عنوان هذا المقال من أشنع المقولات التي يرددها كثير من أعداء اللغة العربية في شتى مواقع التواصل الاجتماعي ، وفي عدد من مؤلفات المحدثين ، بل ذهبوا لأبعد من ذلك عندما زعموا أن وظيفة اللغة العربية وغايتها هي مجرد أداة لنقل المعلومة بغض النظر عن صحة المفردات والتراكيب والأساليب المختلفة .
فاللغة العربية عنصر مهم في الحياة ، فهي فوق كونها أداة للتواصل فقد ميزها المولى عز وجل بأن جعلها لغة كتابه الكريم _ القرآن الكريم _ وخصها بأن تكون لغة عبادته ، ومن هنا كان لا بد من ضرورة الحفاظ على سلامتها .
فالملاحظ لحال اللغة العربية اليوم يجد الأخطار التي تحدق بها، ولعل من أخطرها كثرة شيوع الأخطاء اللغوية التي ذاعت وتفشت بين الكتاب والأدباء والطلاب ، حتى أضحت ظاهرة جديرة بالاهتمام والدراسة .
فظاهرة الأخطاء اللّغوية الشائعة لم تكن ظاهرة حديثة بدليل وجود بعض المؤلفات القديمة التي أفردت جزءا كبيرا منها لحصر تلك الأخطاء مثل كتاب "أدب الكاتب" لابن قتيبة وغيرها من المؤلفات القديمة .
أما في هذا العصر استشرى أمر الأخطاء اللغوية بصورة مزعجة ولافتة للنظر ، لذا انتبه كثير من علماء اللغة العربية وأساتذتها لبذل جهود مقدرة لرصدها وتبويبها، ولفت الانتباه إليها وتصويبها وفقا للعربية الفصيحة .
ومن أبرز أسباب ظهور الأخطاء اللغوية وشيوعها يمكن أن نذكر : - نظرة العرب الدونية للغة العربية. - ضعف إعداد مناهج اللغة العربية وضعف بعض معلميها في المراحل التعليمية المختلفة. - أجهزة الإعلام بمختلف أنواعها مرئية ومسموعة ومقروءة ، لا تولي اللغة العربية الأهمية المطلوبة .
- البعد عن كتب التراث العربي، والمعاجم اللغوية التي تهتم بضبط مفرداتها، وتوضيح معانيها . - تأثير العامية على الفصحي . - عدم تمكن المترجمين من اللغة العربية بالصورة المطلوبة، وضعف ذخيرتهم اللغوية .
فالأخطاء اللغوية الشائعة متعددة ومتنوعة، بحيث يصعب حصرها في مثل هذه المساحة ، ولكن أبرزها نلحظه في الآتي : - أخطاء الضبط بالشكل والتي يقل ظهورها في الكتابة، مثل: (حرص- يحرص) تنطق بكسر الراء في الماضي وفتحها في المضارع والصواب فتح الراء في الماضي وكسرها في المضارع .
- أخطاء في دلالات الألفاظ ، وتكون باستعمال الكلمة في غير معناها الصحيح مما يؤدي إلى ذهاب المفردة الى معنى آخر، مثل : ( أدانت الجامعة العربية العدوان الإسرائيلي ) فكلمة أدانت لم يستعملها العرب إلا في معنى "الدين" ومثلها: (أبدى الشاعر مشاعره) والصواب شعوره لأن المشاعر جمع "مشعر" .
- أخطاء نحوية وصرفية ، وهذه تكون بمخالفة قواعد النحو العربي والصرف، مثل: ( ملفت للنظر ) والصواب "لافت " .
- أخطاء إملائية ، وهي أخطاء كثيرة مرتبطة جميعها بعدم معرفة قواعد الإملاء العربي ، ومنها همزة الوصل والقطع، وكتابة الهمزات في وسط الكلمة وفي آخرها .
إن ظاهرة الأخطاء اللغوية الشائعة ظاهرة عامة يجب أن تحظى بعناية كل الدول العربية والإسلامية ، لأنها لا يمكن أن يتم علاجها في إطار فردي أو إقليمي ، فلابد من اهتمام واسع بها تقوده جامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي ، كما يتحتم على تلك الدول مراجعة مناهج تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم المختلفة والإعداد الجيد لمعلمي اللغة العربية ، وإلزام أجهزة الإعلام بتأهيل المذيعين والصحفيين والكتاب .
ولكن رغم كثرة تلك الأسباب وقلة الاهتمام بها ستظل اللغة العربية خالدة محفوظة سليمة إلى يوم الدين بحفظ كتاب الله تعالى . يقول الله تعالى: :"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" وقوله تعالى : " لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ" صدق الله العظيم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة