مع أنتشار خطابات الكراهية والعنصرية التي ظلت تطلقها فلول النظام البائد بمحتواه الممتلئ بالتهديد والوعيد بالويل والثبور لكل من ثار ضدهم في ثورة ديسمبر المجيدة أو وقف في الحياد في حربهم الذي اشعلوه لوأد الثورة وما نتج عن ذلك من بروز الكراهية بجميع أنواعها ظهرت صور وفيديوهات لجرائم تعذيب وقتل على أساس عرقي وجهوي لمواطنين منحدرين من دارفور وكردفان في ولاية الجزيرة وبعض الولايات باعتبارهم طابور خامس وجواسيس للدعم السريع واختلف الناس في حينها ما بين مؤيد ومستهجن للأمر لتظهر فيما بعد عدم صحة كل تلك الاتهمات وثبت بأن جميع الذين تم تعذيبهم وانتهاك حقوقهم كانوا من الفارين من ويلات هذا الحرب ومن الذين كانوا يعملون في بعض المهن الهامشية لاعالة أسرهم .
هذه الممارسات القمئية ذكرتنا بما قامت به جهاز الأمن ايام الثورة وقبيل سقوط النظام عندما قامت بحملة أعتقال لطلاب أبرياء من أقليم دارفور جمعتهم من داخلية لسكن الطلاب ومن ثم عرضهم على شاشة التلفزيون القومي في مسرحية سمجة بأعتبارهم مخربين وجواسيس لأسرائيل الأمر الذي استنكره واستهجنه جميع الثوار ليأتي الرد فوريا بأن هتفوا في وجوه الجلادين جميعهم وبصوت واحد " ياعنصري يا مغرور، كل البلد دارفور " .
أطلاق مثل هذه التهم للناس الآن لن يجدي نفعا خصوصا بعد أن بلغت الأمور مبلغا لا يحتمل غير مواجهة الحقائق والتعامل معها ووضع حد لهذا العبث والوقوف بكل صرامة أمام دعاة الحرب الذين ينشرون خطابات الكراهية وينشرون سمومهم لتمزيق النسيج الاجتماعي لابناء الوطن الواحد .
الان وبعد دخول الحرب لشهرها التاسع يجب على الشعب السوداني لفظ جميع المخونين ودعاة الحرب ممن أوصولوا البلد إلى هذا الوضع بمزياداتهم بإطلاق حملات التخوين والعمالة ضد دعاة إيقاف الحرب من الذين ظلوا ينادون ويشرحون على الدوام ضرورة ايقافه بعد أن أتضح جليا للجميع عدم أمتلاكهم لرؤية يقود لإيقاف هذا الحرب ووضع حد لهذه المهزلة التي يروح ضحيتها المواطن السوداني يوما بعد يوم.
ولأن القضية قضية وطن ولا بديل لتضميد الجراحات وبنائه لذلك على جميع قيادات العمل السياسي ولجان المقاومة بالإضافة إلى الإتحادات والتحالفات النقابية بما فيهم شرفاء القوات النظامية عليهم الآن وقبل غدآ بالالتحاق بشكل فوري وبالمضي قدما في دعم تنسقية القوى المدنية الديمقراطية( تقدم ) والاصطفاف في مجموعة عمل واحدة بنفس روح وبرنامج ثورة ديسمبر المجيدة والعمل معا بروح الفريق الواحد لإيقاف هذا الحرب الضروس الذي قضى على الأخضر واليابس وما زال يحصد أرواح الكثيرين من أبناء الوطن الواحد.
علينا أن نقف معا ضد دعاة نشر خطاب الكراهية وأن نتحد معا من أجل إيقاف هذا الحرب وبناء المستقبل القادم في ظل وطن عظيم يتساوى فيه جميع أبنائه ما عدا دعاة الخراب والموت الذين أسهموا في إيجاد هذا الوضع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة