. بقلم : المهندس / أحمد نورين دينق . كان الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي ، يحظى بالاحترام و التقدير من قبل غالبية أهل السياسة و الفكر ؛ و لكن لبيان الفرق بين الجانب النظري و الجانب التطبيقي في المجال السياسي و المجال الفكري ، فقد خسر الرهان عليه من معظم مناصريه بعد أخطاء إرتكبها في حصيلة عشرة سنوات من الممارسة السياسية (١٩٨٩_١٩٩٩) .. و هذا معناه أن الكيانات و الأفراد ، يتطورون نحو الأفضل أو الأسوأ أثناء اللعب في فناء الساحة السياسية ؛ و الفيصل في ذلك ، هو إهتمام اللاعب بفضيلة النقد و التقويم ، من قبل المتابعين لمسيرة أداء اللاعب . ( ليس من العيب أن تخطيء في مجال الممارسة السياسية ، و لكن العيب كل العيب التماديء في الخطأ فتثمر أزمة ).. الكاتب . عمر الحوثيين في الممارسة السياسية ربما يكون عقدا من الزمان ، وهو عمر قصير نوعا ما ( أقصر حتى من عمري في المجال الصحفي الذي يعود للعام ٢٠٠١) ، لذا فيجب عليهم الاحتياط من الوقوع في دوامة الأزمات ؛ فالنظام الإيراني بثوبه الجديد الذي يعود إلى العام ١٩٧٩ ، تجده الآن بعد تجاوزه العقود الأربعة يتعامل مع الغرب بشيء من الروية ، فهو يرد على الاعتداءات المختلفة بحكمة ، فلم يورط نفسه حتى الآن في حرب طويلة ، فكيف لكيان وليد أن يسعى بيديه لخوض حرب مع قوى لها من الإمكانات ما يكفل لها خوض الحرب لعقود ؟ شتان ما بين حرب بدوافع وجودية ، و حرب بدوافع ثانوية ، إن تهديد الملاحة العالمية يخلق حربا وجودية ستشارك فيها كل الأطراف الدولية المتضررة من التهديد الوجودي ، و هذا معناه أن الحوثيين يسعون لمحو اليمن من الخارطة الدولية ؛ أو بمعنى آخر الانتحار السياسي .. بسبب ماذا؟ بسبب ضعف الأفق السياسي نتيجة لقلة الممارسة و فورة الشباب لدى قائدها الشاب عبد الملك بدر الدين الحوثي ، أليس الأوفق خوض الصراع بشكل مباشر في صف حماس ؟ فالعدو سيكون واحدا على الأقل . . على أصدقاء الحوثيين الحيلولة بينهم و بين خوض حرب وجودية مع المنظومات الدولية المتضررة من تعطيل تجارتها و زيادة رقعة معاناة شعوبهم .. ما أضر بفرعون مصر في زمن موسى عليه السلام ، و جعله يخسر آخرته ، إلا تجاهله التام لكافة الأصوات المنتقدة لأدائه في الحكم من شعبه ، و على رأسهم زوجته و مؤمن آل فرعون ، و كذا كل حاكم طاغيه . فما زالت البشرية بخير ، ما دام النقد موجود و باق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة