بقلم : المهندس / أحمد نورين دينق إحتلت أرمينيا إقليم ناغورني قره باخ من جارتها أذربيجان لمدة تجاوزت العقود الثلاثة بقليل ، و مارست فيه الاستعمار الإستيطاني ، حدث ذلك تحت أنظار المجتمع الدولي ، و لم يحرك القانون الدولي ساكنا ، إكتفت الأسرة الدولية باعترافها بتبعية الإقليم للآذريين .. بعد إقتناعهم بهشاشة المنظومة الدولية كمظلة حل لمشاكل الدول ، لجأت دولة أذربيجان لأمرين : الاعتماد على السياسة الخارجية الفاعلة مع دول الجوار و الاصدقاء ، و قد نجحت في الحصول على الدعم في قضيتها العادلة من عدة دول ، و الأمر الثاني الاعتماد على الذات ، و تسخير القدرات المتاحة من أجل بناء جيش وطني قوي يستطيع حسم القضية العادلة عسكريا في حال فشل الحل السياسي و الدبلوماسي ، و لما كانت قضية ناغورني قره باخ قضية محورية في الحقل السياسي الآذري ، فقد كان النجاح حليف الرئيس الآذري إلهام علييف في محاولته الثانية في سبتمبر من العام الجاري. فالقصة الآذرية ، تكشف فيما تكشف هشاشة المنظومة الدولية ، فالقوانين الدولية قد ساهم في إضعافها تضارب مصالح الدول الكبرى المؤسسة لعصبة الأمم ، هذا التضارب ساهم في زيادة رقعة الجرائم ضد حقوق الإنسان في كل أرجاء الدنيا ، و لمعالجة الأمر بصورة جدية فلا بد من وقفة إنسانية جديدة من أجل تجديد القوانين الدولية و خلق آليات تنفيذ حقيقية بديلا للآليات الصورية الموجودة في الوقت الحالي و التي لا تصلح إلا لذر الرماد على العيون ، و إيهام البشر بأن هنالك آليات دولية موجودة ، مع كونها بلا فاعلية . . هذه الوقفة يمكن أن تبدأ بها برلمانات الدول و الاجسام المدنية . في يوم ١٩/١١/٢٠٢٣ ، هاجم منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولة السودان و دولة جنوب السودان قوات تابعة لقوة دفاع جنوب السودان بمعاونة مليشيا تتبع لقبيلة توج ، هاجموا المنطقة تحت سمع و بصر القوة الأممية الموجودة لحفظ السلام في المنطقة ، و التي لم تستطع القيام بمهام حماية مواطنين المنطقة بحجة نقص عتادها العسكري ، و نقص أفرادها العسكريين ؟؟؟ فلماذا تنفق الأمم المتحدة على بعثات حفظ السلام وهي تفشل في القيام بأهم واجباتها ؟ هل يوجد واجب لهذه البعثات أهم و أجل من حفظ الأرواح ؟ سؤال موجه للأسرة الدولية .. يجب على القوانين الدولية أن تسمح بالإستفادة من القدرات البشرية المتاحة في مناطق حفظ السلام في حالة محدودية عدد القوات الدولية المتاحة .. كما أن الحادثة قد ساهم فيها قوات دفاع دولة جنوب السودان مما يجعل مواطن منطقة أبيي يحتار في أهلية دولة جنوب السودان كملاذ آمن بعد دولة السودان ؟ يجب على شعب دينكا نقوك تفعيل علاقات خارجية مستقلة عن الدولتين في الوقت الحالي طالما أن الضرر صار يأتيه من الجهتين ، و الحمد لله توجد دول في المنظومة الدولية ، تقف مع القضايا العادلة ، و قضية دينكا نقوك من ضمن القضايا العادلة التي يمكن أن تجد مساندة كما وجدت قضية ناغورني قره باخ . [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة