منذ تدفقت أحبار قلمي لم يصعب علي انسيابها وقت وكيفما أشاء إلا وتباشير هذا العام فشلت ان استدعي حروفي بسلاسة وسهولة لسيطرة ظلامات العام ٢٠٢٣ م علي قلوبنا وكل من تابع الجور والفجور الذي وقع علي بلاد كان أسمها السودان .. يناير هو ذات الشهر الذي يحتفي به لمغادرة المستعمر الانجليزي والذي جسم علي أرضه منذ 85 عاما ورفع علم استقلاله يناير ١٩٥٦م .. وبالامس غادرنا العام ٢٠٢٣ كئيبا مؤجعا بسبب استعمار اكثر وجعا ودمارا لانه بايادي خبيثة مصنوعة اقليميا ودوليا وما زالت مشتعلة لا نقول أنها بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع ولكنها حرب نسجت خيوطها في غفلة من الجالسين علي مقاعد الحكم والمغيبين عن مسؤولياتهم في حماية حدود الوطن والمواطن فأعملت مخالبها بشراسة في جسد النساء العفيفات والجهال العجزة والمرضى ولم يسلم منهم حتى اليتامى وفاقدي السند وكبار السن .. حرب جردت الحرائر من عزتهن ودمرت البنية التحتية للدولة ووفق الامم المتحدة ادت لنزوح أكثر من 7,1 مليون شخص، ووصفت بانها "أكبر أزمة نزوح في العالم" منهم ٥،١ فروا لدول الجوار وسقوط اكثر من ١٢ ألف قتيل و70 في المائة من المستشفيات باتت خارج الخدمة وموسسات التعليم والمدارس تحولت لحيطان خاوية من ألف باء فك حروف الهجاء لانها تاوي النازحين نساء واطفال فروا حفاة عراء الا من رعاية وكرم العلي القدير مالك الملك .. هذا الذي يحدث منذ ابريل الاسود ليس بين جيوش بل حرب تتر غزاة اقتلعوا المواطنين من مساكنهم سرقوا مقتنياتهم وعاثوا نهبا وفسادا فيما ادخروه للزمان هذا غير تحطيم البنية التحتية المصانع الجامعات والبنوك المتاحف والمستشفيات الخ …وكانت المنظمة الدولية للهجرة ذكرت، أن ما يشهده السودان "مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة .. والرصاص الذي يطلق علي روؤس الابرياء وحده كان يمكن ان يكون سنابل قمح تسد صوصوة البطون الجائعة والتي يقال انهم يتحاربون لأجلهم .. وتكنولوجيا التواصل ومستحدثاتها كالذكاء الصناعي وغيره لم يستفاد منها إلا في اشعال الحرب الاعلامية ونسج القصص والحكايات المحبطة عن الكيزان والفلول والبعاتي هي ملهاة بكل المعني .. والمؤسف ان العقول المفكرة والقدرات العلمية الرفيعة تراصصت هي الاخري خلف الاجهزة وبدلا من وضع خطط ذكية لكيفة ادارة دولة صفرية الي حوارات تعيسة لا تنبت زرعا قدر ما " تنبش اوجاعا " لك الله يا وطن . عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة