مرض الإيدز - نقص المناعة المكتسب- هو مرض خطير جدا ولا علاج له. وكلمة إيدز "AIDS" : هي عبارة عن الحروف الأولى من الكلمات. Acquired Immune Deficiency Syndrome ومعناه مرض "متلازمة عوز المناعة المكتسب" وهذا العوز في المناعـة اكتسبـه الإنسان بدخول الفيروس إلى جسمه. وأسوأ ما في مرض الأيدز انه يستهدف جهاز المناعة الذي يمثل الآلية الدفاعية ضد المخاطر الخارجية، فلو تعرض أي جهاز من أجهزة الجسم إلى تلف ما نتيجة إصابته بأي ميكروب فإن جهاز المناعة في الجسم يتصدى له، ويقوم بواجبه، إلا في حالة مرض الإيدز حيث يحدث التلف في جهاز المناعة نفسه، وهذه هي الطامة الكبرى. ففيروس الإيدز لايتلف من الجسم إلا جهاز المناعة ومن ثم يصبح الجسم فريسة سهلة لأبسط أنواع الجراثيم وأحقرها، فتنقض عليه وتسبب له تلفاً ودمارا.
جيش البلاد يمثل الجهاز المناعي للدولة ضد المهددات و الاخطار والأطماع المحدقة به وهو صمام الأمان الذي يحافظ علي كيان الدولة ووجودها. وعندما تحدث المصيبة ويمرض هذا الجهاز فعلي الدنيا السلام. وما يحدث في بلادنا اليوم هو نتيجة خلل كبير في الجيش أدي الي نشوء حرب غريبة لم يعرف التاريخ مثلها حيث انقسم الجيش فجأة الي جيشين متحاربين.. هي اقرب الي حروب الجاهلية الاولي من حيث ارادة افناء الآخر ومن حيث أسبابها التي لم تعرف حتي الآن علي وجه التحديد حيث وصف قائد الجيش في اول ردة فعل بأنها (عبثية) والعبث هو (اللعب) لقد كان قائد الجيش يصر طوال اربعة سنوات ان جميع مكونات القوات النظامية هي علي قلب رجل واحد الجيش ودعمه ومخابراته والشرطة كلهم يعملون بإنسجام تام وانهم جميعا (سمن علي عسل) ولكن فجأة تُعلن قوات المشاة المدرعة التي تمثل اكبر قوة ضاربة في الجيش تعلن هذه القوات قوة متمردة !! في الجانب الآخر يعلن قائد تلك القوة ان القائد العام للجيش نفسه مطلوب للعدالة وأنهم ساعون في القاء القبض عليه لقد صدق هذا الاخير (حتي لو كان كذوبا) في مقالته الشهيرة: (هي حرب عبثية) فهذا هو العبث بعينه فإذا كانت حركات التمرد نجحت في البقاء لعشرات السنين تزعزع الأمن وهي لا تمثل شيئا مقابل عدد و عتاد الجيش فما بالك بقوات هي اكبر من عدد الجيش الذي لا يتفوق عليها الا بميزات قليلة اهمها سلاح الطيران و بعض القوات الخاصة التي تؤدي أعمال نوعية. طبيعي ان يأخذ هذا التمرد الأكبر سنوات أطول حتي يتم القضاء عليه فهذه حرب ربما تسمر لثلاث او اربع عقود فأظن ان هذا هو العبث الذي قصده قائد الجيش فهو اكثر من يعرف حقيقة من يحاربهم.
قلنا ان هذه الحرب هي مثل حروب الجاهلية ولكنها -للاسف- حرب حديثة من حيث الاسلحة والعتاد الحربي.. ما جعلها من اكبر المصائب التي عجز العالم جميعه عن ايقافها، بل حتي في التخفيف من آثارها.
ولكن برغم ذلك نظن ان لمصيبتنا فوائد لأقوام آخرون: فهذه الحرب ستمثل اكبر درس في كل تاريخ البشرية عن خطورة حكم العسكر، وأنه مهما ظهر له من ايجابيات فأن نفعه لا يمكن مقارنته بالمصائب والكوارث التي يتسبب فيها في خاتمة المطاف. انظروا للذين يمسكون بالسلاح من هؤلاء واولئك، انهم ليسوا الا فواقد تربوية ان لم يكونوا من الرعاع الجهلاء، وهم اقرب الي كونهم من اسباب زعزعة الأمن منهم الي حفظه و حمايته، واما قادتهم فمصابون بالغرور والغطرسة والسادية، كل همهم الجري وراء شهواتهم، و غالبيتهم مرضي نفسيون. وهم من اكبر اسباب الفساد في البلاد.. بكل أنواعه. وقد كان من المضحك - وقد تشاءمت بذلك- ان حملة مكافحة المخدرات التي كانت قبيل الحرب كان يتزعمها العسكر !! وتعرفون ان فاقد الشيء لا يعطيه، واذكر انه قد وجد أن الذين شاركوا في غزو امدرمان في العام ٢٠٠٨ لم يكونوا الا مجموعة مساطيل، وجد معهم بعض الحشيش وانواع المشمومات الاخري. وان كل ما وعدوا به مقابل حملهم السلاح انهم اذا دخلوا الخرطوم سيأكلون الموز ويستحمون بالدُّش!!
وسبحان الله.. فإن اكثر من يصابون بمرض الأيدز هم من الفسقة ومدمني المخدرات الذين تنقصهم الاخلاق والفضيلة والقيم النبيلة .. الذين هم اقرب الي الوحوش والحشر منهم الي البشر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الصادق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست