الموضوع: حماية وترميم الأعمال الفنية بمتحف القصر الجمهوري
سعادة الفريق، في عام ٢٠٢٢ كنت قد ذهبت إلى القصر الجمهوري بشأن قضايا متعلقة بقرارات لجنة تفكيك النظام حيث مقر السيدة نيكولا. وقد اقتنصت فرصة دخولي للقصر، فزرت متحف القصر الجمهوري، ولقد أصبت بخيبة أمل كبيرة، إذ كان المتحف خالياً، وحارسه ينام على سرير على الباب، وقد نهض -مشكوراً- وأضاء لي مصابيح المتحف المظلم، لكن الكارثة الكبرى هي أن اللوحات الفنية الضخمة المرسومة قبل ما يزيد عن مائة عام كانت تعاني من عدم الترميم المستمر، واقتربت من الاختفاء، ذلك أن ألوان الرسومات تختفي بمرور الزمن، مع العلم أن هذه اللوحات لا تقدر بثمن وهي لكبار القادة البريطانيين والأتراك الذين حكموا السودان. لذلك قمت بإرسال رسائل إلى كل من السفارتين البريطانية والفرنسية وطلبت منهم أن يتدخلوا لترميم هذه اللوحات، وبالتأكيد لم أتلق رداً، ويبدو أن الوضع الدبلوماسي لم يكن يسمح لهم بالتدخل. لا أعرف ماذا حدث لمتحف القصر بعد الحرب، ولكن إن كان للدعم السريع سيطرة على منطقة المتحف، أرجو تسليم هذه المقتنيات إلى أي سفارة أوروبية، وخصوصاً البريطانية بحكم علاقتها المباشرة بهذه المقتنيات، أو الفرنسية بما لفرنسا من تاريخ طويل في ترميم الآثار الفنية. إن لوحة واحدة قد تساوي مائة مليون دولار إن لم يكن أكثر. ليس فقط من حيث كونها فناً، بل من حيث كونها توثيقاً للتاريخ وإرثاً عالمياً. نرجو أن تصل رسالتي هذه إلى عنايتكم بأعجل ما يكون. ولكم فائق التقدير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة