قرأت مقالا للدكتور الدرديري محمد احمد وزير الخارجية الأسبق بعنوان (وهل يعنينا لقاء البرهان وحميدتي ) نادي فيه بمقاطعة اللقاء المزمع عقده بمبادرة من الايقاد مطلع يناير الجاري هذا اللقاء الذي يتطلع اليه غالبية الشعب السوداني كقشة يتعلق بها من الغرق في هذا المستنقع الاسن الذي وجدوا انفسهم فيه . وقبل أن الج في الرد على مقاله أشير الي أن الدكتور الدرديري شخص جدير بالاحترام(وان اختلفنا معه ). أشرت في تسجيل صوتي سابق للابعاد الثقافية لحرب الخامس عشر من أبريل واشرت الي أن هناك هيمنة ثقافة واحدة علي السودان تقف وراءها منظومة تتحكم في مفاصل الدولة السودانية وذكرت أن هذه المنظومة لا تنتمي لجهة اثنية معينة ، وان بدي ذلك ، أو أن لها توجها ايدلوجيا معينا بل هذه المنظومة غالبا ما تتشكل وتتلون وتلبس لكل زمان لبوسه وتستقطب لنفسها من تراهم يصلحون كأدوات يخدمون أهدافها واستدامة سيطرتها . كثيرا من أبناء المناطق التي طالها التهميش والاقصاء الثقافي والاقتصادي وحتي الاجتماعي ممن جاءتهم فرصة للاتحاق بهذه المنظومة ، في اغلبهم، تنكروا لواقعهم وانسلخوا منه دون رجعة بل أن كل الحروب والبطش الذي طال المناطق المهمشة واهلها في السودان كان بأيدي ابناءها وقد يجد الضحايا تعاطفا من المنطقة المركزية اكثر من ابناءهم الذين تحولوا لسياط تجلد ظهورهم واله قتل تذيقهم سوء العذاب والسنة حداد تسلقهم تشح عليهم بالخير كما في حالة الدكتور الدرديري... أمثال الدكتور الدرديري ممن اتاحت لهم أقدار الله الانتقال من هوامش السودان الي مركزه المسيطر كان يمكن لهم أن يكونوا جسرا للربط الثقافي والاجتماعي بين مجموعات متنوعة تتوفر لها كل فرص الاندماج والتعايش ولكن الدكتور الدرديري لا يري في أهله الذين ينظر لهم من الضفة الاخري الا (عرب شتات) كما اطلق عليهم في مقال له . عنون الدرديري مقاله بصيغة الجمع (هل يعنينا......) ولكن لم يبين لنا من هم الذين تشملهم صيغة الجمع هذه ؟ هل هم عشرات الالاف ممن فقدوا أرواحهم في هذه الحرب اللعينة من العسكريين والمدنيين ، ام هم الملايين الذين فرضت عليهم حرب الفجار هذه النزوح والعيش في تجمعات الإيواء في مدن السودان المختلفة وهم يتعرضون لأسوأ حالات الاستغلال لحالهم البائس ،ام هم الذين يتزاحمون علي صفوف البليلة ممن لم تمكنهم ظروفهم البائسة من مغادرة مناطق الحرب ، ام تراه يقصد عشرات الالاف من المرضي الذين لا يجدون جرعة دواء تسكت الألم في اجسادههم المنهكة ، ام يعني بهم ملايين التلاميذ والطلاب الذين اغتالت هذه الحرب أحلامهم وقتلت الأمل في نفوس اوليائهم بعد أن انفقوا فيهم ما يملكون وما لا يملكون .. لا أظن أن الدرديري يعني اي من هؤلاء او اؤلئك إنما اظنه (وليس كل الظن اثم) انه يعني الذين ينعمون بالامن و الإيمان ورقد العيش في عواصم الاعتدال المناخي ، وهو منهم ، ويغتالون كل بارقه امل او حلم ينهي معاناة شعب .ام تراه يعني الذين انتجوا لنا الجنرالين وعندما خرجا عن السيطرة تريد لنا امهم التي انجبتهم( من رحمها)أن ندعم قتالهما حتي يرجعا لطاعتها؟ هذه الحرب التي يدفع المواطن البسيط فاتورتها دون أن يكون طرفا فيها وينتظر أن يري نهايتها اليوم قبل الغد ولا يهمه أن يلتقي الجنرالين او لا يلتقيا انما يريد لهذا الكابوس أن ينتهي ... نواصل
01-04-2024, 02:12 PM
nazar hussien nazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10415
غريب امر كل من يسعي لاطالة امد الحرب- فالحرب تدور بين جنرالين وليس مؤسستين ولا دولتين بيدهما وقفها- لا بيد الدرديري- فكيف لا يعنيه لقاءهما؟؟ وهل توفر لديه حل لوقف الحرب او لسحق الطرف الذي يناصره ان كان جيشا او دعما او سحقهما معا؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مصطفي مكي العوض
nazar hussien
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست