أثبت التجارب انه لم يسبق في أفريقيا ان تطورت وانتقلت بسلاسة حركة تحرر ثورى إلى حكومة عملية! هذه المعضلة عانت وما زالت تعاني منها الحركة الشعبية لتحرير السودان، في توحيد الشعوب وترجمة أحلامها إلى واقع ملموس.. لكن بدلا من ذلك، قامت الحركة بتاسيس دولة فاشلة اذدهرت فيها العنصرية العرقية والاضطهاد والتهميش التى تسببت في حروب ونعرات قبليه طاحنة مستمرة حتى يومنا هذا، مما ادت إلى تعطيل حركة التطور والتنمية العمرانية والبشرية في البلاد، لكن سرعان ما اكتشف مواطنو السودان الجنوبي حقيقة ان حكامهم لا يختلفون عن نظيراتهم في السودان القديم في الوحشية والفساد والعنصرية العرقية والاضطهاد والتهميش لبعض المجتمعات. عندما تكون قبيلة معينة هى الأمر والناهي والمسيطر في إدارة شؤون البلاد والمسيطر على زمام السلطة والثروة من دون غيرها تقود إلى خلق التشرزم وعدم التعايش السلمي بين مكونات المجتمع في البلاد. لقد بلغ طغيان الحركة الشعبية لتحرير السودان مبلغا بحيث هنالك بعض المرافق الحكومية ووزارات سيادية محصورة بشكل مطلق لقبيلة بعينها دون القبائل الأخرى. وصدق القول: " ان الحياة لا تعطينا كل ما نحب، ولكن من نحبهم يعطونا كل الحياة. وعلى هذا المنوال، على ما تسمى بالحركة الشعبية لتحرير السودان، حزبا وحكومة ان ترحل غير ماسوفا عليها وتسليم السلطة للمدنيين دون اى عراك واسترداد الأمانة إلى اصحابها بغية تأسيس دولة المؤسسات وحكم القانون لتحقيق العدالة والمساواة لجميع أفراد المجتمع دون تمييز او استثناء. ذلك أن الوطنية الحقيقية النابعة من وطنيتنا ليست شي اخر سوى التضحية ونكران الذات في سبيل الشعب والوطن. إنها التضحية بالغايات الشخصية والمطامع الذاتية لخير الآخرين. فالشخص الذى يجمع ثروته على حساب الفقراء والايتام والارامل قد يدفع ثمن ابتسامته من دموع غيره،فهو الذى يحاول ان يرتقي على انقاض الآخرين، أولئك انانيون بعيدون كل البعد عن الوطنية، حيث يجب علي الوطني ان يكون اذنا للاصم، لسانا للابكم وعينا للكفيف، يأخذ بأيديهم ويدافع عن مصالحهم ويشد من ازرهم. ذاك الذى نحلم ان يكون لنا حاكما. *الكاتب صحفي واذاعي سابق باذاعة جوبا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة