غافل من يعتقد أن الحرب الحالية بكُل إمتدادتها هي لأجل وغاية تحقيق أي مشروع وطني سُوداني ، أو لأجل ديمُقراطية أو تخلص من الدولة القديمة وقيام دولة مواطنة متساوية وجلب حقوق وعدالة وسُودان جديد ، وغافل من لا يدرك أن حتي الإسلاميين والكيزان جزء من هذا المُخطط ، و فئيات داخل المليشيا منهم وداخل الجيش أيضاً أي الإسلاميين ، و من يعتقد أن البرهان يختلف عن حميدتي فليتحسس عقله مرتين ، ويعيد النظر كرة وكرتين... وغير مُدرك من يعتقد أن كُل هذه الأموال والصرّف والدّعم الإماراتي والسلاح وشراء الذمم و صناعة العُملاء عبث ، أو أن هذه الحرب "عبثية" ؟ ، هذه الحرب وبإختصار هي لصناعة المشروع "الجنجويدي الإماراتي" في السُودان ، وهي بلا أدني ريبة لها إمتداداتها الدولية وتحالفاتها في المنطقة والعالم ، وعلي رأسها تمكين لإسرائيل ومشاريع التوسِعة والنفوذ في المنطقة ، والتحالفات فيها مفتوحة لكل من يُريد نهب السُودان مع إلتقاء المصالح والصراع الدولي فيها حاضر وبقوة... الدّعم السريع هي الذراع العسكرية لهذا المشروع ، والذي هو أيضاً دون أدني شك قد سحب معه بوعي أو دون وعيّ بعض القوي السياسِية والمدنية والفاعليّن فيها وما "تقدّم" بوضعيتها الحالية والحرية التغيير المركزي وبعض قادتها إلا أداة من أدوات هذا المشروع "الجنجويدي الإماراتي" في السُودان ، و معهم للأسف بعض الأصوات المخروشة والمُغيّبة داخل ما يُسمي بالهامش من الذين لم يفرقوا بيّن قضايا التغيير والسُودان الجديد ومابيّن مشاريع الخارج ومًستنقع صناعة العُملاء سواء بوعيّ أو دونه... حولت أموال "الإمارات" ومزاياها الكثيرين لخاضعين لهذا المشرّوع والذي بدأ مُبكراً وأًستغلت فيه حتي الثورة وبعض الفاعليّن فيها والنُشطاء ، تم شراء الكثيرين في سوق الشراء المفتوح لضمان العمل لهذا المشرّوع ، وذرع بعضهم في جسدها ، وآخرين تم جّر أرجلهم بمسوق الوقوف أمام الإسلاميين ، برغم أن الإسلاميين أنفسهم هم من بدوا العمالة وخط وإتجاه بيع البلد وتقسيمها والسيطرة علي مواردها وثرواتها و والغين في خدمة هذا المشرّوع الجنجويدي الإماراتي ومن مؤسسيه ، وآخرين تم إبتزازهم ومُمارسة ما يُعرف بالإبتزاز السياسِي عليهم ، فصاروا جزاءاً من المشرّوع الجنجويدي الإماراتي ، يُسافرون باموال لايعرفون مصادرها وإن عرفوا غضوا الطرف عن ذلك ، وتُقام الفعاليات والإجتماعات ويتم الصرف عليها ليس لجلب ديمُقراطية كما يتم الترويج لذلك وأنما لتمكيّن المشرّوع الجنجويدي الإماراتي ، هذا المشرّوع الذي له إمتدادات دولية ومصالح مُرتبطة بها ، وهذا للأسف يتضح حتي في موقف الإدارة الأمريكية الحالية وبعض المؤسسات الدولية التي أبقت علي مصالحها ورهنت قراراتها لأن مُعاناة أهل السُودان لا تهمهم ولا قتل أهله وتشريدهم وإحتلال بيوتهم وإغتصاب نسائهم وطردهم من أماكنهم بل والتطهير العِرقي فيه وجرائم الإبادة ، فشهدنا أسؤا صمت أو تغطية لهذه الجرائم الواضحة والمعلوم من يقف وراءها داخل السُودان وخارجه ، عقوبات خجولة و مُتباعدة ، وفشل حتي في تمرير إغاثات إنسانية دعك من وقف الحرب والسيطرة عليها والضغط الحقيقي لأجل ذلك..... إن المشرّوع الجنجويدي الإماراتي ليس ببعيد عن روسيا أيضاً الداعمة له وبقوة ، فهي أيضاً تُريد ضمان إستمرار ما ظلت تنهبه مع الإمارات من ذهب السُودان وخيراته ، والذي كان باكراً برعاية وحماية مليشياتها وقواتها في السُودان وفاغنر ، وليس بعيداً عن فرنسا وما ظلت تنهبه مافيا شركاتها في مُعظم غرب أفريقيا ، ولبعض دول الغرب الأوربي ذات المصالح مع الإمارات ومليشيا الدعم السرّيع التي تُحققها لها وتأمنها لها ، من لايري كُل هذا ولايزال يدعم في تمكيّن هذا المشرّوع الجنجويدي الإماراتي بعلم ووعيّ أو دونهما فهو دون أدني شك مُفارق للطريق الصواب والإتجاه السليم والصحيح ، و يرهن بلادنا وجميّع أجزائها ومُستقبل جميّع شعوبها فيه والدولة السُودانية بكاملها وتوحدها وقوتها للطامعيّن ومن وراء هذا المشرّوع الإستيطاني التقسيّمي النّهاب... كُل من يُساند هذا المشرّوع ويعمل له ولتمكينه دون وعيّ أو يُساق له فليّراجع سُودانيته لأن الذين يُساندوه ويعملوا لتمكينه بوعيّ قد فارقوها للأسف وتحولوا لعُملاء ، وهنا لن نتحدث عن أمانة أو شرف أو مبادئ وقطعاً أخلاق ، فهذه بضاعة غالية الثمن مضوا لأجلها وضحوا الشُهداء والشُرفاء حقاً ولايزال طريقها مُستمر طالما أن المشرّوع الجنجويدي الإماراتي الصهيوني قائماً في بلادنا ويُحاول له أن يمضي بقوة لإقامته...... أخيراً علي كُل الشرفاء والسُودانيّن والثوريين والشعوب المظلومة والمقهورة فيه مُقاومة هذا المشرّوع وبقوة لأن هذه الدولة السُودانية وشعوبها فيه ووجدت لتظل حيّة شامخةً وحُرة.... 19 ديسمبر 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة