقه وشماله وجنوبه” بالابتعاد عن قتال بعضهم البعض وتجنب القتال الإثني. وقال: أطالبكم بالوقوف صفاً واحداً ضد الصراع الاثني. وأكد أن الشعب سيقرر مصيره ويقف ضد كل من يلعب ضد مصير السودان. ووصف برمة المهدية بـ«مسمار النص» بين أهل الغرب والبحر، وأشار إلى جمعها كل الشعب السوداني، وحذر في الوقت نفسه من دعوات الانفصال وكل ما يفتت السودان. عزيزي القارئ.. عندما يلبس الثعلب لباس الواعظين.. والثعلب هنا هو فضل الشيطان برمة حاقد/رئيس حزب الأمة ومؤسس مراحيل دولة (العطاوة). --------------------------- وتقول قصيدة الشاعر احمد شوقي...
برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــينَ
يمشى في الأرض ويهدي ويسب الماكرينَ
و يــــــقول الحمـــــد لله إلــــه العالمــــينَ
يا عبـــــاد الله توبوا فـهو كهف التـــائبينَ
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحينَ
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعينَ
أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــنَ
مخطئٌ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا *********************************** القصيدة اعلاها، تنطبق بكل معانيها وتفاصيلها المملة، على الأب الروحي لميليشيا الجنجويد/ السيد فضل الشيطان برمة حاقد، الذي لبس هنا ثياب الواعظين، لكنه الثعلب زاتوووووو، الذي يحاول تغبيشنا والضحك علينا. غبي وجاهل من يظن، ان الشيخ موسى هُراري/ شيخ المحاميد، هو اول من قام بانشاء ميليشيا الجنجويد في عام 2003، بل الحقيقة، هي ان برمة حاقد، هو مؤسس هذه الميليشيا الإرهابية التي كانت تعرف سابقا "بالمراحيل". وترجع فكرة تأسيس هذه الميليشيا البدوية العنصرية إلى السبعينيات من القرن الماضي وفي ليبيا تحديدا، وأصبحت هذه الفكرة واقعا في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، عندما قام برمة حاقد الذي كان وزير دفاع الصادق المهدي، بتسليح قبائل البقارة (المراحيل)، حيث فتح لها كل مخاذن الدولة للحصول على كل أنواع الأسلحة. لكنه اليوم وبكل غباء ووقاحة، يحاول استغباء الناس واستحمارهم، بالقول : "رغم تاريخ الحروب الذي تجاوز الـ50 عاماً في السودان إلا أن حادثة الصلب التي حدثت في الدلنج شئ يحدث لأول مرة ومؤشر خطير “مس اللحم الحي". وإذا كان لفضل الشيطان برمة حاقد، ذاكرة سمكية ونسى مجازره البشعة، بالقول، رغم تاريخ الحروب الذي تجاوز الـ50 عاماً في السودان إلا أن حادثة الصلب التي حدثت في الدلنج شئ يحدث لأول مرة ومؤشر خطير مس اللحم الحي"، فإن الأمانة التأريخية تقتضي ان نذكره بأمثلة من الجرائم التي اشرف على ارتكابها هو شخصياً في التأريخ القريب: 1/مجزرة "الضعين" يوم ٢٨/ مارس ١٩٨٧ كانت هذه المجزرة من ابشع المجازر الإنسانية التي ارتكبت في السودان، حيث تم حرق أربع ألف جنوبي من أطفال ونساء ورجال أحياءاً، ومن نجا منهم، لحقوه وقتلوه بالصلب والذبح. ووقعت المجزرة على مزاعم، قيام قوات من الجيش الشعبي لتحرير السودان بالهجوم على منطقة “سفاهة” التي تتواجد فيها قبائل المراحيل، وبمجرد سماع أهل الضعين بهذا الخبر ودون التأكد من صحته، اجتمعت الزعامات الأهلية العربية بالمدينة، وذلك بهدف الإنتقام واخراج وبشكل كامل وتام، كل جنوبي من الضعين. وبالفعل، تمكنوا من قتل وذبح واحراق كل الجنوبيين في المدينة في خلال اربع وعشرين ساعة دون ان تتدخل السلطات المحلية والمركزية، بل دافع اللواء برمة حاقد آنذاك عن هذه المجزرة بالقول: ان الجنوبيين هم الذين بدأوا بالهجوم أولاً على القبائل العربية. 2/مجزرة منطقة "أبوجنوك ووالي" في عام 1986م هذه المجزرة، هي الأخرى اشرف على ارتكابها اللواء برمة حاقد في مايو 1986م، وذلك عندما هاجم مجموعة مدججة بكل انواع الأسلحة من أبناء القبيلة التي ينتمي إليها برمة حاقد، قرية أبو جنوك ووالي، واحرقت كل ما في هاتين القريتين من بشر وبهائم ومزارع، ونتيجة لهذا الإعتداء الغاشم على الأبرياء العزل، طلب أبناء النُوبة نجدة الجيش الشعبي، بإمدادهم بالسلاح للدفاع عن النفس من بربرية ووحشية قبائل المراحيل. 3/مجزرة منطقة أردمتا التابعة لمدينة الجنينة باقليم دارفور في أغسطس 2023م. كشف لاجئون فروا من اردمتا إلى تشاد عن فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع (الجنجويد) بعد سيطرتها على الفرقة 15 الجنينة، حيث بلغت الحصيلة الأولية للقتلى في أردمتا أكثر خمسة ألف قتيل، وما زال العدد الحقيقي غير معروف، لعدم تمكن الجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان الوصول الى المناطق التي وقعت فيها تلك الفظائع والمجازر. المجازر والفظائع المذكور، ما هي إلا أمثلة على كثير من المجازر التي قامت بارتكابها ميليشيات "المراحيل سابقا"، ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد حالياً) في أجزاء واسعة من السودان، والمسؤول الأول والأخير عن وجود هذه الميليشيا في السودان، هو اللواء برمة حاقد/رئيس حزب الأمة القومي، وأما الدقلويين وغيرهم، ما هم إلا تلاميذه الأشرار. لم يكن الشاعر أحمد شوقي مُبالغا عندما قَصرَ نهضة الأمم وازدهارها وقوتها على الأخلاق ومنظومة القِيَم، التي ترتكز عليها الأمم في بنائها الإنسانَ الوطني، الذي هو عمادُ كل نهضة وتقدم وعافية للأمة، يقول الشاعر: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا الجنجويد والحاضنة التي ينتمون إليها، لا أخلاق لهم، وحتما، اللواء فضل الشيطان برمة حاقد، غير مؤهل أخلاقياً، ليحدثنا عن ما حدث للجقير الحقير، فكفانا نفاقه واستهباله، ومخطئٌ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا وأخلاقا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالغني بريش فيوف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست