اولا.. اخاطب البرهان بهذه المبادرة لأنه يمثل سلطة الامر الواقع سياسياً، و عسكرياً، شئنا ام ابينا، و ذلك حسب القانون الدولي يمثل سيادة الدولة لطالما مُعترف بها حتى تاريخه كدولة منضوية تحت ميثاق الامم المتحدة..و ذلك بعيداً عن العواطف، و الطموحات، و الاشواق.
ثانياً..ما تعيشه البلاد من حرب لقد إقترب الجميع من هاوية الحروب العرقية, و الاثنية التي لا تبقي، ولا تذر، حسب الخطاب، و حالة الإصطفاف علي الارض بدأت في هذا المنعطف الخطير بخطى متسارعة للغاية..
ثالثاً.. الكل تابع تحالف الحركات المسلحة للقتال في صفوف الجيش، و هذا لا يعفي انها لا تزال مليشيات قوامها قبلي، و جهوي لا تخطئه العين..
رابعاً.. يمثل هذا التحالف طيفاً واسعاً في حدود معقولة يمكن البناء عليه لصالح الدولة الوطنية بشكل يخدم الامن القومي، و وحدة البلاد.
خامساً.. معلوم ان كل الحركات المتحالفة مع الجيش منضوية تحت إتفاق جوبا للسلام عدا حركة عبد الواحد محمد نور، ما يعني من الناحية المالية تُعتبر كل مستحقاتها ضمن ميزانية الدولة منذ التوقيع علي سلام جوبا..
سادساً..يجب الإعلان فوراً عن ان كل هذه القوات ضمن مرتب القوات المسلحة بكل ضباطها، و افرادها، و معداتها، و البدء في توفيق الاوضاع الإدارية، بإعتبار ذلك نواة حقيقية للجيش الوطني القادم الذي يجب ان تُرتب صفوفه بعد هذه الحرب بشكل علمي، و عملي يواكب التنوع الذي تمثله الشعوب السودانية..و إعادة الإنتشار، و الإنفتاح بشكل ممنهج يخدم الامن القومي.
فالإعلان يُعتبر قفزة شجاعة علي تعقيدات شيطان الترتيبات الامنية، و المماحكات و التمترس وراء المكاسب الضيقة، و الانانية التي اوصلتنا الي هذه المحطة البائسة.
سابعاً.. مخاطبة كل المقاتلين ضمن قوات الدعم السريع بضرورة تغليب صوت العقل، و الاصطفاف مع الجميع في الصف الوطني، و فتح صفحة جديدة..
عليه فالقتال تحت راية الجيش بالضرورة ستنعكس إيجابياً علي الجبهة الداخلية، و تبديد المخاوف من مستقل الحركات، و المليشيات.
سابعاً.. دعوة كل المحاربين القدامى، من ضباط، و ضباط صف، و جنود القادرين، للإنخراط في هذا الجيش في هذه المرحلة، و التبليغ الفوري للوحدات، و المناطق العسكرية، لخلق التوازن المهني المطلوب حتي تضع هذه الحرب اللعينة اوزارها.
اخيراً..
في حال فشلت قيادة الجيش ان تستوعب هذا التحالف لصالح الدولة السودانية فستكون آثاره الكارثية في المستقبل القريب، و سنغرق في ذات الوحل، و السير في ذات الطريق الذي اوصلنا الي حافة الهاوية.
اعتقد لا يزال في الوقت متسع للتفكير بجدية، و نمتلك من الخبرات، و الادوات التي يمكن ان تسهم بشكل عاجل في معالجة الامر، و وضعه في نصابه الصحيح.
عليه لا يمكن لأي حل سياسي ان يتنزل علي الارض مهما تعاظمت القوى التي تقف خلفه بلا كتلة امن صلبة علي الارض، و قد حان ان نأخذ بالمبادئة لخلق كتلة صلبة يمكن ان تساعد في الإنطلاق نحو الحلول الشاملة لقضايا الدولة السودانية.
ختاماً.. ادعوا كل القادة، و الضباط خارج الخدمة بالمساهمة الفاعلة و بلورة موقفاً موحداً للتفاكر حول وضع القوات المسلحة، و كيفية التشاور مع القيادة الحالية في طريقة آمنة لهيكلة القيادة بشكل لا يؤثر علي الوضع في هذه المرحلة في المدى القصير، و المتوسط.
القرارات التاريخية التي تغيّر وجه الامم تُتخذ في الاوقات العصيبة، و المنعطفات الخطيرة.
هذا دلوى، فإن اصبت فمن الله، و إن اخطأت فهوى النفس، و الشيطان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة