يبعد موقع الكتيبة من المصفاة 7 كيلو، آي والله سبعة كيلو، و قوات الدعم السريع ترتكز داخل المصفاة لحمايتها، و ذلك قبل الحرب..
وقعت الحرب يوم السبت، و غاب عدد كبير من الضباط عن مواقعهم.
بلغ ضابط معاشي من ابناء المنطقة الي موقع الكتيبة، يوم 15 ابريل ظهراً، حيث قائدها غياب، إستلم هذا الضابط قيادة الكتيبة حتي حضر قائدها بعد ايام..
ظل هذا الضابط مرابطاً مع هذه الكتيبة حتي 20 مايو، ظل يتناوب المبيت بين موقع الكتيبة، و منزله القريب من الموقع.
طيلة هذه الفترة كانت لدي قائد الكتيبة نية الإنسحاب، حسب تواصله مع المركزية، فاقنعه هذا الضابط المعاشي بالبقاء في الموقع و المحافظة عليه لأنه موقع إستراتيجي، و تسليحه مناسب لا تستطيع ايّ قوة دخوله.
في يوم الإنسحاب كان هذا الضابط بائتاً في منزله، و كعادته في طريقه الي موقع الكتيبة في الصباح اخبروه المواطنيين بأن موقع الكتيبة فاضي و الكتيبة إنسحبت ليلاً عبر النيل الي الجهة الغربية، دون ان يخبروه..
الضابط المنسحب ترك خلفه اربعة مدرعات صرصر، فقط اخذ منها التسليح و تركها كما هي، و كل المعدات، و العربات التي كان يصعب عليه سحبها.
زد علي ذلك 6 جرارات تناكر وقود كبيرة قام الضابط المعاشي بسحبها في بداية الحرب بمعاونة مدنيين الي موقع الكتيبة.
بعد ساعات إستلمت قوة من الدعم السريع الموقع بكل ما فيه من معدات..
عبر الضابط المعاشي النيل الي منطقة وادي سيدنا، لأن ذلك يمثل خطراً علي حياته، لأنه معروف في المنطقة، و إرتباطه بالكتيبة..
ملحوظة:- حتي ذلك التاريخ كان الطريق الي شندي سالكاً، فكان بالامكان سحب كل هذه العربات، و الاسلحة و الآليات اليها إن كان للإنسحاب مبرراً.
للعلم.. طيلة ايام الحرب حتي الإنسحاب كان هذا الضابط يقوم بتوفير كل الوجبات للافراد بالعون الذاتي من اهله سكان المنطقة..
بالفعل دخلت قوات الدعم السريع بيته، و روعوا اهله، و نهبوهم، و اوسعوهم ضرباً..
بلغ الي منطقة وادي سيدنا عصراً، عبر النيل " حاملاً غياراً واحداً في كيس " لم يجد من يقابله، اخيراً بعد المغرب اخبره ضابط الإستخبارات بان تعليماتهم لا يمكن لأي مدني بالمبيت في الموقع.. " بما انك معاشي، فأنت مدني" يعني يا حبيبنا إتخارج..
المصيبة ضابط الإستخبارات دفعته..
قال له : " انا امشي وين" الناس ديل دخلوا بيتي و انا مطلوب عندهم بسبب الكتيبة..
خرج هائماً علي وجهه و ذهب الي بانت حيث له اقارب فلم يجدهم، فدخل و قضى ليلته..
في صباح اليوم الثاني ذهب، و بلغ الي سلاح المهندسين، ذكروا له ان ضابطاً برتبة الرائد مسؤول من تسجيل المعاشيين.
كان ترتيبه الرقم 6 في الكشف، و قالوا له سنتصل بك..
طلب مهم تسليحه ليقاتل معهم، قالوا له لم تكن هناك حوجة، و لم تتخذ القيادة ايّ قرار بشأن المعاشيين..
فذهب طريداً الي يومنا هذا لم يتصل به احداً، و لا يمكنه الذهاب الي بيته، و اهله..
كسرة..
لطالما الإنسحاب احد اوجه الحرب كما نحفظ المنهج "بضبانته" لماذا لم يخرج ضابطاً برتبة محترمة لتنوير الشعب و يعكس هيبة جيش عمره مائة عام، بدل بيانات الواتس الكحيانة، و وسائل التواصل الإجتماعي، التي لا تناسب جمعية زراعية.
اخيراً..
إنسحب الجيش من إقليم دارفور إلا الفاشر، معلوم ذلك بفضل الحركات المسلحة، و لم يخرج احداً بشكل محترم ليضع الشعب في الصورة، و حقيقة الامر..
لكي نبرر هذه الإنسحابات اخرجوا علي الشعب، إن لم تفعلوا سنعتبر ذلك إعترافاً رسمياً بالإنهيار..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة