صدر لي اليوم الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣م كتاب / النزعة الإنسانية في الأدب المهجري "شعراء الرابطة القلمية أنموذجا" في طبعته الأولى ٢٠٢٣م دار آريثيريا للنشر والتوزيع
إذا استطاعت صفحات الكتاب أن تنحت لبنة صغيرة متواضعة في أدبنا العربي كان ذلك خير كسب لي، وكنت به موفقا وسعيدا .
فشكري وتقديري لمركز بحوث ودراسات دول حوض البحر الأحمر بالشراكة مع دار آريثيريا للنشر والتوزيع .
إن الأدب الإنساني هو الأدب الجدير باسم الفن والأدب، وإنّه الأدب الروحي الذي يسمو على الفوارق والحدود ويستغرق الحياة والوجود ويدعو إلى الحب المطلق للكون كله ولكل مَنْ مِنه وما فيه. وقد اضطلع أدباء المهجر، وفي مقدمتهم شعراء الرابطة القلمية، بهذه الرسالة الإنسانية، وجندوا لها أرواحهم وأقلامهم، فلقد نفذوا بتعاليم الشرق الروحية إلى مادية الغرب، فأثروا تأثيرهم البالغ في البيئات الأجنبية وغيرها. فيرى الشاعر المهجري فوزي المعلوف، أنّ الإنسانية ما هي إلا "شعور الإنسان مع الإنسان بكل ما في هذا التعبير مِن شمول... شعور الإنسان مع الحيوان والنبات، وأحياناً شعوره بدافع الألفة مع الجماد، وهذا العطف الذي يدفع الجنس إلى الحدب إلى جنسه يتعذر خلقه غالباً إلا في الإنسان". ويقول جورج صيدح عن الإنسانية: "لقد عرفتها عن طريق ضميري ووجداني واكتفيت بذلك. إنّها في البدء شعور غريزي بقرابة تربطني ببني الإنسان، ويتضامن مع جميع خلق الله، وهي بعد ذلك عمل إيجابي وسعي صادق لخدمة البشرية، في حدود مواهبي وإمكاناتي"؛ فصيدح يرى أنّ الإنسانية رابطة تضامن غريزية تضم جميع الخلق موصولين بصلة القرابة التي تدعو تبعاً للإحساس بها إلى العمل الإيجابي، مِن أجل الجميع في حدود الإمكانيات المتاحة للفرد الإنساني. ويقول جبران: "الأرض كلها وطني، والعائلة البشرية عائلتي"، ويقول أيضاً: "أحب مسقط رأسي ببعض محبتي لبلادي، وأحب بلادي بقسم مِن محبتي لأرض وطني، وأحب الأرض بكليتي لأنّها مرتع الإنسانية وروح الألوهية على الأرض". أمّا ميخائيل نعيمة فيقول: "أمّا أنَا – فقسم الإنسانية الساكت – فما أدري، ولا يهمني أنْ أدري أين ولدت؟ أو ممن ولدت؟ لذلك لا وطن لي، ولو كان لي وطن لتبرأت منه فأنا ابن العالم الأوسع". ويقول الشاعر والناقد المهجري نظير زيتون: "الإنسانية عندي هي الشعور الكلي العميق المطلق بأنّ الإنسان واحد على اختلاف الألوان والسلالات والأوطان، وبأنّه أكرم المخلوقات وأشرفها وأسماها، وبأنّ أعماله وأقواله وأهدافه يجب أنْ تنبع مِن كرامته وشرفه، وعظمته وسموه، وهي الصفات التي تتمثل في العطاء يداً وقلباً وفكراً، والإصلاح بناءً وتنويراً وتحريراً، والإبداع روحاً وخلقاً وعملاً، والبطولة مروءةً وإحساناً وتسامياً، وهذا يعني أنّ الإنسانية بجوهرها وهدفها هي، إسعاد ذاتية النفس، وتلبية ندائها بإسعاد الآخرين"؛ وبهذا الوضع يكون قد قرر نظير زيتون أنّ النزعة الإنسانية تكمن في إسعاد الآخرين المسعد للنفس، كما أنّ إشاراته إلى المساواة بين البشر، ووجوب العطاء لهم والإصلاح، لا تخرج عن المعاني التي جاءت بها جميع الرسالات السماوية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صلاح التوم إبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست