المكان: ورشة اكرم حشمت المناهري لخدمات وصيانة السيارات ب ام درمان. الزمان: صباحاً بدري ما بين السادسة والسادسة ونصف صباحاً مواعيد فتحي المعتاد للورشة. الحالة: كما هي العادة واقفة على حيلي امام الكاونتر مشرفة من علٍ على العمال ومحيط الورشة بانتظار توافد الزبائن، حاملة بيدي المق الانيق والذي ما بين رشفة شاهي منه ورشفة كانت اذناي تصغيان بشغف لصوت المغنية الغالية الراحلة تينا تيرنر آهه وأنا في ذا الحال شاهدت بوكسي ( اب زيد ) المحمل ببراميل الزيت الراجع الاسود يتوقف امام الورشة، ( اب زيد ) الذي يأخذ منا الزيت الاسود الراجع، الذي ان سار تحت زخات خفيفة من المطر ازالت طبقة الزيت الراجع الخفيفة التي تكسو هيئته لبان لكم رجل لطول الشاعر العربي عمر بن ابي ربيعة اقرب، لونه يتأرجح ما بين اللون الاسمر والاصفر، رجل حاد الملامح، ذا شعر ناعم. اهه انا اول ما شفت ( اب زيد ) نحوي مقبلا طوالي قمت بايقاف اغنية تينا ترنر وكما الصنم بت واقفة؛ والذي ما أن وصلني ما نضم معاي ولا فد نضمة بل توجه مباشرة صوب برميل الزيت الراجع الكائن في زاوية الكاونتر من الخارج ودنقر فوق فتحته وقال كدي تفّ جواهو مرسلا بصره في ظلمة البرميل تلك. آه معليش يا جماعة انا نسيت ان احيطكم علما انه قياس برميل الزيت الراجع في السوق هكذا يتم، اهه ومن بعد اكماله لقياس الزيت رفع نظره الي قائلا: -البرميل ده لسع ما اتملا!! لمن يتملي بجي اشيله. مضيفا بصوت بشوش رندا كيف حالك؟ انا طوالي قلت ليهو وانا امد له يدي بكباية شاهي صاموطي جايباهو من بيتنا وعاملاهو بايدي - اب زيد يا زول الليلة لا في مسادير لا حكم لا شعر!! اصلو يا جماعة ( اب زيد ) في ونسته معاي دايما ما ينفحني ويكرمني ب مسدار من تأليفه ولا حكمة ولا بيت بيتين شعر، ليرد علي بأن: - اسمعي دي يا رندا - تراني سامعاك يا اب زيد اهه قول. - الخوازيق ٩٩ وتلت و .. لاقاطعه بصوت محتج - حليلنا هو! طبعا اكيد الخوازيق دي بتكون قاصدين بيها المراة!! وقول ال٩٩ ديل عرفناهن اهه التلت ده كمان يطلع شنو؟!! ليسكتني ( اب زيد ) باشارة من يده قائلاً بصوت حاسم: - اسمعي يا رندا الخوازيق ٩٩ وتلت .. ٣٣ وتلت تاخد لك مرة عندها ولد. و ٣٣ وتلت تسوي لك دكان وتقنب تفك. يعني تدين و ٣٣ وتلت تبني في غير ملك. وو.. ويا جماعة انا اشتقتا لايامي بورشة اكرم حشمت المناهري اشتقتا لشخوصها، حكاياتها نوادرها، مغامراتها، مشاكلها، متاعبها، رهقها، صداماتها، نصبها، عراقيلها، مطباتها، تحدياتها اللي لمن احكي ليكم عنها ح تعرفوا انه لي حق في اشتياقي لها، لتلك الدنيا الساحرة الغريبة الفريدة العجيبة الفاتنة المثيرة التي ساقني اليها القدر!
* اوه بالمناسبة الصورة المرفقة هي صورة البرميل الذي يقاس ما به من زيت راجع بالتفّ جواهو.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة