في العالم الافتراضي الدنيا مقلوبة والاستقطاب السياسي علي آخره نصف العالم كيزان والنصف الاخر قحاتة !! مثلما كانوا يصورون لنا ان عالم الرياضة -كرة القدم- قطبان ايضا ريال و برشلونة !! وفي السودان : هلال و مريخ !! لكن الارض تدور والعالم يتغير الصغير يكبر والكبير يذهب والبعيد يقترب والقريب (يغترب) !! ومشاغل الناس تزيد و تتنوع الدراسة.. الشغل ..العيال .. السفر ..الخ ومن زمااان -عشرات السنين- اصبح السودانيين ليسوا اكثر من متفرجين
كثيرا ما كنت اشاهد الكلاسيكو المعروف ونتابع الاخبار في الشاشات الكبيرة والصغيرة لكن ليس لدينا صالح في ان يفوز الاحمر او الازرق !! صحيح هناك اشخاص مهتمون .. فاااعلون انا شاهدت في نادي مشاهدة احدهم عندما فاز فريقه قام وهو في قمة النشوة والفرح بتوزيع البيبسي علي كل الحضور ويظهر انه انفق فيها كل ما في جيبه !! وشاهدت ايضا قبل عدة سنوات احدهم اقام سرادقا للعزاء بالسوق الشعبي عندما انهزم فريق القمة الذي يشجعه !! ورأيت بعض المهووسين مثله يأتون ويرفعون ايديهم بالفاتحة !!
لو أتيت بثلاثين شخصا رجال و نساء من اعمار مختلفة وسألت كل واحد: ما لونك السياسي؟ او ما هي ميولك السياسية؟ لن تجد اجابة وغالبا ما يُستغرب السؤال نفس الاستجابة ستجدها اذا سألت: انت كيزاني ام قحتاوي؟ او أنت صوفي ام سلفي؟ طيب انت هلالي ام مريخي؟ هنا سيجاوبك ثلاثة او اربعة من فئة الشباب.. في عمر معين !!
اما في العالم الافتراضي فالأمر مختلف احيانا مثلا في مواسم امتحانات الجامعة واستخراج الشهادات تشعر ان كل السودانيين طلبة جامعيين مع انه ليس كل المجتمع طلبة دارسين هناك خريجون ونسبتهم اعلي بكثير ممن هم في الدراسة وهناك طلبة التعليم العام وهولاء ايضا نسبتهم اكبر
نفس الأمر بالنسبة لمتعاطيي السياسة حتي الذين يتداولون البوستات والمناشير السياسية اغلبهم متفرجون فقط !! وهنا نلفت النظر الي شيء في غاية الاهمية ان اغلب هذه المنشورات يسهم في انتشاره ما يسمي بالذباب الاكتروني او هو الجداد ... او شيء من هذا !! بخلاف مثلا ما ينشر عن الفن والرياضة واخبار العلوم والطقس.
ثم ان التجاذبات المستمرة لسنين طويلة والتي ادت لتردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتراجع مستوي تقديم الخدمات في الصحة والتعليم والنظافة والمياه والكهرباء هذا جعل الناس ينأون بأنفسهم عن السياسة لأنهم ادركوا انها سبب كل هذه التعاسة والحرب الدائرة هذا الايام كان قبلها استقطاب حاد جدا وهو الثنائية السخيفة - كما اعتقد كيزان - قحاتة الآن الناس سئمت كل هذا ويأملون في ان يأتي لقيادة المرحلة القادمة من لا ينتمي الي هؤلاء ولا الي هؤلاء من يكون همه مصلحة البلاد والعباد ومن يذهب بكل سهولة.. اذا شعر انه لم ينجح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة