غياب الرؤية و أثره على الخطاب السياسي كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-18-2023, 05:15 PM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1121

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غياب الرؤية و أثره على الخطاب السياسي كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

    04:15 PM November, 18 2023

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    أن إشكالية الخطاب السياسي للقوى السياسية السودانية مرده حالة التوهان التي يسببها غياب المشروع السياسي، فهي كأحزاب منفردة أو تحالفات لمجموعات مختلفة من حيث مرجعياتها الفكرية، عجزت أن تطرح مشروعا سياسيا مفصلا يقدم للجمهور، أو أن تطرحه للحوار بينها و القوى السياسية الأخرى. و غياب المشروع نفسه؛ يعود لآن النخب السياسية عاجزة أن تفصح عن أهدافها الرئيسية التي تسعى إليها، و يرجع ذلك لغياب الرؤية. و التي جعلتهم جميعا يميلون لإصدار البيانات التي تعلق على الأحداث دون محاولة لتفنيدها و معرفة مسبباتها. و ليس غريبا أن البيانات تتناقض في حمولاتها من فترة إلي أخرى. حتى أن البيانات لا تحمل أي فكرة يمكن التركيز عليها لكي يجتمع عليها الناس. فكل حدث يخرج له بيان يشرح الحدث و لا يوضح سبب وقوعه و كيف تكون معالجت أثاره.
    في لقاء كانت قد أجرته جريدة الخرطوم في 18 ديسمبر 1994م مع استاذ الفكر السياسي المرحوم محمد بشير حامد حول "حالة التوهان بين الحكم المدني و العسكري" يقول مركزا حديثه على القيادات السياسية، (هي التي يمكن أن تلعب دورا مهما انطلاقا من أحزابها، في أن تصبح مؤسسات ديمقراطية، حتى لا يتناقض خطابها بين الدعوة للديمقراطية كنظام للدولة، و بين ممارستها السياسية داخل أحزابها، أن اتساق الخطاب له مدلولات ثقافية، و في نفس الوقت يعد توعوية للجماهير، فالخطاب يقع في تناقض عندما يكون الشعار يطالب بشيء و تكون الممارسة بعيدة عن ذلك.) أن التناقض بين الدعوة و الممارسة لا يؤثر فقط في الخطاب السياسي، أيضا في صدقية القيادات نفسها، الأمر الذي يجعلها تركز فقط على التعليق على الأحداث دون السير في سبر غور المشكل لمعرفة أسباب الفشل، أو العوائق التي تحول دون الوصول للهدف. و هو أيضا السبب الذي يجعلها تعتمد على الخطاب العدائي باستمرار لكي تغطي على أزمتها كقيادة.
    أن الإشكالية التي واجهت بناء الدولة السودانية في مراحل النظم السياسية المختلفة بعد الاستقلال، لا تجد هناك رابطا بين التاريخ و الحاضر و المستقبل، كل مرحلة تحاول أن تشكل واقعها بعيدا عن سياقات المراحل الأخرى، و لا تحرص لكي تتعرف على أسباب فشلها، و تقع في ذات الأخطاء السابقة أي تكرار تجربة الخطأ، و يرجع ذلك لآن النخب في كل مرحلة لا تخضع تجربتها للنقد، بل تبحث عن شماعات تعلق عليها أخطائها، حتى لا تتحمل مسؤولية العجز و الفشل. و حتى في المرحلة الواحدة تكثر الأخطاء دون إخضاعها للبحث و الدرسة النقدية. و هذا يعود إما لغياب الرؤية، و الوعي بقضية التحول الديمقراطي و حاجاته و الاستعداد المعرفي و الثقافي له، أو لقصور مفاهيمي عند النخبة نفسها. و معلوم أن إدراك النخب لدورها و سعيها لتوعية الجماهير يجعلها قادرة على إدارة الأزمة من خلال التحكم في خيوطها، و كيفية التعامل مع التحديات التي تواجهها.
    أن الحرب الدائرة الآن في البلاد لم تكشف فقط حالة الفرقة في المجتمع و الأحزاب السياسية، بل بينت بشكل واضح؛ أن الديمقراطية لا تحتاج فقط لخطاب سياسي و محاولة تحميل محتواه للجماهير، بل أن المجتمع الذي تريد أن تقيم في عملية التحول الديمقراطي يجب ان تدرسه و تعرف ثقافته. أن معرفة الثقافات تحتاج إلي شغل فكري و توعوي، خاصة إذا كانت هناك ثقافات تتعارض مع الديمقراطية و سيادة القانون، و هذه ظهرت في الحرب الدائرة الآن من خلال عمليات النهب و السرقة و الانتهاكات للأعراض و التطهير العرقي و الإبادة و خطاب العنصرية المتبادل، هذه الثقافة تضرب بقوة على النسيج الاجتماعي و تمزقه، و تحتاج من النخب السياسية أن تركز على العمل الثقافي و الاجتماعي، ليس باعتبارها أدوات للوعظ و الإرشاد و التسلية و الترفيه، لكن من خلال استخدام كل أدوات الفنون و الإبداع من " مسرح – سينما – موسيقى – فنون تشكيلية – غناء و غيرها" باعتبارها الأدوات الأكثر تأثيرا على الجماهير. أن الدولة السودانية منذ تأسيسها لم تنظر لهذا القطاع بصورة جادة و يتم توظيفه من أجل أن يلعب دورا تثقيفيا و توعويا في المجتمع. أن النظم السياسية المتعاقبة جميعها تعتقد أن الثقافة و الفنون ينحصر دورها فقط في عملية الترفيه و التسلية، رغم أنها أكثر الأدوات تأثيرا في خلق الترابط الوجداني في المجتمع.
    أن غياب الفكر قد حد من الدور الإيجابي للعملية السياسية في خلق بيئة حوارية بين المجموعات المختلفة، و الحوار يقرب المسافات بين المختلفين، و في نفس الوقت كما ذكرت تكررا يقلل فرص بروز العنف في المجتمع، كما أن الحوار يعطي فرص أوسع للعناصر التي تمتلك قدرات معرفية و تثقيفية أن تقدم ما عندها من أفكار، و هي قادرة على أن توظفها من أجل عملية معالجة السلبيات في المجتمع، و في ذات الوقت أن توسع قاعدة المشاركة. لآن الحوار و توسيع قاعدة المشاركة في الفكرة تجعل الكل مرتبط بأجندة الوطن و ليس الأجندة الخاصة، و الحزبية الضيقة. و في ذالك الوقيت سوف يتسق الخطاب السياسي مع الفكرة، و لا يقع في المتناقضات. نسأل الله حسن البصيرة.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de