التصريح المشترك للجبهة النقابية والقـــوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب قراءة من منظور ثورى
الطيب حسن النور
انعقد اجتماع يوم الجمعة 27 اكتوبر 2023 بين اللجنة السياسية الثورية المؤقتة للميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب و الجبهة النقابية السودانية لتقديم ومناقشة الرؤية السياسية للجان المقاومة لإنهاء الحرب. كسبا للوقت و حتى لا نكرر اخطاء الماضى التى قادت الى الوثيقة الدستورية المعيبة و ادت الى ابعاد قوى الثورة الحية من دفة القيادة و فتحت الباب واسعا امام عملاء الجنجويد و الامارات لا بد من النظر الى طبيعة و مكونات الجبهة النقابية و مدى مقدرتها على مواكبة برامج التغيير الجذرى و الالتزام بميثاق سلطة الشعب. نجد على راس الاجسام النقابية التى شاركت فى الاجتماع المذكور اللجنة التمهيدية للاطباء و لجنة المعلمين و نقابة الصحفيين. النظر الى مواقف هذه الاجسام الثلاثة و توجهات قياداتها خلال الفترة التى اعقبت سقوط البشير كفيل بالقاء الضوء على حقيقة مواقف هذه الاجسام و التكهن بمالات التحالف و الاتفاق معها. فرئيسة اللجنة التمهيدية لنقابة الاطباء دكتورة هبة عمر كانت عضو فى النقابة الشرعية و ممثل للنقابة الشرعية للاطباء فى تجمع المهنيين المنتخب (خلاف تجمع الاصم). النقابة الشرعية هى احد الاجسام النقابية التى انتظم فيها الاطباء بجانب اللجنة المركزية للاطباء و لجنة الاستشاريين اللتان انحازتا لقوى الحرية و اصطفت وراء شراكة الدم. بعد انقسام تجمع المهنيين احتفظت النقابة الشرعية بمقعدها فى التجمع الا ان ممثلها قدم استقالته من سكرتارية التجمع بعد ان صفع ممثل شبكة الصحفيين ممثل الانتاج الحيوانى الذى كان مصدر عكننة فى هيئات التجمع المختلفة بينما واظبت ممثلة النقابة الشرعية فى مجلس التجمع دكتورة هبة عمر على الغياب عن اجتماعات التجمع و عند انضمام تجمع المهنيين الى تحالف قوى التغيير الجذرى اعترضت النقابة الشرعية على ذلك و اعلنت موقفها الرافض لميثاق التغيير الجذرى و انسحبت من التجمع و بعد تكوين اللجنة التمهيدية للاطباء قامت النقابة الشرعية بحل نفسها رغم ان اللجنة المركزية للاطباء و لجنة الاستشاريين المنحازة لقوي الحرية و التغيير لم تفعل ذلك مرتكبة بذلك خطأ استراتيجى اضر بقوى الثورة الحية. فتركيبة اللجنة التمهيدية القائمة على المحاصصة و التاثير الواسع لقوي الحرية و التغيير على مواقفها و خطها يعزلها عن الشارع و قواه الحية. انتخاب دكتور هبة عمر كرئيس للجنة التمهيدية هو بمثابة ذر الرماد فى العيون فنظريا هى مع التغيير الجذرى بحكم عضويتها فى الحزب الشيوعى لكن عمليا تصب مواقفها فى خدمت تيار الهبوط الناعم لذا فإن اختيارها لرئاسة اللجنة التمهيدية و الضغط على دكتور دبورة لسحب ترشيحه لم يكن اعتباطا. عملت رابطة الاطباء الاشتراكيين جاهدة لتكوين اللجان التمهيدية على مستوى المستشفيات لكن مجهوداتها اصطدمت بمقاومة و رفض اطباء قحت لكن بعد فشل كل محاولاتهم لتوحيد تجمع المهنيين ابتدأ بمحاولة البراق النذير مرورا بمحاولة عمار الباقر اقناع فراكشن الشيوعيين بتكوين تنظيم بديل لتجمع المهنيين استجاب الاطباء القحاتة للدعوة لتكوين لجنة تمهيدية مع ضمان سيطرتهم عليها. انسحاب النقابة الشرعية للاطباء كانت ضربة قاصمة لتجمع المهنيين و قوى التغيير الجذرى و كشفت ضعف الحزب الشيوعى و عدم امتلاكه لرؤية و خط نقابى واضح و محدد فقد قاد انسحاب النقابة الشرعية من تجمع المهنيين و رفض ميثاق تحالف التغيير الجذرى اعضاء فى الحزب الشيوعى و عملوا لاحقا على حل النقابة الشرعية بينما احتفظ اقرانهم من الاطباء القحاتة و قوى الهبوط الناعم بواجهاتهم و هياكلهم فلمع نجم دكتور علاء الدين نقد كقائد و ناطق باسم الاطباء فى بداية الحرب الا انه سرعان ما عاد لارتداء قبعة اللجنة المركزية للاطباء و تجمع المهنيين و اصبح الناطق الرسمى لقحت بعد ان استبشرت قحت اباقتراب التسوية من نهاياتها و بدات للاستعداد لشراكة الدم فكان ابرز المغردين فى اجتماعات اديس ابابا. اللجنة التمهيدية للاطباء بقيادتها الحالية و بحكم تركيبنها القائمة على المحاصصة و سيطرة عناصر الهبوط الناعم عليها ليست مؤهلة للانضمام الى تحالف التغيير الجذرى و لن تستطيع اكمال الشوط لنهايته مع لجان المقاومة. كما انه من الصعب الثقة فى قيادتها الحالية استنادا على سجل حافل بالغياب و اثارة البلبلة و الصراعات فى تجمع المهنيين. على الاطباء الوطنيين المؤمنيين بالتغيير الجذرى العمل على اجازة النظام الاساسى لنقابة الاطباء و انتخاب نقابتهم و اذا تعذر ذلك الدعوة لجمعية عمومية لانتخاب قيادة يمكن عن تعبر عن امانى الشارع و طموحاته. قوى الهبوط الناعم وسط الاطباء تعمل جاهدة لاختطاف اليات اتخاذ القرار فى اللجنة التمهيدية و تزوير ارادة الاطباء و قد بدأت ذلك بتكوين قروبات واتساب لهذا الغرض. لجنة المعلمين كانت ضمن الحضور فى الاجتماع انف الذكر لكن قبل ان يجفف مداد محضر اجتماعها مع قوى الميثاق شارك و خاطب ممثلها عمار يوسف اجتماع الجبهة المدنية فى اديس ابابا. ظلت مواقف لجنة المعلمين رقراق و درجت على اذدواجية المواقف منذ سقوط البشير ابتدأ بتوقيع ممثلها على الوثيقة الدستورية المعيبة و حتى اجتماعات اديس ابابا مرورا بجلوسها مع قائد الانقلاب و ظهورها ضمن قوى التغيير الجذرى. فعند خروج الاصم و مجموعته من تجمع المهنيين لم تنسحب من التجمع لكن طرحت نفسها كوسيط يعمل على اصلاح ذات البين الا ان ممثلها ظهر بمعية تجمع الاصم فى العديد من المحافل. عند تكوين تحالف التغيير الجذرى رفض ممثليها الانضمام للتحالف و فكرة التغيير الجذرى بينما واظب ممثليها على الظهور فى كل فعاليات تحالف قوى الردة مستحيلة. اذن التغيير الجذرى ليس من بين اجندة لجنة المعلمين و ليس ذلك فحسب فقد قدمت نفسها كجسم نقابى محايد يجلس مع المخدم و يفاوضه لتبرر جلوسها مع البرهان و هو اجتماع له دلالة سياسية اكثر منه مطلبية فممثل المخدم هو وزير المالية لكن لجنة المعلمين انبرت لانقاذ البرهان عندما كانت عزلته فى اوجه فاستجاب لمطالب المعلمين و عالج ظاهريا تشوهات الهيكل الراتبى. لم ترفض لجنة المعلمين الاتفاق الاطارى لانه يأطر لسيطرة العسكر و الفلول و يقنن شراكة الدم لكن لان مطالبها المتعلقة بالمعلم لم يتم تضمينها فى الاتفاق الاطارى و هى مناورة كان الزمن كفيل بفضحها لو لا اندلاع الحرب. لجنة المعلمين درجت على المراوغة ففى الفترة ما بين انقلاب البرهان و الجنجويد فى 25 اكتوبر و حتى اندلاع الحرب كانت تتوشح باللبوس النقابى كأن احمد ربيع لم يوقع الوثيقة الدستورية المعيبة و لم تكن لجنة المعلمين جزء من قوى الحرية و تجمع المهنيين الذى اسقط نظام البشير. هنا ايضا يظهر ضعف الحزب الشيوعى فقد ابلغ ممثلى لجنة المعلمين (قمرية و عمار) و كلاهما شيوعيين الخطيب باعتباره عضو فى سكرتارية التغيير الجذرى رفض لجنة المعلمين لميثاق التغيير الجذرى. التعامل مع لجنة المعلمين يجب ان يكون بحذر فمن الصعب الثقة فى مواقفها و مبدئية قياداتها فكل الدلائل تشير الى انحيازها لخيار الهبوط الناعم. على الحزب الشيوعى محاسبة عضويته و معرفة موقعها من الصراع الدائر و محاسبة عمار يوسف لمخاطبته منبر اديس الداعى لشراكة الدعم مع العسكر و الجنجويد. و على المعلمين العمل على تجديد لجنة المعلمين و انتخاب قيادة جديرة بثقة الشعب السودانى و قوى الثورة الحية و لجان المقاومة. نقابة الصحفيين المكونة على نسق المنشأة كانت و لا زالت صريحة فى وقوفها مع التسوية و الاطارى و وقف ممثليها فى اديس ابابا مدافعين عن تكوين جبهة مدنية لتقوم بمفاوضة العسكر و الجنجويد و تشاركهم السلطة. لذا من الغريب ان تكون ضمن الاجتماع مع قوى الميثاق. ختاما الجبهة النقابية لحم راس و حصان طروادة الذى يمكن ان تمتطيه قوي الثورة المضادة لتعمل على تفكيك وحدة قوى الثورة الحية لذا يجب ايقاف اى تعامل معها حتى تتباين صفوفها و تتسق ممارسات الاجسام المكون لها مع الشعارات التى ترفعها. و على الحزب الشيوعى ان يطهر نفسها من العملاء و عناصر اليمين حتى لا يكون مصيره مصير الجيش السودان الذى تباع و تشترى قياداته و اسراره فى وضح النهار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة