ليس هناك لحظة فارقة في حياة الشعوب، مثل اللحظة التي تتجلى فيها حقيقة الزعامات الورقية، التي تتطاير في جوف العاصفة! هناك ظروف موضوعية وسياقات تاريخية محددة مولدة للزعامة وليس كل من هب ودب يمكن أن يكون زعيماً. الزعامة تتشكل من أرضية الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي وتكون المعبر الحقيقي عن قضايا الشعب الحقيقية وتشكل النموذج والصورة الذهنية التي يطمح أن يراها الشعب في قيادته على رأسها الإستقامة والإستنارة وتجسيد سلوك نكران الذات في التفكير والممارسة والتصرف اليومي بين الناس.. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل القيادات الورقية التي تميل حيث تهب الريح تتوفر على هذه الشروط؟ هؤلاء الخونة أثبتوا أن الغباء موهبة لذلك جعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة لتمرير مخططات البرهان الحالم بحكم السودان.! ونسوا تاريخه الملطخ بدماء الأبرياء. كيف لهم أن يقفوا في صف هكذا رجل مريض بالسلطة؟ إلى هذا الحد السلطة عامية للبصر والبصيرة؟ وقاتلة للنخوة والشهامة والرجولة؟ إلى هذا الحد أصابتهم السلطة بالجنون والغباء؟ وأنستهم شعارات الحرية والتحرير والعدالة والمساواة التي صدعوا رؤوسنا بها، بل أنستهم حتى تاريخ هذا الرجل الملطخ بدماء الأبرياء؟ ماذا سيقولون لأسر الضحايا الذين قتلهم هذا السفاح؟ الإنتهازية جعلت البعض يقبلون لأنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة لخدمة مخططات البرهان الساعي لسرقة الثورة وتمزيق السودان. يا عيب الشوم، لقد ظهر الإنتهازيين على حقيقتهم العارية إنهم مجرد ألسنة أدمغتها معبأة بالخراب والجهل والغباء. أدمغة فارغة ونفوس مريضة يعشعش فيها الخراب لا تعرف معنى الحرية والجمال والإبداع.! أدمغة وألسنة، لا تجيد سوى نشر الكراهية والحقد والبذاءات والتفاهات، ومناصرة الظالم والوقوف في صفه غير عابئة بالحق ومعانيه! الإنتهازيون في بلادنا قد إثبتوا لنا إنهم قوماً لا يروون سوى مصالحهم الضيقة، وفي سبيلها هم على إستعداد لمناصرة الشيطان الرجيم.! تبا لهم مهما صرخوا لا عودة إلى الوراء. هؤلاء واهمون، الحق أكبر من أن يكون نداً للباطل الذي يناصرون، الحق عبر التاريخ والأزمنة كان بوصلة الأنبياء والرسل، والقادة العظام، الذين سطروا بمواقفهم وتضحياتهم المعاني العظيمة للنضال والكفاح. أيها الخاسئون، مهما فعلتم، الثورة ستنتصر، لأن الشعب قد قرر الإنتصار لخياراته الحرة في الحياة وفاءاً للشهداء والجرحى والمفقودين. لذا، نقول: هنيئاً لكم هذا السقوط المخزي في مزبلة التاريخ. الشعب أقوى والردة مستحيلة، لقد ولى عهد الطغيان والإستبداد بلا رجعة. الشعب السوداني من أقصاه إلى أقصاه يتطلع إلى سودان جديد. لا أمن وإستقرار في السودان بوجود الكيزان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة