الحرب العبثية الغبية بكل ما تحمل الكلمات من معني تدخل شهرها الثامن ..وتزداد رقعتها كل صباح كالنار في الهشيم . ومع ذلك نجد مدعي السياسة ومتسولي المناصب مازالوا في غيهم القديم ,ولم تحرك فيهم الجثث التي تملأ الشوارع ولا هياكل الاسري العظمية ولا المشردين ولا النازحين واللاجئين ولا تدمير البني التحتية لم تحرك فيهم ساكنا .. بل وللاسف صار بعضهم يتاجر بمعاناة الشعب لصالح دول النخاسة الصهيوعربية عملاء دول الاستكبار وهذا لايستثني طرفي النزاع بالتأكيد … ولكن ما يهمنا هؤلاء الذين يدعون انهم سياسيون والذين يرفعون شعار لا للحرب بدلا من أوقفوا الحرب وبين الاثنين بعد الفرقدين ..فلا للحرب شعار يرفع قبل اشتعال الحرب واذا وقعت الحرب اصبح من الماضي . نعم كثيرون يطالبون بوقف الحرب بل واجزم أن 95٪من الشعب السوداني يطالبون بوقفها فورا لأنهم هم من يدفعون ثمنها حاليا وحدهم دون ان يكونوا طرفا فيها ، فالحرب ضدهم من الطرفين والاطراف التي انضمت اليهم كحركات الارتزاق المسلحة . ولكن ما يعنينا هنا الذين ينفخون كير الحرب بلاوعي ويطيلون امدها دون ادراك ويظنون انهم يقدمون الحلول وهم ابعد ما يكونون منها . فالحرب يا سادة ليست أزمة سياسية كما تتصورونها تنتهي عند حد فهمكم للحكم بتشارك كيكة السلطة كما فعلتم من قبل وكانت فعلتكم احد اسباب الحرب . الحرب ياسادة لها ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية وأحلاف داخلية وخارجية ومصالح متقاطعة وغياب للعدالة والمشروعية والشرعية . فاذا اجملنا معظم ما جاء في الاعلي نجدها جميعا تقف في مربع غياب العدالة والمشروعية والتي يجب ان يقوم عليها اي نظام لدولة تسعي لتكون متواجدة بين الأمم . ومن اهم اسس العدالة المساواة بين طرفي النزاع أولا حتي تكون هناك حيادية في طرح القضايا الخلافية . فالاصطفاف لجانب اي طرف يجعل منك شريكا في الحرب ولا تصلح ان تكون جزءا من الحل . فالحديث عن جبهة مدنية ضد الحرب يجب أن تكون من الذين ليس طرفا فيها باي حال من الأحوال . كما أن الهجوم علي طرف دون الاخر يؤسس لتفتيت الصف الوطني الرافض للحرب العبثية . فالقوات المسلحة والدعم السريع شاء من شاء وابي من ابي هما قوتان كانا شريك في كل الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوداني طوال السنوات الماضية رغم ان القوات المسلحة تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل تلك الجرائم لمسؤليتها عن أفعال منسوبيها جميعا من ضمنهم الدعم السريع الذي ظل يردد قائد الجيش أنه من رحم القوات المسلحة حتي قبل ساعات من انطلاق الحرب وربما بعد الحرب في مناسبات عدة حين دعوته لهم بالعودة وترك التمرد والانضمام الي الجيش .. ومن هنا يبدأ العمل بالمساواة بين الطرفين . وهذا يجنبنا عناء البحث عن من بدأ الحرب ومن علي حق ومن علي باطل لان هذا الوضع يدين كليهم تماما بارتكابهم جريمة الخيانة العظمى في حق الشعب السوداني منذ انقلابهم علي السلطة أكثر من مرة ..ويضع من شاركوهم السلطة كيزان كان ام قحاتة في دائرة الاتهام والاصتفاف ولا يحق لهم إدعاء السعي لوقفها وهم فاقدين لعنصر الحياد . وكما اسلفنا فأن الحل يكون عبر تضافر كل القوي الرافضة للحرب للضغط علي الطرفين بوقفها وطرح الحل الدستوري اساسا للحل السياسي والذي يقوم علي العدالة اولا واستقلال الألية التنفيذية الانتقالية .(طرح المشروع الوطني اساسا للحل) . وقف جميع الاطراف لخطابات الكراهية والعنصرية في التناول السياسي والاعلامي كوصف الجيش بالكيزان والدعم السريع بالجنجويد وغيرها من الاوصاف العنصرية والاوصاف التي تدعو للكراهية والعنف اللفظي فهذا يؤجج الصراع ويغذي الاحقاد ….ليكون ذلك مدخلا لبناء الثقة بين كافة الاطراف ونزع فتيل الحرب الاهلية التي ينفخ فيها الاعلام الاسود هذه الايام من كل الاطراف .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ازهري أبواليسر مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست