أعلنت الحركات الدارفورية المسلحة عبر مؤتمر صحفي أنها تخلت عن موقف الحياد وستقاتل بجانب الجيش ضد قوات الدعم السريع . قبل الدخول في الموضوع لابد أن نشير إلى أن هذه الحركات أعلنت موقفها الحيادي من بداية الحرب ، والتزمت به وهي ترى جرائم الدعم السريع من قتل واغتصاب ونهب ، فانسحبوا من الخرطوم وتركوا الناس الأبرياء يفرمون بآلة المتمرد ، حتى دق التمرد على بابهم ، وهددهم في عقر دارهم ، فأعلنوا الآن أنهم سيقاتلونه . ألم تعلموا أن هذا التمرد لا يعنيه حيادكم وانه لا يقبل حتى بأن تكونوا بجانبه ناهيك أن تكونوا في الحياد ؟ وبذل لكم الناصحون ما وسعهم من ارشاد ، لكن الميتة لا تسمع الصائحة . ولم يكن حيادكم حيادا ، لكنه رِجل في المركب ورِجل في الطوف ، فإن انتصر الدعامة ركبوا معهم وإن انتصر الجيش كانوا معه واحتفظوا بمناصبهم فهم لم ولن يكن هدفهم مواطن دارفور بل هذه المناصب ، وصاحب المصلحة ليس له مبدأ . على مواطن دارفور وكل مواطن شريف الوعى ، فليس هناك اهم من معرفة من هؤلاء الذين ظلوا لفترات طويلة يستغلون معاناة اهل دارفور الذين ظل كثير منهم يعيشون في العراء ، ولم يسلم هذا المواطن طيلة هذه الفترة من القتل بلا رحمة مرة لاسباب قبلية ومرة كتطهير عرقي يستهدف اعراقا معينة . كل الأسباب التي ساقتها الحركات الدارفورية المسلحة لم تكن مقنعة ، فلم يستطيعوا بحيادهم أن يوقفوا الحرب ولا أن يحموا أهلهم من القتل والسلب والتهجير . ولم تحركهم انتهاكات التمرد في الخرطوم من قتل وتهجير وسرقات طالت كل بيوت الناس وممتلكاتهم ، ولم يحركهم ما حدث في الجنينة من إبادة لأهلها وراى العالم كله دفن الأبريا أحياء في أردمتا ، ولم يسمعوا الإدانات الدولية لهذه الأفعال الشنيعة . حتى بعد العقوبات الأمريكية لرأس الفتنة عبد الرحيم دقلو بعد هلاك الرأس الأكبر حميدتي الغائب من شهور إلا في من أستغلوه ميتا كما استغلوه حيا . وقد كان من الغريب أن يكون مناوي وجبريل في مناصبهم ويقولوا أنهم محايدون منتهى التناقض ويتمسك الطاهر حجربعضوية المجلس السيادي بعد مواقفه الداعمة للتمرد . وإذا كان مناوي وجبريل قد فهما الموقف متأخرا ، فأن تأتي متأخرا خير من لا تأتي ، مثل هذا ( الحجر ) الذي لا أعرف كيف يتخذ مواقفه ، ويتأرجح رجلا هنا وأخرى هناك . وأخطر ما أحس به بل علموه علم اليقين أن هذا التمرد ليس له حدودا ولا يلتزم بأي قانون بل يتمدد كالسرطان وأنه لن يقف إلا إذا ابتلع دارفورأو السودان كله بأهله وأقام على أرضه مملكة آل دقلو ، واستعبد الناس الذين لا يراهم متساون معه ، فالماهرية وبقية الرزيقات هم الملوك والأمراء ووزراؤهم من المسيرية وبعض صغار القبائل من ضعاف العقول والنفوس تحت امرتهم ينفذون لهم أوامرهم وإلا لن يكون مصيرهم أفضل من مصير البرامكة مع العباسيين . لا أحد يستنكف أن يرجع من أراد إلى الحق متى تبين له الطريق الصحيح ، ولكن كل الخطأ أن تظل في غيك وضلالك ولا تنفتح بصيرتك على الحق . وليس هناك من ظلم حاق بأهل السودان أكبرمن الذي نراه الآن من ظلم المتمردين الذين ظننا كما ظن شباب الثورة في قادتهم انهم فعلا أنصار للمظلمومين وأن انحيازهم للثورة كان عن إيمان واقتناع بها ، ولم يشك أحد في أنهم سيغدرون يوما بهذا الشعب ليذيقوه مرارة الظلم والقهر والاستبداد . فالقحاتة لم نر منهم حتى في مؤتمرهم الأخير إلا مواقف ضعيفة تجاه الجرائم التي ارتكبت البشاعة نفسها في حق اهل اردمتا وهم في مؤتمرهم ينعمون بالتكييف والطعام الفاخر . فهذه ليست حربا عادية ولا يمكن التعامل معها بمواقف رمادية ، وفي كل يوم يزداد جرم المتمرد وفظاعاته ، وكل من لا يقف ويقول ( لا )لهذه الجرائم هو شريكه فيها ، فقبل كل شيء إن شئت أن تحارب فلتحارب بشرف لتنال السلام بشرف ، لكن أن تمد يدك لمن يده ملطخة بدم الأبرياء فلن تنال السلام الذي ترجوه ، ولن تتنصر في معركة العدالة وأنت تسند ظهرك لظالم . ولازلنا نقول إن غدا لناظره قريب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة