|
الي متي يظل مصير البلاد مرهونا بتخبط و خَبَل الانقلابي؟ كتبه عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
03:27 AM January, 06 2024 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-Sudan مكتبتى رابط مختصر
قطعتْ تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية(تقدم) بقيادة دكتور عبدالله حمدوك شوطا معتبراً نحو إيقاف الحرب رحمة في المقام الأول بجيش البلاد الذي ظلت قياداته العسكرية تتساقط واحدة تلو الاخري في يد قوات الدعم السريع بعد السقوط المخزي لقيادة الجيش العامة, و قد بلغ الهوان بالجيش أنْ فرّ كبار جنرالاته من عاصمة البلاد و لجئوا الى ابعد ما يكون من ساحات القتال يضمن لهم الفرار الى خارج البلاد إذا ما اشتد وطيس الحرب, و الى أنْ بلغ الهوان بالجيش أنْ يخرج علينا كبار جنرالاته يحرضون المدنيين علي حمل السلاح لقتال الدعم السريع بينما عائلاتهم خارج البلاد. و ذا الانقلابي المتقلب الاقوال الطريد من مكان لآخَر يقرر في مصير ملايين المواطنين. و إنه ليس من المعقول لدولة عصرية محترمة يقرر مصير ملايين مواطنيها حفنة من العسكر مِن ذوي الميول السياسية المعيبة, و ما كان لثورة السودان المجيدة تخطيء و تستبدل ذئباً ابيضا بذئبٍ اسود, و ها نحن و الى اليوم في انتظار جنراليْن ليقررا في مصير دولة كاملة و اربعين مليون نسمة. لقد فشلت ثورة ديسمبر التي كان مهرها العديد مِن الارواح لأننا أعدنا السلطة التي انتزعناها مِنْ البشير و زمرته الي نفس النظام بشخصيات مختلفة هي أشد غدرا و سوءاً مِن سلفه, و ما كان لأحذيتهم أن تدوس على تراب القصر الجمهوري او حتي تقترب منه بعد مجزرة فضّ الاعتصام. و تركنا الاموال المنهوبة في يد تجار الدين الفاسدين بعد أن نجحنا في الاطاحة بنظامهم, فها هُم يسخرونها لقتل المواطن و تدمير أصوله و موارده. و يمكن العودة لثورتنا و لكن بمهرٍ غالٍ, و لا بد مِنْ صنعاء و إنْ طال السفر. و لقد اهدرت المنظومة العسكرية مئات الارواح بوسائل لن تجلب له نصراً على الفصيل المزعوم انه متمرد, فالطيران الحربي فتك بالأبرياء في منازلهم, و من المؤسف و نحن نزعم بأننا مسلمين نُكَبِّر الله بعد كل قذيفة او جريمة قتْل. و قد غاب عن المواطن الذي يطربه القتل و يدعمه انه ما هو مِن الاسلام بشيء فالإسلام يقول على لسان رسولنا الكريم(مَنْ أعان ظالما و لو بكلمة حُشِر معه يوم القيامة) و في حديث آخر (مَن اعان ظالما سَلَّطه الله عليه) و للجندي الساذج الذي يؤذي و يقتل اعزلاً بحجة تنفيذ اوامر قادته هو الآخر رفيقا في النار لقائده( إنّ فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين)القصص-8 و المواطن الاعزل منذ 15 ابريل و حتي يومنا هذا يتعرض للموت و التشريد و فقدان الممتلكات أو تدميرها لأننا عجزنا منذ البداية وضع المنظومة العسكرية الامنية في حدود واجباتها. و لا ينبغي علي الاطلاق حَضّ المدنيين علي ِحمل السلاح, فمهمة بسط الأمن و حماية المدنيين و الحفاظ على تراب و موارد البلاد مهمة العسكر تنحصر فيها فليس مِن حق العسكر مجرد التفكير في الحُكْم او الانشغال بالأعمال الاقتصادية, او بالرغم مِنْ انَّ معظم المدنيين بقيادة زعمائهم الحكماء الوطنيين ينادون بلا للحرب, يمانع العسكر المدججين بالسلاح المقتطع مِن قوت و علاج و تعليم ابناء هذا المواطن المغلوب على امره . لقد انحط التعليم في بلادنا لأدني مستوي بمثلما تدنت باقي الخدمات الاساسية بشكل فظيع, بسبب نزعة من سطوا على السلطة لسفك الدماء و تبديد الميزانيات على التسليح و استنفار المدنيين مع تجاهل تام للصرف على الخدمات الاساسية, حيث يُستنفَر الطالب في مؤسسته التعليمية و يشجعوه على ترك قاعات الدراسة ليحمل السلاح و يكون صيدا سهلاً, و كذلك المعلم و المزارع و غيرهم. و كنا قد خصصنا نصيب الاسد مِن الميزانية العامة للمنظومة الامنية و تركنا كُبْرَى الشركات الاقتصادية لها, و لا أحد يحاسبها على تقاعسها عن مهامها و الفشل فيها, فقد توسع ترويع و ترهيب و نهب العصابة التي تُعرف بتسعة طويلة, و مواردنا الضخمة تُهَرّب في وضح النهار عبر مطار الخرطوم(الدولي), و شوارعنا –المكتظة بالأوساخ- لا تجد أثراً و مفعولاً ايجابيا لعناصر شرطة المرور, و.. و... و اعلموا يا حاملي السلاح المتعطشين لسفك الدماء أنّ لعنات المواطنين تلاحقكم كما حلَّت عليكم لعنة الله, و ماذا بعد لعنة الله و مصيركم الخلود في النار( و مَنْ يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و لعنه الله و اعد له عذابا عظيما)النساء93, بمثلما اصابتكم لعنة الابرياء اليمنيين الذين بتعطشكم لسفك الدماء ذهبتم لقتلهم في وطنهم. و أليس من المخجل انَّ نزعم بأننا دولة مسلمة يقتل بعضنا بعضا, و العالَم يصنفنا راعين للإرهاب يطارد قادتنا زعماء الحرب جنائيا. و باختصار, لنْ نكون دولة محترمة مثل سائر الدول آمنين منتفعين بمواردهم إلا بتحويل الحصة الضخمة من ميزانيتنا العامة لخدماتنا الاساسية من تعليم لأبنائنا و صحة و غيرها من الخدمات المدنية الضرورية بينما تخصص للمنظومة الامنية ما يوفي لها القيام بواجباتها و مهامها الاساسية, و تجريد المدنيين من السلاح لتقوم المنظومة الامنية بحمايته تنفيذا لواجباتها, ملتزمين بالقوانين الدولية و احترام الجيران, لا راعين الارهاب.
|
|
 
|
|
|
|