بعد الهجوم الكبير والرفض لإعلان أديس الأخير تواصلتا و قيادي بارز في تقدّم أبدي غضبه ولومه علي كم النقد الموجه لهم ، فاوضحت له أنه ينبغي عليكم مواجهة شعبنا وليس نحن ، والخروج إليه والدفاع عن أنفسكم ورؤيتكم إن كانت لكم رؤية واضحة للحل ، تلك الرؤية التي صممتومها وشرط نجاحها مع إختلافنا مع تفاصيلها ينبني علي موافقة طرفي الحرب ، وليس طرف واحد ، وأنكم تعجّلتم بإعلان أديس هذا ، و كان يمكن بيُسر تأجيل اللقاء مع المجرم حميدتي إلي حين ضمان إما: ١/ إنتظار إلتقاء جنرالي الحرب خاصة بعد تأكيدات وعمل داخل إيقاد وحكومة جيبوتي بجمع الرجلين في يناير كما جاء في تصريحاتهم ، أو ٢/ أن تأتيكم تأكيدات مُباشرة بقبول الجيش وقائده المجرم البرهان الإلتقاء بكم في توقيت مُتقارب ٣/ وأن تعرضوا ذات الإتفاق لكليهما والخروج بمسودة إبتدائية وليس إعلان ، علي أن يكون التوقيع في حضور كُل الأطراف لاحقاً بالتنسيق مع الأيقاد أو الوساطة... فاجابني القيادي بتقدّم وأحد مُتنفذّي الحرية والتغيير ، (ولماذا نؤجل اللقاء وأمامنا مسؤلية وطنية ) ، فقلت له لضمان نجاح خطوتكم مع خلافنا عليها ، ففي مثل هذه المواقف لا بُدّ من التحسُب للخطوات الواحدة وراء الأخري ، ووضع بدائل لها ، طالما أن الهدف هو وقف الحرب برضاء وموافقة طرفي الحرب معاً ، فهاهو وبعد لقاؤكم مع المجرّم حميدتي يتمنّع قادة الجيش ، وهذا ما أكده لي القيادي بنفسه وفي أنهم رفضوا ، أو أنهم يرفضون إلي الآن ، فقلت له هذه هي أخطاء التعجّل وفرض رؤيتكم دونما تشاور مع الآخرين وجعلكم الأمر وكأنه إتفاق سرّي ، علي الرُغم من تهئية كل الشعب السُوداني ووضع الثقة في تحركاتكم الأخيرة ، والتي مع تحفظنا عليها لكن وحتي فقط تتوقف الحرب ، وللحفاظ علي وحدة القوي المدنية والسياسية ما أمكن ، ثم عندما تحين خطوة العملية السياسية التأسيسية يمكن للآخرين اللحاق بما يتم الإتفاق والتوافق عليه لصالح البلد ، الآن وبعد لقاؤكم هذا بحميدتي أصبحت لديه مشروعية سياسية، وإبتدر بعدها جولات إقليمية وأفريقية ، تلك المشروعية السياسية المرفوضة من غالبية شعبنا وملايين الضحايا ، و كذلك إفلات من العقاب هو وقواته ، وأن بنود اللجان الوطنية والتحقيق التي وردت في الإعلان والإتفاق هذه مجرد تخدير للرأي العام وإستهلاك بحسب السوابق والشواهد ، و إذا لم يوافق الجيش علي اللقاء وذات البنود وهو الأرجح إلي الآن وما رشح من تأكيدات وتسريبات منهم بعدم الموافقة علي اللقاء ، سيكون هذا الإعلان لا قيمة له ولا يحمل أي مشروعية تفاوضية لاحقة... وضح تماماً أن هنالك قصور كبير في العقلية التي أخرجت ونفذت لقاء وفد تقدُم مع المجرم حميدتي ومليشيا الدعم السريع ، فتوقيت اللقاء ، ثم طريقة نقل إلتقاء الوفدين ، والعدد المُشارك فيها من جانب تقدّم ، وحتي طريقة عرض مراسم وكلمات التوقيع خاصة تصريحات المجرم حميدتي لا تنم علي أن هذه "قعدة" حلول وصُلح وسلام ، فصار المُجرم حميدتي يكيل لصنوه وشريكه في كل الجرائم البرهان الإتهامات وكُل السخرية ، والحاضرون وبينهم وفد تقدّم يتضاحكون بصوتٍ عالٍ وبعضهم يُصفق للمجرم ، فهل هذا هو طريق وسلوك وأُسلوب يقود إلي سلام ، وهل تقدّم هنا مُحايدة علي الأقل تبعاً للدور الذي تقوم به حالياً؟ فأكثر من الإستفزاز والسخرية ورمي الكلام في أجواء تفاوضية وفي حضور قيادة تقدّم... الخُلاصة: بكل وضوح فإن خطوة إعلان أديس والإلتقاء بالمجرم حميدتي وبمثل ما تم هي خطوة عقدّت طريق الحلول بأكثر مما قدمت ، لم تنجح إلا في مزيد من التباعد والتشظي ، الناتج علي التمسُك بذات المواقف السابقة ، منذ الوثيقة الدستورية مروراً بما بعد الإنقلاب والتسوية والإطارئ وصولاً للحرب الحالية ، وأعطت مُسوقاً لعدم إلتزام الجيش بما تم ، بالطريقة التي تم بها الإعلان وما تمخض عنه ، و أظهر تقدّم في وضعية المُتحالف مع المليشيا وليس مُحايداً في التفاوض ويقف علي مسافة واحدة من طرفي الحرب ، ولم يُراعي للتجاذبات الإقليمية والدولية للملف السُوداني ، و في العموم لم يُدار الأمر بإحترافية ، و غطّت عليه العشوائية ، إن تقدّم والحرية والتغيير وقياداتها الحالية لا تتعلم من أخطائها وتُصر علي تكرارها ، وواضح أن المُشكلة في العقلية التي تفكر وتخطط لهم ، وحتي الشق التنفيذي ينقصه الكثير في ظل الحوجة لقيادة أكثر فاعلية ومعرفة وقبول... هذه العقليات والقيادات ليس لديها ما تقدمه لشعبنا ، وآن أوان الإقتناع بهذا ، واضح أن جُل همّها فقط السُلطة والطريق إليها ، والحفاظ علي إمتيازات ومواقع ظنوا أنها لا تنبغي لإحدٍ بخلافهم ، يسيرون بذات الخطوات التي تقود لمزيد من الفشل و الإحتراب وتمدده و إنهيار البلاد علي إنهيارها... وجود كُتلة وطنية سياسية ومدنية ديمُقراطية أخري يصطف حولها السُودانيون وتُجبر المجتمع الدولي علي التعامل معها لصالح شعبنا في وقف الحرب وإلجام ومُعاقبة داعمي الحرب بالسلاح الإقليميون وإلجامهم ، وإبعاد جنرالات الحرب ومحاسبتهم علي ما أرتكبوه ، وحل المليشيات هي الأهداف التي يجب أن تعمل هذه الكتلة الجديدة علي تحقيقها ، وأهم ملامح لهذه الكتلة هي مبدئية المواقف التي تتعامل بها مع الواقع الحالي دون رهن البلاد للإملاءات والأجندة الأجنبية و تمدد الإحتلال و المشروع الإماراتي الجنجويدي في السُودان... 5 يناير 2024
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة