من لم يستيقظوا الآن فمتى يصحوا؟ ما نعيشه من حرب جعل المرء يكفر بكل الثرثرات القديمة الحرب صدمتنا فيما قرأناه وما سمعناه. الحرب كانت قصمت ظهر الثرثرات الكذوب وهزت أركان البيت وجعلت المرء يتساءل ما الذي يجري من حوله؟ ومن يحرك الأشياء؟ وإلى أين نحن سائرون في هذا المنحدر؟ ألا يكفينا ما بلغناه من إنحدار؟ أشياء كثيرة أصبحت بلا قيمة في حياتنا! بسبب الإنحطاط الذي ظللنا نعيش في جلبابه لعقود وما زال مصراً على البقاء في حياتنا! بعد تجربة مُرة في عهد الإنحطاط الذي سمي زوراً وبهتانا بالإنقاذ!!! الآن كل الذي يتطلع إليه السودانيون والسودانيات هو سماع خبر إنتهاء الحرب اللعينة. الناس نست إغتناء الأشياء الثمينة وشراء الملابس الجميلة، وسماع الموسيقى الناس نست حتى الأكل والشراب بل أصبح كل همها متابعة شاشات الفضائيات ومحركات النت علها تقرأ أو تسمع خبراً سعيداً يعيد إليها الأمل.
إلى هذا الحد السلطة عامية للبصر والبصيرة؟ إلى هذا الحد السلطة مغرية للبعض؟ لماذا الإصرار على الخراب والدمار؟ من المحرك لهذه الكارثة؟ من الممسك بخيوط المؤامرة؟ من المستفيد؟ متى نستفيق؟ أليس أفضل لنا أن نعيش في غبار الحقول والمراعي وضجيج المصانع بدلا من العيش تحت القصف الهمجي البربري وصوت المدافع وغبار الحرب؟ أليس أجدى ألف مرة تقاسم النبقة بدلاً من تدمير غابات من المانجو والتمر والبرتقال؟ أعرف أن ما أكتبه من تساؤلات لن يغير من مجرى الأحداث، لكن في حده الأدنى يوفر لي متنفساً وهامشا للخروج من الدائرة المظلمة التي دفعنا إليها الظلاميون!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة