=========== بعيدة شندي عن خيالكم وتفكيركم ومنالكم، أيها المتفلتون ،الهاربون من العدالة،المشردون، التائهون بين(النهر)و (البحر) و(الغابة ) و(الصحراء) وازقةالمدن...ولا تدرون أين ستسير بكم القافلة!! لم اقرأ في التاريخ القديم أو الحديث , أن جيشا نظاميا أو فوضويا، جهاديا أو متمردا،يأكل نفسه بنفسه ؛كما يفعل هذا الجانجويد..بما يرتكبونه من فظائع بهذه الشعب الكريم مما أكسبهم غضب وكره الناس لهم..فربما انخدع البعض في بداية هذا الصراع ثم القتال بين الدعم السريع والقوات المسلحة ، بأن الدعم السريع هو الذي يدافع ويحارب من أجل استرداد استحقاقات ثورة ديسمبر المجيدة ، التي نحتفل بذكراها الرابعة هذه الأيام،وأنهم طوق النجاة للعبور نحو الديمقراطية وعودة الحكم المدني..ولكن أصبح الآن الأمر جليا ،وأن الحياد لم يعد ممكنا..بل أن الصمت يصبح جريمة في حق الوطن والعالم كله يشاهد ما ترتكبه هذه الميليشيات من القتل والتدمير لكل مظاهر الحياة في السودان..والتفكير في توسيع عملياتها العسكرية. ونسمع هذه الأيام، نغمة نشاذ..وتهديد ووعيد صريح ومبطن.. بنية الزحف نحو الشمال وغزو مدينة شندي والمتمة، كما غزاها من قبل الهالك ( محمود ود أحمد) فقتل رجالها العزل وسبي نساءها الحرائر، وجرف أرضها وزرعها،في ذلك الزمان الأغبر من تأريخ السودان من حكم الدراويش...ولكنهم لا يدرون بأن الزمان قد أكمل دورته ولم تعد شندي هي شندي ولا المتمة هي المتمة فقد أصبحت قلاعا وحصونا تحرسها عين الله وكرامة أهلها عباد الليل وفرسان النهار ..محروسة بفتوة شبابها ورجالها وعلمها وقوة إيمانها الصادق،وليست بالأحجبة والتمائم ودجل الشياطين. شندي..بعيدة..وعصية المنال لمن يريدها غصبا ..وأن الفضاء المكشوف الذي يحيط بها، شمالا وجنوبا،هو برزخ الموت والحياة، ومقبرة (مكيفة الهواء)للغزاة والطغاة ،مهما تكاثرت جحافلهم وتنوعت أسلحتهم، وتنوعت سحنتهم، فقد قال الله فيهم (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي،ذلك بأنهم قوم لا يعقلون). شندي الجميلة..الهادئة الكريمة..لم تعادي أحدا..ولم تحسد أحدا.. وظلت مفتوحة الذراعين مع حرارة الاستقبال لكل القادمين لها ولسان حالها دائما يقول( ادخلوا شندي انشاء الله آمنين )..فلماذا تعادونها..وهي حاضنة القبائل وضالة التائهين ..كريمة وسخية وخيرها دافق لكل القائمين والعابرين؟ إنه الحسد والحقد الدفين ، المتراكم عبر السنين الذي تكنه وتتوهمه بعض الجماعات العرقية نحو شندي وأهلها وتأريخها المجيد..وضد رجالها ومثقفيها ، فقد كان منها رجال العلم والدين والحكم والرأي بحكم الموقع الجغرافي وفرص الحياة والتعليم وهي مجالات منحها الله لأهل الشمال وزكاها الحكم الاستعماري ولم يكن لأهل الشمال يد فيها غير اغتنامها وتسخيرها وتوظيفها لخدمة كل البلاد .. شندي...لن تكون بوابة عبور الجانجويد لغزو الشمال أو شرق السودان ، كما يحلمون..لن تفتح ذراعيها، هذه المرة، تهليلا وتكبيرا للغرباء..لمن يأتيها غازيا أو متعديا..فهي تعي وتدري كيف سيكون ردها وماذا تفعل عند الشدائد والمحن التي تجبر علي مواجهتها..وفي ذلك تمتحن المدن العريقة....ولكنها وكشيمة أهلها الكرام..أصحاب الحكمة والرأي والموعظة الحسنة..يرسلون تحذيراتهم لهؤلاء الغزاة ، بأن يفكروا ألف مرة ومرة..قبل التحرك نحو الشمال ودخول شندي ، حيث ( الرمال المتحركة )التي لا يرونها ،والمدينة الباسلة التي يجهلونها..أن شندي..بعيدة...بعيدة جدا وعصية الاقتحام ...بعيدة جدا عن تفكير وخيال الغزاة..ولو كانوا من عتاد المشردين الطغاة الغاصبين..إنها نار جهنم واياكم أن تقتربون. د.فراج الشيخ الفراري [email protected]
12-19-2023, 01:28 AM
Omer Abdalla Omer Omer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4095
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.فراج الشيخ الفزاري
Omer Abdalla Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست