بالأمس نقلت إلينا الأخبار رحيل ود الأمين الفنان المبدع الذي تغنى للحب والجمال والشمس والخبز والحرية. رحل ود الأمين وبلادنا غارقة في النزيف! نعم الموت حق، لكن ألا يكفينا ما تنوء به مشاعرنا من أحزان؟ من غيرك يجيد مداعبة الوتر والتعبير عن الشجن؟ من غيرك يغني للسلام والعصافير المهاجرة التي تحلم بيوم بكرة وروعة المشهد؟ من غيرك يا ود الأمين يغني للثورة والملايين الهادرة في الشوارع؟ من غيرك يغني لإكتوبر ويذكرنا بليلة المتاريس؟ من يجمع شتات أرواحنا وأحلامنا؟ من غيرك يعبر عن مكنون الروح وحرقة الدمع؟ لماذا نحن السودانيين علينا أن نحمل أعباء الحياة هجرة وغربة وتشرد وموت وعذاب وألم وخيبات؟ ونحن قد ثرنا أكثر من مرة في وجه الطغيان. الشعب الذي لا يقبل بالطغيان معناه أنه شعب حي. لذلك يتساءل المرء لماذا ترافقنا الأحزان والخيبات؟ ونحن الذين دوماً نحلم بالحياة والفرح والإنتصارات الكبيرة التي تحقق الأهداف السامية التي ضحى من أجلها الشهداء؟ بدءاً من القرشي ومحمد حسن الهمام حتى آخر شهيد سقط في ساحات النضال من أجل الحرية والعدالة والسلام؟ آه ... يا موت ... متى تنأى عن أرضنا ؟ آه ... يا آحزان ... متى تبارحين نفوسنا؟ حتى ننعم بالحياة والفرح؟ في وطن فيه كل مقومات الحياة والفرح. لكنه ظل مختطفاً من صناع الخراب والدمار، أباطرة الإنقلابات العسكرية والحروب الأهلية المدمرة، التي حولت البعض إلى موتى وهم أحياء يتلذذون بالموت وسفك الدماء! رحل محمد الأمين والوطن يتهاوى في وحل الحرب اللعينة!
الرحمة والمغفرة لروح الفنان الكبير محمد الأمين بقدر ما أعطى لوطنه وشعبه من فن وإبداع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة