ما أن نشرت مقالي " الابنوسية فدوي فريد وعايشة الفلاتية " تلقيت اتصالا من صديقتي أقبال عباس حرم الدبلوماسي المطبوع الفاتح حمد أعادني اتصالها لوليمة رمضانية قضيناه بدارهم العامرة بضواحي نيويورك ارجعتنا للازمنة الجميلة وكيف كان الصبايا والصبيان يتسابقون لفرد ساحات " الافطار " بالشوارع وتزيين اطرافها لتماثل مصلاية الصلاة وليمة جمعتنا بكوكبة من المهاجرين وطلبة العلم تصدرتها " العصيدة بالتقلية واخواتها " و هي عادة يحملها السودانيين أينما حلو في بقاع الارض كاستدعاء للترابط الوجداني السوداني الحميم .. قبل ان تذبحها الحرب العبوس من الوريد للوريد نسال الله أن يخمد نيرانها .. ورجوعا لاغنية " عائشة الفلاتية " يجو عايدين " و التي الهبت مشاعر النخوة وبثت الحماس بمفاصل الجيوش السودانية المغادرة " لكرن بارتريا " من محطة السكة حديد الخرطوم مشاركين في الحرب العالمية الاولى قالت اقبال ان قصيدة " يجو عايدين " كتبت كلماتها المفعمة بالحنية والوطنية عمتها زينب بشير نصر وهي تودع اشقاؤها الضابط حمزه بشير نصر وحسن بشير نصر وحوالي سبعة من اعمامها اللذين كانوا ضمن تلك الفرقة من الابطال التي مثلت الجيش السوداني ونالت الريادة وسط الامم بشجاعتها وثباتها .. ومعروف ان اللواء حسن بشير نصر شغل منصب نائب الرئيس ابراهيم عبود ووصف بأنه أقوى وزير دفاع ووالده ( بشير نصر عمدة شايقية حلفاية الملوك ونائب السلطان علي دينار) ومؤسس قوة دفاع السودان أساس الجيش السودانى وركيزته الاولى ويرجع له الفضل في إنشاء سلاح الجو ومصنع الذخيره بالشجره عام ١٩٦٢م و قائد قوة دفاع السودان بالحرب العالمية الثانية، وقائد الكتيبة التي حررت كرن من قبضة الإيطاليين وتمت ترقية إستثنائيا لشجاعته وبطولته واقدامة. تنقل بخدمته العسكرية بين القيادة الجنوبية والهجانة وحامية الخرطوم ورئاسة القوات المسلحة… أشتهر بالصرامة والانضباط و فى عهده صنف الجيش السوداني ضمن العشرين دولة القوية عالمياً وكانت الإذاعة الاسرائيلية نعته " توفى اليوم أخطر قائد عسكري بافريقيا " . وعائلة بشير نصر انموذج للتصاهر بين القبائل وزاوجت بين الارث الديني والعطاء الانساني وامتهان الفنون والفروسية وعلوا كعب نساءهن في وقت كان البعض يتحفظ عن تعليم البنات فما بال نسج القصيد كالذي ادفقته زينب بشير نصر وتغنت به عايشة الفلاتية فاطربته وما زالت حاضرة في ذاكرة السودانيين ومن باب الطرفة يحكي ان الفلاتية بلقاء بالاذاعة المصرية طلب منها المذيع قرأت فقرة فردت " أنا والكاشف اخوي ما بنعرف نقرأ. " وحينما رجعت للخرطوم رد عليها الفنان ابراهيم الكاشف " انت سالوك عن نفسك أم عن الكاشف " وبات لفظ " أنا والكاشف أخوي " كالامثال يمشي بين الناس الي يومنا هذا … والنصر للجيش طالما ذاكرة التاريخ تحفظ بطولاته . عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة