منذو 15 أبريل نيسان الذي اندلعت فيه حرب الخرطوم وهي امتداد طبيعي لجذور واقع السودان المأزوم الذي وصل الي الدرك الاسفل للأزمة السياسية التي فشلت كافة النخب السودانية في إيجاد شفرة تمثل مدخل مرور نحو آفاق جديدة لبناء دولة تتماشى مع الواقع الذي تزدهر بالتنوع الثقافي والاجتماعي ان احسنت إدارتها لبلغنا مكانة الأمم التي سبقتنا بسنين عديدة
لعل كل الحراك الشعبي + الثوري والانتفاضات الشعبية التي دفع بها الشعب السوداني في طوال السنوات السابقة ما هي إلا مساعي دؤوبة في إطار رحلة البحث عن حلم مشروع وطني يمثل بارقة أمل تطلع إليها شعبنا المثابر والذي دفعت دفع فيها فاتورتها بدم - دموع -نزوح - هتك أعراض وتهجير قسري من ديارها لكن هيهات لم يكتمل المشروع الوطني ومازال يمثل أشواق الأغلبية العظمى من السودانيين في ظل تنامي مشروع البوت الذي يسعى جاهداً لوأد المستقبل و قطع الطريق أمام أي محاولة تفضي الى تحول ديمقراطي حقيقي ، الأمر الذي جعل الشعب يدرك صعوبة تحقيق الهدف المنشود الذي راح لأكثر من مرة كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءً ، و لعل السبب الأساسي هو مشروع البوت الذي احتكر العنف كأفضل وسيلة ممكنة لتحقيق مشروعه المزعوم الذي تبنته دولة البوليس علي حساب الوطن والمواطن ، ولاشك انه سبب كافي لتأخر الانتقال الى دولة رفاهية Welfare State التي يتساوى فيها ابناء وبنات الوطن علي قدمٍ وساق بتوفير ضروريات العيش الكريم وفقاً لتقرير الكاتب الإنجليزي William Beveridge حرب الخرطوم The Battle of Khartoum هي امتداد طبيعي لسلسلة الحروب التي قاعدتها الجيش السوداني ومليشياتها العسكرية التي ظلت تقتل وتنتهك حقوق الإنسان منذ الأزل وان من يمارسون هذا الجرم غير الأخلاقي لا يمكن أن تجد لها تسمية غير الذئاب 🐺 البشرية
الهدف الرئيسي لهذا الحرب اللعينة هي صراع المصالح بين العساكر و ابن رحمها الجنجويد بعد أن اوصلهم الطغيان الي مرحلة التوازن بين القوتين من جانب العدة والعتاد و يستحيل أن يكون هناك جيشان في دولة واحدة فكان لابد من مواجهة كسر عظم ظهر احد الطرفين ولعل كل منهما يبحث عن مكان ضعف الطرف الآخر حتي يلحق به الضربة القاضية التي تجعله مميتا كسيحاً يقبل بشروط الطرف المنتصر. شروط المنتصر مقابل املاءات خارجية ، تأت في إطار تقديم تنازلات كبيرة علي حساب سيادة البلد لعناصر أخرى متورطة في هذه الحرب عبر تقديم الدعم اللوجستي والسياسي لطرفي النزاع مقابل السطو على موارد السودان بطرق ملتوية و خير دليل على ذلك لقد اخذت روسيا وحدها ما يفوق 30 طن ذهب في كل سنة بواسطة فاغنر Wanger في الفترة من 2010 الي 2020 بناءآ على تقرير صحيفة The Telegraph البريطانية في 3 مارس 2022م ، هناك الكثير والمثير للدهشة من أوجه الفساد عبر المطارات مثل دبي ، مومباي +مصر وكل هذا الفساد يدار بواسطة طرفي الصراع (الجيش والجنجويد )
صـراع عنـاصر الحركـة الإسلاميـة مع بعضهم البعض. الإخوان المسلمين داخل الجيش و واجهتهم السياسية بقيادة علي كرتي يحاولون ابتلاع الجنجويد من خلال إرغامهم على التبعثر داخل الجيش مقابل السماح لهم بالاستمرار في عملهم المعتاد وهي محاربة أي قوة تهدد عرش الكيزان الذي يعتمد على العنف كوسيلة للبقاء ، وهناك هرطقات كثيرة على لسان اعضائها تؤكد ذلك : الزارعنا غير الله يجي يقلعنا - قلعناها بالسلاح من أراد فليأخذها بالسلاح هذا هو ديدن النظام الشمولي الذي امتلك الدولة وحولها الي شركة خاصة داخلها كانتونات فساد بطريقة ممنهجة يديرها أنصار النظام المباد ، يتسنى لهم الحفاظ علي الأموال التي نهبوها من مال الشعب السوداني كان لابد لهم من العودة مجدداً الي الواجهة السياسية في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها حرب الخرطوم في 15 ابريل التي أشعلها الإسلاميون رغبةً منهم في تحصين انفسهم من الملاحقات القضائية جراء الفساد والاستبداد الذي لحق بالوطن والمواطن لأكثر من ثلاثة عقود.
الجنجويد و من خلفهم قيادات الصف الأول في الحركة الإسلامية خير مثال حسبو عبدالرحمن ، قد شيدوا لهم امبراطورية فساد واستبداد من خلال القيام بتجاوزات عديدة في العشرة سنوات الماضية لاسيما قتل المدنيين الأبرياء واجتياح القرى وممارسة الاسترزاق عابر للحدود مما سهل لهم خلق علاقات دولية مع بعض الدول التي تسعى لإيجاد مدخل للنيل من ثروات الشعوب السودانية ، فوجدت ضالتها فى الجنجويد للعب دور اللص المحلي بناءا على تقرير The Telegraph في مارس 2022 )) نواصل الصادق بوش 13/2/204 [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة